هذا المقال نشر أمس في موقع «أمريكان ثينكر» الإلكتروني لهارولد ليمان الذي شبه الوضع الحالي في أوروبا بالوضع الذي كانت عليه قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية عندما تقاعس الحلفاء أمام ضم هتلر السوديت مما شجعه على ضم المزيد من الأراضي. ويرى ليمان أن روسيا لم تحتاج إلا لثلاثة أسابيع فقط تمكنت خلالها من ضم شبه جزيرة القرم وجعله أمرًا واقعًا، فيما اكتفى الغرب بفرض بعض العقوبات الاقتصادية التي يبدو أنها من الممكن أن تسبب آلامًا اقتصادية ليس الآن، وإنما في المستقبل. ويتابع بأن الغرب يجد نفسه اليوم أمام 30 - 40 ألف جندي روسي يقفون على أهبة الاستعداد على طول الحدود مع أوكرانيا. وبالرغم من وعد الرئيس بوتين للمستشارة الألمانية ميركل بسحب قواته كمؤشر على رغبته للحد من التصعيد، إلا أن جنديًا واحدًا لم يتم سحبه حتى الآن. وينتقد ليمان سياسات الناتو بالقول إنه بالرغم من الاحتفاظ بنواياه سرًا عن خصمه، إلا أنه سبق وأن أعلن على الملأ إنه لن يدافع عن أوكرانيا إذا ما تعرضت لهجوم روسي كون أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو، وإن الاتحاد الأوروبي سيستمر فقط بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا إذا ما استمرت موسكو في تجاهل الاتفاقية الدبلوماسية التي تم توقيعها في 17 من الشهر الحالي في جنيف. وينتهي ليمان إلى القول إنه بدلًا من انتظار ضربة روسية، فإنه يتعيّن علينا العمل بشكل نشط لوقفها عند هذا الحد. مع الأخذ في الاعتبار الميزة الإستراتيجية لروسيا، وهي قدرتها على إعادة تموضع قواتها ومعداتها بسبب وقوع أوكرانيا في فنائها الخلفي، بما يتعيَّن على الناتو تحريك قواته من غرب أوروبا مسافة أطول نسبيًا. ويتابع بالقول «نحن بحاجة إلى إعادة فتح بعض القواعد التي تم إغلاقها مؤخرًا في ألمانيا ودول حلف شمال الأطلسي الأخرى والبدء في تعبئة ونقل وحدات إلى أوروبا من القارة الأمريكية».
مشاركة :