الحفاظ على الأرواح أغلى مقاصد الشريعة الإسلاميّة

  • 3/18/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال فضيلة د. عيسى يحيى شريف إنّ الحياة السعيدة والعيش الرغيد قوامهما ظلال الإيمان العظيم والأمن السليم والتصرف الحكيم والنظام العميم، مسترشداً بقوله تبارك وتعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون). وأوضح الداعية د. عيسى شريف في الخطبة التي ألقاها بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة أن المُتأمّل في واقع الناس يدرك أن الأمة تتعرّض في حياتها لمتاعب وأحزان مُختلفة، ولكن تبلغ الأحزان أشدّها وأقساها حين تكون بسبب استرخاص الدماء المسلمة الزكية وإزهاق الأرواح البريئة، لافتاً إلى أنه لذلك كان الحفاظ على الأرواح وصيانة الدماء المعصومة أعلى وأغلى مطالب الشريعة الإسلامية.   أكرم المخلوقات وأضاف: ألا وإن الإنسان أكرم مخلوقات الله تبارك وتعالى، كما قال عزّ وجلّ (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً)، والنفس الإنسانية نفس مكرمة ومعظّمة حرم الإسلام تعريضها لأي أذى، قال تعالى: (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)، وقال: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)، وتابع: لقد عظم الله من شأن النفس البشرية حتى قال عز من قائل (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، فهذه النصوص تعطينا التشريع المقاصدي لمعرفة مكانة النفس وعظمتها ومقدارها الكبير.   الأسباب المحزنة ونوّه خطيب الجمعة إلى أن من جملة الأسباب المحزنة والتصرفات المقلقة ما يمارسه كثيرٌ من الناس، لا سيما الشباب منهم من أفعال تلقي بالنفس إلى التهلكة فيقودون السيارات بأساليب ليس لها صلة بشكر النعمة، فحولوا النعمة إلى نقمة، وبدلوا مركبة النقل إلى آلة قتل، مضيفاً إننا نشاهد أرواحاً تزهق ونساء ترمل وأطفالاً تيتّم وأسراً تفنى إلى جانب وقوع الأمراض المفجعة والإعاقات المزمنة وسيارات تعطل ومنشآت تهدم ومنجزات تتلف وآلاف بل وملايين من الريالات تهدر وتمتلئ المستشفيات والمصحات وخسائر وعواقب وخيمة.   كرامة البشر وتساءل د. عيسى قائلاً: أي كرامة ورعاية للبشر إذا هانت الأرواح واسترخصت الدماء لقد فاضت نفوس زكية ودماء بريئة بسبب السرعة غير المبررة بالسيارات والقطع المتعمد للإشارات والأذية الكارثية في الطرقات والفخر والخيلاء في التصرفات، والإسراف والتبذير للنعم، والتبديد للمنافع بأساليب الغفلات والجهالات. وأكّد خطيب الجمعة على أن الطريق لم يوضع لأجل أن يتصرف فيه المتهوّرون بسياراتهم كيف يشاؤون ويقطعون الإشارات كما يريدون، إن الطريق هي مسلك الناس إلى تحقيق شؤونهم الدينية والدنيوية ومعابرهم لتحقيق منافعهم ومعايشهم، ودروبهم لتحقيق تواصلهم، وإن تحقيق الغايات الحميدة يدرك بالتأني وحسن الخلق وليس بالعجلة وإيذاء الخلق.   الصبر والروية وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (التأني من الله والعجلة من الشيطان)، ويقول: (إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة)، مضيفاً إن من أسباب التأني الصبر والروية. وأوضح خطيب الجمعة أن أداء حق الطريق والرعاية لجماله والالتزام بحقوقه من أعظم ما اعتنى به الإسلام، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم حقوق الطريق كفّ الأذى، بمعنى أن تقي نفسك والآخرين الأذى بجميع صوره ولجميع المشاة والمارّة، وربنا تبارك وتعالى يقول: (ولا تمش في الأرض مرحاً).

مشاركة :