قال الداعية الإسلامي المعروف الشيخ حسن بن قعود إن في رمضان عادات لا تعجبني، ومن ذلك كثرة الازدحام أمام المنازل في الأحياء بحثًا عن الصوت الجيد فهو يقوم بطاعة من خلال إيجاد قارئ يجد قلبه عنده، وهذا من الأمور الحسنة، فهو يقوم بأداء عبادة ولكنه يؤثرعلى هذه العبادة بإزعاج الآخرين من خلال مضايقة أهل الحي، فقد يقف عند باب أحد السكان ويغلق على سيارته، بحيث إذا حدث له أمر طارئ لا يستطيع الحراك لأن هذا الشخص قد أغلق عليه مما يجعل صاحب المنزل يقوم بالدعاء على هذا الإنسان مع أنه يقوم بأداء عبادة يرجو من ورائها -رحمة الله- ومغفرته، ولذلك لابد لمن أتى يبحث عن الصوت الجميل أن يراعي عدم إزعاج ومضايقة الآخرين فإن كان حول المسجد مواقف خاصة به فليقف عندها، وإن لم يكن حوله مواقف يبحث عن موقف مناسب بعيدًا عن الوقوف عند منازل الآخرين. وأضاف ابن قعود إن من العادات التي لا تعجبه في رمضان الإسراف في إعداد الطعام وفي تناوله، وعلاج ذلك لابد للمسلم أن يتعلم في مدرسة رمضان حيث نتعلم الاقتصاد في الأكل والتقليل منه، بل هو من مقاصد الصيام، فتطبيق هذا المقصد له فوائد عظيمة؛ فإذا لم تكثر من الأكل ولم تسرف فقد انتفعت كثيرًا، ومن جرّب خلو البطن وعدم الشبع بكثرة رأى فائدة ذلك على حياته وصحته ونفسه وجسمه، فالمسلم ينبغي أن يعتني بهذه الحكمة المهمة من الصيام. حيثُ يتخفَّفُ البدنُ بالصيام من أثقاله من الدُّهون التي تجثُم على الكبدِ والقلبِ، وهذا التخفُّف يشجع على العبادةِ، ويكون تحوُّلاً روحانيًّا فإذا خفَّ البدنُ انطلقت الروح، ونشطت لفعل الخيرات. فلا بد من استغلال هذه الفرصةَ العظيمةَ، والابتعاد عن الإسراف في الطعام في شهر رمضان، فالإسراف حرام عامة وفي رمضان خاصة حيث إن الإسراف يضيع معنى الصيام وكثيرًا من فائدته. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء.
مشاركة :