احتفى الإعلام الصيني بالخطوات التي اتخذتها بكين تجاه تفعيل العلاقات المشتركة مع المملكة العربية السعودية، أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والدفاعي بين البلدين؛ لكن هذا لم يمنع الصحف، من تحذير المسؤولين الصينين من مغبة الاستمرار في لعب دور متأرجح تجاه الأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.
وطالبت صحيفة "south china morning post" الناطقة بالإنجليزية، في تقرير لها السبت (18 مارس 2017) الحكومة الصينية بلعب دور أكثر وضوحا في المنطقة لاستكمال سياستها التي اختارت المملكة لتكون الحليف الأمثل لها.
ووصفت المساعي التي بذلتها الصين لتفعيل علاقتها الثنائية بالمملكة العربية السعودية بـ "السياسة الراشدة"؛ وذلك نظرا لأن الأوضاع الحالية للبلدين تجعل كل منهما هو الحليف الأمثل للطرف الآخر.
وقالت الصحيفة إن اللقاءات الرفيعة المستوى التي جرت بين الطرفين خلال الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مكنت من تحديد وتوصيف الأهداف التي يطمح كل منهما لتحقيقها من خلال التعاون مع الطرف الآخر، كما أنها مكنت الطرفين من توطيد وترسيخ التعاون السياسي والدفاعي بينهما. وأكدت الصحيفة أن هذا التوجه جاء في وقت تسعى خلاله بكين لأن تلعب دورا نشطا في الساحة الدولية.
وأوضحت الصحيفة أن الزيارة التي قام بها الملك سلمان للصين وشهدت قيام الجانبين بالتوقيع على اتفاقيات مشتركة بلغت قيمتها 65 بليون دولار جاءت كنتيجة للزيارة الودية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينج إلى المملكة العام الماضي.
وبينت الصحيفة أن زيارة الرئيس الصيني للمملكة العام الماضي جاءت بعد قيام الصين بالإعلان رسميا عن مشروع "حزام واحد .. طريق واحد"؛ حيث أدركت الصين حينها أهمية التقارب مع المملكة لما لها من دور سياسي واقتصادي كبير كما تتمتع بشعبية عالية بين حكومات دول العالم الإسلامي.
وتابعت الصحيفة حديثها موضحة أن السعودية تقود حاليا خطة إصلاح اقتصادي ضخمة تهدف لتقليل اعتماد اقتصادها على عائدات النفط، والصين تعتبر أكبر دولة مستوردة للنفط السعودي لذا فإن الصين تعد مصدرا جيدا لاجتذاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للمملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة الملك سلمان وبصحبته أبرز رجال الأعمال السعوديين كانت بمثابة تأكيد على أن المملكة صادقة في مساعيها للإصلاح الاقتصادي. ولفتت إلى أن هذه العوامل جعلت من الزيارة نقطة البداية لعلاقة أكثر دفئا بين الجانبين.
وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول إن ازدياد التعاون بين المملكة والصين في المجالين الاقتصادي والتجاري وكذا تنامي طموح الصين لأن يكون لها دور استراتيجي مؤثر على الصعيد الاقتصادي، من خلال مشروع حزام واحد طريق واحد، جعل من الصين الحليف الأمثل للمملكة إلا أن الصحيفة حذرت من أن الدور غير الواضح الذي تلعبه الصين في الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط وتجاه الخلاف بين المملكة وإيران قد يقلل من فرص الصين لأن تصبح هي أيضا الحليف الاستراتيجي الأمثل للمملكة.
مشاركة :