جاسم عباس | أثناء زياراتي المتعددة إلى مدينة مشهد (خراسان) في إيران شاهدت إقبالاً كثيراً على الذهب الأحمر (الزعفران) من قبل السياح، يعتبرونه أفضل هدية للأحبة. بعد لقاءاتي مع عدد من بائعي الزعفران قالوا: إنه من أغلى التوابل في العالم سعراً، ويأتي بعد الذهب، حيث يتجاوز سعر الغرام الواحد 4 دنانير، وسبب ارتفاع سعره لأن زراعته وقطفه وللحصول على نصف كيلوغرام منه يتطلب زراعة ما لا يقل عن 10000 زهرة، أي كل غرام من الزعفران بحاجة إلى مئة زهرة، وهو نبات بصلي معمر من الفصيلة السوسنية، وقيل إن الاسم معرب يعرف باسم «جادي» وقيل معرب عن الفارسية القديمة، ويسمى «الريهقان» لصفرته، وعرف الذهب الأحمر (الزعفران) منذ أكثر من 3000 سنة، وأنه ذكر في الكتب القديمة، كانت استعمالاته للتعطير والتطبيب، لقد زرع في اليونان وفارس وانتقلت زراعته إلى أميركا، وعرفه سكان حوض البحر المتوسط أيضاً منذ القدم. وقال أحد باعة الزعفران: أثناء قطفه في فصل الربيع فإن رائحته تفوح وتفوق كل الورود، ولا شيء أعجب من لونه وشكله، وأشاد الشعراء بجمال زهرة الزعفران، وحسن رونقه: للزعفران إذا ما قاسه فطنٌ فضل على كل وردٍ زاهرٍ أنِقِ كأنه ألسن الحيَّات قد شدخت رؤوسها فاكتست من حُمرة العلق. فوائد الزعفران العلماء والباحثون في المصادر الطبيعية أكدوا أن الزعفران له فوائد متعددة، خاصة في الزيادة الجنسية إذا أضيف مع الجنسنغ ويفيد في علاج التشنج، وإنه طارد للريح وانتفاخ البطن، وعلاج أكيد لالتهابات الجهاز التنفسي مثل السعال ونزلات البرد وحتى الجدري كان يعالج بالزعفران. قال أحد تجار الزعفران في مدينة مشهد: إن الذهب الأحمر يفيد في أمراض القلب والنزيف الرحمي وآلام العين، وإذا استخدم في القهوة والشاي فإنه يجلو البصر ويقوي لون البشرة، ومنشط للأعصاب وإدرار الطمث، وغرام واحد منه في خمس كؤوس يستعمل للتدليك خاصة في حالة التهاب المفاصل بعد أن يغلي، وإذا مسح على اللثة عند بدء التسنين لدى الأطفال مع إضافة العسل فانه يخفف آلام اللثة. وقال أحدهم: إنه يقوي القلب ويفرحه إذا شرب مع الماء البارد ويسهل النفس، وإذا أضيف إلى الأطعمة يطيب طعمها، ويبعد الاكتئاب، وحالياً يستخدم في إنتاج مستحضرات التجميل، فله مكانه بين المطبخ وصالونات التجميل، ويستخدم في الجبن والحلويات. ويعتبر الزعفران أساسيا في الأطباق الفرنسية والألمانية، والآن تطورت استعمالاته، وبعد نصائح الأطباء قاموا برشه على الأسماك بعد غليها، والرز لا طعم له إلا مع الزعفران خاصة في إيران وإيطاليا والسويد، والهنود يضيفونه مع الحليب، وأفضل أنواع الكعك مع الزعفران.
مشاركة :