بعد تكليف الملك محمد السادس، أمس الجمعة، سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وأمينه العام السابق، بتشكيل الحكومة المغربية، بدلا من عبد الإله بنكيران، الذي عزل، الأربعاء الماضي .. هل ينجح الطبيب النفساني في مواجهة عقدة “البلوكاج” الحكومي؟ تباينت توقعات الدوائر السياسية في الرباط، حول إمكانية “القفز فوق عقبات الإنسداد” أو ما يوصف بالتعبير المغربي بـ “البلوكاج” .. ما بين نجاح أو فشل “العثماني” الوسطي، في المهمة .. ويرى مراقبون أن مهمة العثماني لن تكون سهلة، خاصة إذا ما استمر عزيز أخنوش، وحلفاؤه في فرض شروطهم، وتشبث حزب العدالة والتنمية بإبعاد الاتحاد الاشتراكي من التشكيلة الحكومية. بينما يتوقع القيادي في حزب العدالة والتنمية، بلال التليدي، أن تعدل مختلف الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة من شروطها.. وباعتبارأن هدفهم كان تنحية “بنكيران”، وقد تم لهم الأمر.. واستبعد “التليدي”، أن تستمر حالة البلوكاج، التي عرفها مسار تشكيل الحكومة، وإلا “سنصبح في مستوى ثاني من البلوكاج، وسيظهر أنهم لا يريدون قيادة العدالة والتنمية للحكومة”. وأوضح “التليدي، أن الحزب “العدالة والتنمية” صاحب الأغلبية، لم يرشح العثماني لكي يخلف بنكيران في مهمة تشكيل الحكومة، ““فذلك صلاحية حصرية دستورية للملك” .. وقال لوسائل الإعلام المغربية، إن مهمة المجلس الوطني للحزب، تنحصر فقط في إلزام العثماني، أو أي شخص يتم تعيينه، برؤية الحزب في تدبير المفاوضات، وإعطائها صفة أكثر قوة عن طريق المجلس الوطني، وليس فقط الأمانة العامة للحزب. بينما حمّل بيان الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مساء أمس، الأطراف الأخرى مسؤولية فشل المفاوضات، واعتبر أن إبقاءها على اشتراطاتها ستجعل تشكيل الحكومة متعذرا أيا كان رئيسها. وفي أول تصريح رسمي له، رفض سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين، الحديث عن شروط المفاوضات التي سيفاوض على أساسها حلفاؤه المفترضون.. وقال العثماني فور وصوله من القصر الملكي إلى بيت عبد الاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن الحديث عن موضوع الاتحاد الاشتراكي وغيره سابق لأوانه.. وتابع “هذه مسؤولية ثقيلة في ظرفية سياسية دقيقة، وأنه سيبذل ما بوسعه ليكون عند حسن ظن الجميع” رد الفعل “الغاضب والحاد” بعد عزل “بنكيران” وتكليف قيادي آخر من نفس الحزب “العثماني” بتشكل الحكومة، جاء من الجماعة الإسلامية “جماعة العدل والإحسان” على لسان حسن بالناجح القيادي بالجماعة وعضو دائرتها السياسية، أن تعيين أي رئيس حكومة كيفما كان لن يغير من وضع المغرب في شيء، وأن النظام يسعى إلى ترتيب الخارطة السياسية بالشكل الذي يعزز وجوده،.. مردفا “حتى اللاعبون الذين يلعبون داخل هذه المسرحية لا يتنازعون عن الحكم في جوهره بل فقط يتعلقون بالتفاصيل لترتيب الرقعة أيا كانن اللاعب”. واعتبر “بناجح” أن القضية في المغرب ليست قضية أشخاص بل قضية المنهج، وأن رئيس الحكومة في المغرب لا يحكم، مشددا على أن إعفاء الملك لعبد الإله بنكيران يعيد المغرب الى السيناريو الذي جرى في حكومة التناوب. سعد الدين العثماني، الطبيب النفساني سيكون في مواجهة مباشرة مع “البلوكاج” الحكومي، الذي دام نحو خمسة أشهر، دون أن يستطيع سلفه عبد الإله بنكيران حل عقده، بسبب الشروط التعجيزية التي وضعها عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار في وجهه. سعد الدين العثماني من مواليد 16 يناير/ كانون الثاني سنة 1956، حصل على الدكتوراه في الطب العام سنة 1986، ودبلوم التخصص النفسي عام 1994، وواصل بحثه الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط حتى حصل على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية 1999 تحت عنوان “تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة وتطبيقاتها الأصولية”، ويعتبر واحدا من منظري الحركة الإسلامية بالمغرب، وشغل منصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، كما تولى منصب وزير الخارجية بالمغرب في حكومة بنكيران الأولى سنة 2012. يحظى العثماني بشعبية كبيرة واحترام داخل حزب العدالة والتنمية، ويعتبر واحدا من رجال التوافقات داخل الحزب، كما يحظى باحترام باقي قيادات الأحزاب السياسية الأخرى، مما يسهل من مهمته في تشكيل الحكومة، بحسب تأكيد الدوائر السياسية في الرباط . شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :