تعتبر البرازيل بلاد كرة القدم بامتياز، فهي لا تتوقف عن إنتاج المواهب والنجوم وتصديرها إلى الملاعب الأوروبية والعالمية على حدٍّ سواء. ولا شك في أن نيمار جونيور يمثّل حاضر الكرة البرازيلية ومستقبلها والنجم الأول في منتخبها، لكنه يتمتع بشيء يميزه ربما عن النجوم السابقين والحاليين، ويتمثل في رغبته الجامحة لتشجيع المواهب الصاعدة في العالم على إثبات حضورها.ومن هنا جاءت مساهمته في «بطولة ريد بُل نيمار جونيور فايف» التي تجول العالم، مروراً بالكويت، قبل أن تقام نهائياتها في البرازيل، بحضور نيمار نفسه.اكتسب البرازيلي البالغ من العمر 25 عاماً شعبيته في نادي سانتوس الذي أمضى في صفوفه 4 سنوات بين 2009 و2013 وخاض 103 مباريات شهدت تسجيله 54 هدفاً.نجح نيمار في قيادة سانتوس في إحراز كأس ليبرتادوريس لأندية أميركا الجنوبية على حساب بينارول الأوروغوياني وتدرج في صفوف المنتخبات العمرية من تحت 17 عاماً حتى طرق أبواب المنتخب الأول في العام 2010 وخاض معه منذ ذلك الحين 75 مباراة سجّل فيها 50 هدفاً.نيمار الذي سجل بداية موفقة مع المنتخب في 10 أغسطس 2010 لأنه سجل الهدف الأول أمام الولايات المتحدة (2-صفر) في مباراة ودية، لا يستحب مقارنته مع نجوم الكرة المستديرة في البرازيل خصوصاً بيليه، لكنه لا يبدي انزعاجاً من التلميحات ناحية تشبيهه بغارينشا نجم المنتخب في السنوات من 1950 الى 1960 والذي اعتبر أفضل جناح أيمن في تاريخ كرة القدم والمراوغ الأكثر براعة الذي عرفته الميادين الخضراء حتى اليوم.صحيح أن مسيرة نيمار مع المنتخب انتكست عام 2014 حين تعرض للإصابة في الدور ربع النهائي أمام كولومبيا، ولم يكن في عداد «سيليساو» خلال الدور نصف النهائي الذي شهد خسارة كارثية لزملائه أمام ألمانيا بنتيجة 1-7، إلا أنه يفتخر بلقبين حققهما لبلاده، أولهما في كأس القارات 2013 في البرازيل وثانيهما في دورة الألعاب الاولمبية التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 2016، كما أن «سيليساو» يتصدر ترتيب التصفيات الأميركية الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا برصيد 27 نقطة من 12 مباراة متقدماً على الأوروغواي الثانية (23 نقطة).ولا شك في أن انتقاله إلى برشلونة الإسباني ساهم بشكل جوهري في فرض اسمه على الساحة العالمية ابتداء من 2013، ففي «كامب نو»، شكل ثلاثياً خارقاً مع كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز.في النادي «الكاتالوني»، توّج بالدوري المحلي مرتين (2015 و2016) وكأس إسبانيا مرتين (2015 و2016) وكأس السوبر الإسبانية مرة (2013) ودوري أبطال أوروبا مرة (2015) وكأس العالم للأندية مرة (2015).ويُنظر إلى نيمار حالياً على أنه اللاعب المؤهل ليكون الأفضل في العالم في السنوات القليلة المقبلة علماً بأنه حل في المركز الثالث على هذا الصعيد عام 2015.وعلى الرغم من ألقابه العديدة وشهرته الواسعة وارتدائه قميص أحد أفضل الأندية على الإطلاق، لم ينسَ نيمار بداياته التي احتاجت إلى جهود وتضحية، ومن هنا لم يتردد لحظة في تقديم الدعم إلى بطولة «ريد بُل نيمار جونيور فايف» الخماسية.انطلقت البطولة عام 2016 وشهدت مشاركة أكثر من 10 آلاف فريق و65 ألف لاعب في 47 بلداً من بينها الكويت، بيد أن نسخة عام 2017 ستكون على نطاق أوسع في ضوء تصفيات إقليمية في أكثر من 50 بلداً.ويمنح نيمار الفرصة للآلاف من الشباب (بين 16 و25 سنة) للمشاركة في البطولة التي ستنطلق قبل نهاية الشهر الجاري على أن يضم كل فريق خمسة لاعبين.وفي الكويت، ستقام 6 تصفيات في 3 مواقع هي ملاعب غول الشعب (21 و22 الجاري)، ملاعب أكاديمية برميير سبورتس في بيان (26 و27 الجاري) وملاعب حسن ابل في الدسمة (3 و4 ابريل المقبل)، وتختتم في النهائي المقرر في 6 منه، وسيحرص نيمار على لقاء الفريق الفائز باللقب العالمي إيماناً منه بدوره في تحفيز كل صاحب موهبة لإبرازها.
مشاركة :