دبي:نادية سلطان نجحت شرطة دبي في إعادة البسمة لأم مواطنة وأطفالها الستة بعد أن عاشت سنوات تعاني من عدم قدرتها على توفير متطلباتها وأطفالها المعيشية. وفي غضون شهرين فقط أصبحت ابتسام تعيش في مكان جديد غير بيتها الأول الذي لم يكن يسعها وأطفالها، وبمعاش يكفيهم، وجددت إقامات أبنائها الأربعة من زوجها الثاني، بل عادت الابتسامة لجميع أفراد الأسرة.ووفقاً للعميد سعيد بن سليمان مدير مركز شرطة الراشدية فإن الجميع في شرطة دبي يعمل بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأهمية إسعاد أفراد الجمهور، مشيراً إلى أن الجميع يتخذ من تلك المقولة منهجاً يسير عليه في أعمالنا.وقال إن تلك الأم المواطنة التي طرقت العديد من الأبواب قبل أن تصل إلى شرطة دبي دون فائدة أفقدها الأمل في أن تعيش حياة كريمة مع أطفالها، خاصة مع عدم إنفاق الأب على أطفاله، بل وتراكم الديون عليها من كل اتجاه من إيجار، ومدارس، ومتطلبات معيشية لأطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و13 عاماً، وظلت الأم تصارع الحياة بمفردها لسبع سنوات متتالية، إلاّ أنها في النهاية فقدت المقدرة على التواصل وتدبير حياتها. التفاصيل وأشار ابن سليمان أن القصة تعود إلى اتصال من الأم لغرفة عمليات القيادة تبلغ فيه أنها تركت أطفالها الأربعة داخل شقتها بمنطقة الورقاء دون رقيب نظراً لعدم مقدرتها على تدبير متطلبات حياتهم وأغلقت هاتفها بعد ذلك. وأضاف: على الفور أبلغت غرفة العمليات اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي بالموقف فأمر بسرعة التحرك للتأكد من المعلومة، ورعاية الأطفال في حال صحتها، خاصة وأن المنزل يقع في منطقة اختصاص المركز، لافتاً إلى أن مسؤولة شعبة التواصل مع الضحية وحماية الطفل بالمركز توجهت إلى عنوان المنزل حيث عثرت على الأطفال الأربع، ومعهم فتاة تبلغ من العمر 20 عاماً تبين أنها شقيقتهم من الأم. وأكدت أن والدتها اختفت وأغلقت هاتفها ولا تعرف مكاناً لها، وأن البيت المكون من غرفة وصالة فقط لا يوجد به أدنى متطلبات المعيشة، فتم على الفور شراء احتياجات الأطفال من المأكل لحين البحث عن الأم. رحلة البحث من جانبها قالت ريم الأميري مسؤولة شعبة التواصل مع الضحية وحماية الطفل بمركز شرطة الراشدية، أنها تواصلت مع الجدة التي نفت كلياً معرفة مكان ابنتها، إلا أنها أشارت لتلقي اتصال منها تقول فيه إنها متعبة نفسياً وإنها موجودة لدى إحدى صديقاتها التي تحاول مساعدتها في إنهاء مشاكلها، وتم التوجه للصديقة والتقابل مع الأم التي كانت في حال يرثى لها فعلياً من كثرة البكاء على حالها.وأوضحت الأميري أنه تبين أن الأم البالغة من العمر 38 عاماً تزوجت في عمر 15 عاماً وأنجبت ابناً يبلغ الآن 22 عاماً وابنة تبلغ من العمر 20 عاماً، وطُلّقت من زيجتها الأولى وظل طفلاها في كنف والدهما المواطن، ومن ثم تزوجت للمرة الثانية من شخص يحمل جنسية جزر القمر، وأنجبت أطفالها الأربع، وطلقها منذ 7 سنوات وامتنع عن الإنفاق على أطفاله بحجة أنه عاطل عن العمل، وظلت تقطن بأطفالها داخل غرفة وصالة في منطقة الورقاء، كما أن زوجها امتنع عن تجديد إقامات الأطفال لسنوات، وتبين أيضاً أن الأم حاولت العمل في إحدى الجهات، إلا أن مرضها بالديسك، وألام المفاصل منعها من إنجاز المطلوب منها ولذلك قررت الجلوس لرعاية أطفالها، وتدبير نفقاتهم من الأشقاء من محدودي الدخل، وبعض المؤسسات الخيرية التي كانت تزورها من وقت لآخر. إنهاء المعاناة وأضافت ريم: تم إرجاع الأم لبيتها لحين حل مشاكلها، وتدبير كافة متطلباتهم لفترة، وتم التواصل مع عدد من الجهات ومنها وزارة تنمية المجتمع، حيث تم اعتماد معاش لها، والتواصل مع مؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر المالكة للمبنى الذي تقطن فيه الأم حيث تم نقلها إلى شقة أخرى مكونة من غرفتين وصالة، مع تكفل المؤسسة بمبلغ 40 ألف درهم سنوياً من قيمة الإيجار، والبقية تم تدبيره من جهات خيرية، كما تم التواصل مع الأب وتجديد إقامات الأطفال الأربع، والتواصل مع عدد من الجهات الخيرية حيث تم سداد كافة مديونيات الأم، من إيجار، ومصاريف دراسية، ومديونيات أخرى، وإعادة الأطفال إلى مدارسهم، كما تكفل أحد أصحاب الخير بفرش الشقة كاملة ورصد مبلغ شهري لمساعدة الأسرة، مؤكدة أنها استطاعت خلال الشهرين الماضيين أن تعيد البسمة إلى وجه ابتسام، وأطفالها الذين سعدوا كثيراً بإقامتهم في شقتهم الجديدة التي أصبحت تسعهم جميعاً.وأكدت ريم الأميري أن تلك الحالة واحدة من عدد من الحالات التي وردت مؤخراً للمركز جميعها تم إعادة الأمل والبسمة لهم بعد إنهاء معاناتهم، مشيرة إلى أنها تعد حالياً دراسة سيتم طرحها على مدير المركز لحصر الحالات المتعففة في منطقة اختصاص المركز من أجل مساعدتها قبل أن يصل بها الحال لما وصلت إليه ابتسام وأطفالها. فرحة وسعادة من جانبها عبرت ابتسام عن شكرها العميق لشرطة دبي، ولمركز شرطة الراشدية وكافة القائمين عليه، خاصة ريم الأميري، التي لم تتركها لحظة على مدار الشهرين الماضيين بل كانت تصطحبها بمركبتها لإنجاز كافة معاملاتها حتى تم رصد معاش شهري من وزارة تنمية المجتمع الشهر الماضي، وكانت معها دوماً في مراحل تأثيث الشقة الجديدة التي أسعدتها وأسعدت أطفالها. وقالت ابتسام أن حياتها وحياة أطفالها تبدلت للأفضل بعد أن كانت فاقدة لأي بارقة أمل لحياة كريمة على مدار السنوات السبع الماضية، لافتة إلى أن أطفالها يعيشون الآن في قمة سعادتهم حيث أصبح للأولاد الذكور غرفة خاصة بهم، ولها ولطفلتها وابنتها الكبرى غرفة خاصة.
مشاركة :