في وقت وصلت الحافلات التي ستقل الدفعة الأولى من مهجري حي الوعر في حمص صباح أمس، قالت تقارير إنه مع دخول الحرب في البلاد عامها السابع، برزت المنافسة بين إيران وروسيا، مشيرة إلى أنه رغم أن البلدين يدعمان نظام الأسد إلا أن هدف كل منهما مختلف عن الأخرى. ونقلت التقارير عن الخبير العسكري الروسي بافل فلغنهاور، قوله إن المجموعات المسلحة الموالية لإيران تضم قوة ضخمة من المقاتلين وإن علاقة الروس بها معقدة جدا، مشيرا إلى خطة روسية لتقليص نفوذ إيران في سورية تتضمن زيادة الوجود العسكري في هذا البلد، حيث سيبلغ عدد القوات الروسية نحو عشرة آلاف في وقت قريب، علما بأن موسكو كانت أعلنت رسميا خفض قواتها، وخصوصا الجوية، في سورية. وأضاف فلغنهاور، أنه على غرار علاقة إيران بمقاتلين لبنانيين وعراقيين وأفغان، فإن روسيا تسعى إلى خلق علاقة مماثلة مع مجموعات موالية لها، مبينا أن روسيا شكلت مجموعات مسلحة محلية أقل كلفة من المرتزقة الروس، وتشبه قوات الصحوة التي شكلها الأميركيون في العراق. ولفت فلغنهاور إلى قوات «صقور الصحراء» و«الفرقة الخامسة»، بالإضافة إلى مجموعتين مسلحتين سوريتين وأخرى تسمى «لواء القدس»، مبينا أن هذه المجموعات تلقت تمويلا وتدريبا من روسيا وشاركت في عدة معارك. اختلاف التوجهات وفقا لمصدر سوري فإنه إذا كانت روسيا وإيران تدعمان الحكومة، فإن إستراتيجيتهما تختلف لتحقيق مكاسب على الأرض، مبينا أن موسكو تعتبر أن طريق النصر يمر عبر تسوية مع تركيا الداعمة للمعارضة وصاحبة النفوذ في المنطقة الحدودية مع سورية شمالا، فيما ترفض إيران في المقابل هذه المقاربة. وأضاف أن الاختلاف بدا واضحا بين الدولتين الداعمتين لدمشق خلال معركة قوات النظام للسيطرة على كامل مدينة حلب في ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أن إيران والمجموعات المسلحة المتحالفة معها، كانت تريد استسلاما كاملا للفصائل المعارضة المحاصرة في أحياء حلب الشرقية، فيما كانت خطة روسيا مغايرة إذ توصلوا إلى اتفاق مع الأتراك على إجلاء 34 ألف شخص من شرق حلب، الأمر الذي أثار غضب إيران وحزب الله اللبناني. وأشار المصدر إلى أن صور بوتين تنتشر في شوارع مدينة حلب مما يؤشر إلى النفوذ المتصاعد لموسكو في سورية، على حساب إيران، الحليف الآخر للنظام. مهجرو حي الوعر . شارفت الاستعدادات الأولية لنقل الدفعة الأولى من مهجري حي الوعر في حمص على الانتهاء، حيث يتوقع خروجها من الحي خلال الساعات القادمة. وقالت مصادر إن الدفعة تضم أكثر من 300 عائلة، يشكل مجموعها ما بين 1300 و1500 شخص، وإن معظم المهجرين في هذه الدفعة هم من النساء والأطفال والمرضى والجرحى، بالإضافة إلى 150 مقاتلا من المعارضة المسلحة، مشيرة إلى خروج دفعات أخرى من مهجري الحي في الأيام القادمة. وكانت المعارضة المسلحة وقوات النظام توصلا قبل أيام إلى اتفاق برعاية وضمانة روسية من عدة بنود، أبرزها خروج المعارضة من الحي باتجاه ريف حمص الشمالي أو إدلب أو جرابلس بريف حلب، وسيتم تنفيذ الاتفاق خلال فترة شهرين. وينص الاتفاق على أن يخرج عناصر المعارضة من الحي باتجاه ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه المعارضة، أو إلى إدلب أو جرابلس ضمن المنطقة الآمنة في ريف حلب الشمالي على الحدود التركية. وفي المقابل، ترفع قوات النظام الحصار عن الحي وتسمح بدخول الأغذية والأدوية، وتمتنع عن اعتقال أي شخص بعد أن يجري مراجعة لأحد أفرعها الأمنية، ويصبح الحي تحت سيطرة النظام.
مشاركة :