الشارقة:«الخليج» شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، مساء أمس الأول، في العاصمة أبوظبي، حفل ختام المسيرة السنوية السابعة ل«فرسان القافلة الوردية»، إحدى مبادرات «جمعية أصدقاء مرضى السرطان»، المعنية بنشر الوعي ب«سرطان الثدي»، وأهمية الكشف المبكر عنه، التي انطلقت في 7 مارس/آذار، لتجوب إمارات الدولة السبع، في رحلة توعوية قطعت خلالها مسافة 200 كلم.واستطاعت المسيرة، أن تقدم فحوصاً مجانية لأكبر عدد في تاريخ مسيرتها؛ حيث أجرت فحوص الكشف عن مرض سرطان الثدي ل 7108 أشخاص، في مختلف أنحاء الدولة، على مدار 11 يوماً جابت فيها عيادتها المتنقلة الإمارات السبع، فضلاً عن عيادتها الثابتة في كل إمارة. حضر الحفل الذي أقيم في مدينة زايد الرياضية، ريم بن كرم، رئيسة اللجنة العليا المنظمة للمسيرة، وسكوت تشارلز بولز، ممثل سفارة الولايات المتحدة، في الإمارات، وجاسم البلوشي، رئيس قسم التميز المؤسسي في مصرف الشارقة الإسلامي، وندى عسكر النقبي، مديرة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، والدكتورة مي الجابر، نائبة المدير الطبي في «هيلث بوينت» - أبوظبي، إلى جانب رؤساء لجان القافلة، وسفرائها، والفرسان، والفرق الطبية، والمتطوعين المشاركين، وممثلين عن شركاء القافلة ورعاتها، وجمع من الإعلاميين.وقال الشيخ نهيان بن مبارك: «يسعدنا أن نحتفل بختام المسيرة السابعة ل«فرسان القافلة الوردية»، التي انطلقت في الشارقة منذ عشرة أيام، لتصل اليوم إلى أبوظبي، لتجسد شعار «سبع سنوات.. لسبع إمارات»، تعبيراً أصيلاً عن وحدة الآمال والتطلعات والمشاعر، في ربوع الدولة كلها، ولتؤكد التقاء جميع سكان الدولة على الأهداف النبيلة، في تعميق الوعي، بمرض سرطان الثدي، وتشجيع الأفراد على الفحص الدوري، وكذلك تعميق قدرة المجتمع، وتعبئة جهود أفراده ومؤسساته، للتعامل الفعال مع كل أوجه هذا المرض وأسبابه وعلاجه».وتوجه بالشكر إلى راعية «القافلة الوردية»، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيسة المؤسسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وثمّن حرص سموها على تحسين جودة الحياة للجميع، وتوفير سبل الرعاية والعناية لكل سكان الدولة، في إطار واقعي وفاعل يحرص على رفع المستوى الصحي في المجتمع، وتحقيق التنمية والرخاء في ربوع الوطن كله.وأشار الشيخ نهيان بن مبارك، إلى أن القافلة وفي عامها السابع، أكدت أنها تسير في تطور دائم نحو الأفضل، وأنها مثال رائع على عمل الخير في «عام الخير»، كما أنها نموذج رائد في التطوع الناجح، والتكافل والتضامن المجتمعي، لتوفير حياة أفضل لكل فرد على هذه الأرض الطيبة.وأكد أن القافلة تجسد وبشكل واضح عدداً من الموجهات المهمة والأساسية، في مسيرة دولة الإمارات، لافتاً إلى أن الدولة تحظى بقيادة حكيمة ترى في الإنسان الثروة الحقيقية للوطن، وتسعى جاهدة إلى توفير كل سبل الحياة السعيدة، وتحرص دائماً على توفير الحياة الكريمة للإنسان في الإمارات، ورفع مستوى الخدمات الصحية في ربوع المجتمع، لأن الإنسان السليم هو أداة تحقيق طموحات الدولة وتقدم الوطن ومواجهة كافة التحديات.وأضاف: «دائماً ما تذكرنا «القافلة الوردية»، ولكونها مبادرة مهمة في تنمية المجتمع، بالجهود التي تبذلها «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في سبيل رفعة الوطن، وتقدم الإنسان، ونشر السعادة وتحقيق التنمية المجتمعية في كافة ربوع الدولة».وقال: «مع ختام فعاليات الدورة السابعة، نتذكر الراحلة الفاضلة، فارسة القافلة الوردية أميرة بن كرم، التي كانت تشرف على تنظيمها في السنوات الست الماضية، وأسهمت في إرساء دعائمها حتى أصبحت بفضل جهودها نموذجاً عالمياً فريداً، في الوعي بسرطان الثدي، وكان للراحلة أميرة الدور الأساسي فيما نشهده اليوم من دعم مجتمعي قوي للقافلة، بل وما نلحظه من حوار مجتمعي نشط أيضاً، في القضايا المرتبطة بها، فضلاً عن التقدم المستمر في الوعي بهذا المرض».وأضاف: «إن احتفالنا الليلة، إنما هو احتفاء أكيد بإنجازات أميرة بن كرم في حياتها الحافلة، واعتزاز كبير بما تحققه القافلة من إسهامات مهمة، تعبر عن ثقتنا الكاملة بمسيرة هذا الوطن المعطاء، وعن دور أبنائه وبناته في تحقيق التقدم والتطور في كل ربوعه وأرجائه».وقالت ريم بن كرم: «يعتقد كثر، أننا نلتقي اليوم لنعلن ختام فعاليات القافلة، إلا أننا حقيقة نلتقي لنعلن أننا بدأنا، فالخير فينا لا ينتهي، وما هذه المسيرة سوى صورة لما في قلوبنا؛ حيث نجحنا في نشر الوعي بمرض سرطان الثدي، وروينا في نفوس الكثير من المصابين بذور الأمل، لينبت الطموح، وتتعالى الهمم بصحة أبناء بلادنا».وأضافت: «عشرة أيام مضت، كتبنا فيها رسائل المحبة والأمل، ورسمنا درباً لأهل الخير والعطاء، لنظل كما علمتنا بلادنا متكاتفين، يجمعنا قلب واحد، وروح كبيرة، وقد جاء شعار القافلة لهذا العام «سبع سنوات.. لسبع إمارات»، لنؤكد من خلاله أن إماراتنا ليست التي اتحدت وحسب، وإنما قلوبنا أيضاً، فالقافلة لم تسع إلى تعزيز الوعي بسرطان الثدي، وأهمية الفحص المبكر عنه وحسب، وإنما شكلت رسالة إنسانية كبيرة، كتبنا فيها عبارات «عام الخير»، وبعثناها إلى مختلف بلدان العالم».وأشارت إلى أنه «في السابع من مارس، كان انطلاق مسيرة القافلة، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ومتابعة حثيثة من قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وقبل الانطلاق كنا قد تعاهدنا على أن تكون مسيرة هذا العام استثنائية، بكل ما للكلمة من معنى».وأضافت: «قبل انطلاقة المسيرة السابعة، كنت كثيراً ما أتساءل هل ستكون مسيرة هذا العام بحجم الآمال والطموحات الموضوعة عليها؟ وهل ستكون نتائجها بحجم الشعار الذي ترفعه؟ لكن وما إن انطلقت المسيرة بحضور صاحب السمو حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر، حتى بثت كلماتهما وثقتهما طاقة إيجابية فينا، ومسؤولية كبيرة تجاه مجتمع إماراتنا الحبيبة، لننطلق في المسيرة وكلنا إيمان أنها ستكون بحجم ما تستحقه دولتنا وشعبنا».وكشفت بن كرم، عن أن التفاعل المجتمعي الكبير مع الترويج للمسيرة الذي حدث قبل انطلاقتها، فرض على اللجنة المنظمة أن تكون على أهبة الاستعداد لاستقبال الأعداد الكبيرة المتوقعة لإجراء الفحوص، ما دفعها إلى تدشين سبع عيادات ثابتة، عيادة في كل إمارة، استقبلت الراغبين في إجراء الفحوص، ومعرفة المزيد عن سرطان الثدي. وعن أبرز إنجازات المسيرة لهذا العام، قالت: «أسهمت عياداتنا الطبية التي بلغ عددها 123، وفريقها الطبي الذي ضم 65 كادراً، في ارتفاع عدد الأشخاص الذين أجروا الفحوص المجانية؛ حيث وصل الرقم إلى 7108، في سابقة تعد الأولى في تاريخ القافلة، منهم 1117 رجلاً، و5991 امرأة، بينهم 1538 مواطناً ومواطنة، وحول 2463 شخصاً للماموغرام، و472 للأشعة الصوتية، ليصل إجمالي عدد الفحوص التي قدمتها القافلة الوردية، خلال السنوات السبع 48,499 فحصاً».وأكدت بن كرم، أن المسيرة نجحت وبمشاركة أكثر من 100 فارس وفارسة، وأكثر من 70 متطوعاً ومتطوعة، في اجتياز مسافة 200 كلم، عبر إمارات الدولة، لتكون القافلة بذلك قطعت مسافة 1640 كلم خلال السنوات السبع، إلى جانب إشراك أكثر من 20 ناجية من سرطان الثدي في المسيرة والفعاليات المصاحبة.وتقدمت بالشكر والعرفان إلى «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، على دعم سموها وتفاعلها المتواصل مع القافلة، وتوجيهها هذا العام، باستقبال القافلة بشكل حافل، خلال مشاركتها في مهرجان «الخير لأم الخير» الذي يقام في أبوظبي. كما تقدمت بالشكر إلى راعي حفل الختام، الشيخ نهيان بن مبارك، الذي تشرفت المسيرة بدعمه وتشجيعه، منذ انطلاقتها الأولى؛ حيث حرص على المشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة المصاحبة لها، وتقديراً لوقفته المستمرة إلى جانب القافلة الوردية، وصمم، قبل انطلاق حفل الختام، مجسم ذهبي ليده، الذي سيوضع ضمن معرض الأيادي الذهبية لسفراء القافلة، الذي يضم مجموعة من المجسمات الذهبية لأيادي عدد من الشيوخ والشخصيات الرسمية وسفراء القافلة الوردية.وفي ختام كلمتها، توجهت بالشكر إلى جميع «جنود الأمل الوردي» من الفرسان، والفرق الطبية، والمتطوعين، والسفراء، لا سيما أولئك الذين ظلوا يشاركون في القافلة، خلال الأعوام الماضية، وأهدت باسمهم جميعاً إنجازات «سبع سنوات.. لسبع إمارات»، إلى روح فقيدة العمل الإنساني والتطوعي الراحلة أميرة بن كرم، مؤكدة أنهم يجددون معها العهد، وهي في عليائها، بمواصلة مسيرة الوعي والأمل.وفي ختام الحفل كرم الشيخ نهيان بن مبارك، وريم بن كرم، الشركاء الاستراتيجيين، وهم: مصرف الشارقة الإسلامي، ومؤسسة الشارقة للإعلام، والرعاة: هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة الشارقة للبيئة، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، وموانئ دبي العالمية، وسفراء القافلة الوردية. كما كرم عدداً من سفراء القافلة، وجميع الفرسان المشاركين في مسيرة هذا العام، بمنحهم أوسمة شرفية.وتخلل الحفل عرض فيديو تقديمي لخص مسيرة هذا العام، وأهم المحطات التي مرت بها، في نشر الوعي بمرض سرطان الثدي وتعزيزه، إلى جانب الإنجازات التي تحققت. وسبق حفل الختام، تنظيم فعالية «خطوات وردية - أبوظبي» التي استضافتها مدينة زايد الرياضية، وتضمنت المشي لمسافة سبعة كيلو مترات حول المدينة، وشهدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور. عيادة فحص ثابتة في كل إمارة حفلت المسيرة هذا العام بعدد من الأحداث التي أقيمت لأول مرة تماشياً مع احتفاء القافلة، باتحاد دولة الإمارات، الذي جاء متزامناً مع مرور سبع سنوات على انطلاقتها، ومن أهم هذه الأحداث تخصيص عيادة ثابتة لكل إمارة من الإمارات السبع، استقبلت الراغبين في إجراء الفحوص، وطرح استفساراتهم. ومثل الرقم 7 العنوان الأبرز لمسيرة هذا العام، فإلى جانب الشعار «سبع سنوات.. لسبع إمارات»، وتاريخ الانطلاق والختام 7 و17 مارس/ آذار، والعيادات السبع الثابتة في كل إمارة، والفحوص المجانية التي قدمت إلى أكثر من 7000 شخص، فقد تضمنت المسيرة سبع فعاليات مصاحبة، بدءاً بحفل الافتتاح، و«مسيرة الفرسان الصغار»، و«اليوغا الوردية»، و«خطوات وردية - الشارقة»، و«لقمة وردية»، و«مسيرة القوارب الوردية»، و«خطوات وردية - أبوظبي».
مشاركة :