احتفلت الخطوط السعودية، مساء الأحد 20 جمادى الآخرة 1438هـ الموافق 19 أذار/مارس 2017م، بتخريج الدفعة الثانية من برنامج الابتعاث لدراسة علوم الطيران والدفعة الثامنة من برنامج السعودية لروّاد المستقبل. وبلغ عدد الخريجين في البرنامجين (113) متدربًا، في الوقت الذي تنفذ فيه المؤسسة أكبر برنامج ابتعاث في تاريخها، لخمسة آلاف مبتعث لدراسة علوم الطيران ونظم الصيانة والسلامة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وبدأ الاحتفال، الذي أقيم برعاية رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية الدكتور غسان بن عبدالرحمن الشبل، وحضور مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، بأيات من الذكر الحكيم. وأكّد عبدالعزيز بن محمد العطاس، في كلمة خريجي الدفعة الثامنة من برنامج “رواد المستقبل”، أنه وزملاءه قد تشرفوا بالالتحاق ببرنامج “رواد المستقبل” بعد دراسات جامعية، لكنهم جميعاً يتفقون على أنَّ “هذا البرنامج بما يتميز به من التنويع والثراء، يُعادل كل ما درسوه بل ويتميز عنه، بالجمع بين الفكر النظري والأداء العملي، وبناء الشخصية بما يتجاوز متطلبات العمل إلى واقع الحياة بآفاقه الرحبة. كما اكتسبوا مهارات خاصة في اتخاذ القرار، ومواجهة الضغوط والعمل الجماعي، وتحقق لهم ما كانوا يتلطعون إليه بالتدريب في الهيئات الدولية والشركات الكبرى والتعمق في علوم صناعة الطيران”. يدوره، أوضح مساعد طيار عادل بن منصور الجفن، في كلمة خريجي برنامج الابتعاث لدراسة علوم الطيران، أنَّ “الطيران بالنسبة لهم كان حلمًا وأصبح واقعا، بما وجده وزملائه من اهتمام فائق من الخطوط السعودية، من خلال توفير برنامج متكامل ليس فقط للتدريب على الطيران، وإنما لدراسة علوم الطيران بشكل موسع ومتخصص، فحصلوا على رصيد وافر من المكتسبات إلى جانب مهارة الطيران”. وأكد أنه وزملاءه “يدركون أن استكمال أي برنامج تدريبي في مجال الطيران هو بمثابة بداية مراحل أخرى من التدريب المستمر”، مشيرًا إلى أنهم “يدركون حجم التحديات التي تواجهها المؤسسة، ومسؤوليتهم في المحافظة على ما تحقق من نجاح والانطلاق منه إلى نجاحات أكبر بإذن الله”. تلى ذلك عرض فيلم “الحصاد”، الذي يتضمّن رصدًا لرحلة التحصيل العلمي والتدريب العملي لبرنامجي “رواد المستقبل” و”علوم الطيران”، وغيرها من برامج التدريب المنتهي بالتوظيف في “السعودية” . ومن جانبه، أبرز كبير مستشاري المدير العام والمشرف العام على برنامج الابتعاث الدكتور عمر بن عبدالله جفري، أنَّ “انضمام هذه الكوادر الوطنية إلى موارد (السعودية) البشرية يعزز إمكاناتها وقدراتها في تنفيذ برامج التطوير بحكم أن العنصر البشري هو أهم عناصر النجاح والأدوات الفاعلة في مواجهة التحديات في صناعة النقل الجوي”. وأضاف جفري “لقد أكمل الخريجون متطلبات البرنامجين وأتموا بتفوق دراستهم النظرية وتدريبهم العملي في أفضل الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب والشركات المتخصصة في مجال صناعة النقل الجوي، وأصبحوا قادرين على تنفيذ مختلف المهام والتكيف مع المتغيرات ومواكبة الفكر الإداري الحديث، مع قدراتٍ ومهاراتٍ ذاتية ومتجددة”. وأردف “أثبتَ خريجو الدفعات السابقة لبرنامج رواد المستقبل والدفعة الثانية لبرنامج علوم الطيران، كفاءة عالية في ترجمة دراساتهم المتخصصة إلى أداءٍ متميزٍ على أرض الواقع، عبر عملهم بمختلف قطاعات وشركات المؤسسة”. بعد ذلك تم عرض فيلم تضمن رصدًا لانطباعات المدربين في الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب والشركات التي تلقى فيها الخريجون تدريبهم، وقد تضمنت الإشادة بمستوى البرنامجين والثناء على المتدربين ومثابرتهم وتفوقهم في التحصيل العلمي والتدريب العملي. وبدوره، نوّه مدير عام الخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر، في مستهل كلمته، بدعم مجلس إدارة المؤسسة وجهود منسوبيها في إنجاز مبادرات برنامج التحول والخطة الاستراتيجية 2020 بأهدافها، التي تتسق مع رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى ما تم ـ ويتم ـ إنجازه من هذه المبادرات في مجال الاستثمار في العنصر البشري، وتحديث وتنمية الأسطول، ورفع الكفاءة التشغيلية، وزيادة السعة المقعدية، والرحلات داخليا ودوليا، وتطوير المنتجات وفق شرائح الضيوف، وتحسين منظومة الخدمات في جميع مواقع الخدمة، وإطلاق وتحديث التطبيقات الإلكترونية والخدمات الذاتية على الهواتف الذكية، وغيرها من الخدمات. وأوضح الجاسر أنَّ “الاستثمار في العنصر البشري يأتي في مقدمة أولويات برنامج التحول من خلال استقطاب وتأهيل الكوادر الوطنية عبر العديد من برامج التدريب المنتهي بالتوظيف، وفي طليعتها برنامجا علوم الطيران ورواد المستقبل، وهما من البرامج الرائدة التي تم التخطيط لها بعناية، ويجري تنفيذها بمهنية واحترافية لتحقق أهدافها المرجوة، وبناء رصيد يتنامى من الكوادر الوطنية المؤهلة في الحاضر والمستقبل”. وأضاف “هنا لا بد من الإشارة إلى أكبر برنامج ابتعاث في تاريخ المؤسسة لتدريب وتأهيل خمسة آلاف من شباب الوطن في علوم الطيران والصيانة ونظم السلامة، وغيرها، وذلك في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي”. وأبرز أنّه “تم ابتعاث متدربي الدفعة الأولى من البرنامج وعددهم 354 متدربًا، منهم 150 متدربًا لدراسة علوم الطيران و204 متدربين لدراسة الخدمات الفنية والصيانة ونظم السلامة، كما يتم في المرحلة الراهنة، استكمال إجراءات ابتعاث الدفعة الثانية من البرنامج خلال هذا العام بمشيئة الله” . وأشار الجاسر إلى أنَّ “عدد خريجي برنامج علوم الطيران الذين تم ويتم تعيينهم في وظائف (مساعد طيار) وصل إلى 156 متدربًا، خلال أقل من عام، وهو معدل مرتفع في مجال تأهيل الطيارين. كما وصل عدد خريجي برنامج رواد المستقبل منذ اطلاقه حتى 140 متدربًا تم تعيينهم في قطاعات وشركات المؤسسة، وقدموا أداء يعزز الثقة في هذا البرنامج وتطويره”. وأكد الجاسر، في ختام كلمته، أنَّ “الخطوط السعودية ماضية بتوفيق لله ثم بدعم مجلس إدارة المؤسسة الموقر وجهود وتفانيها منسوبيها في إكمال مشروع التحول وإنجاز مبادراته بخطوات واثقة ووتيرة متسارعة وتحقيق أهدافه الاستراتيجية وفق توجيهات القيادة وبما يحقق تطلعات الضيوف”. بعد ذلك سلّم راعي الحفل رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور غسان الشبل شهادات التخرج لخريجي البرنامجين، ثم تحدث إليهم مهنئا إياهم على هذا الإنجاز، ومتمنيا لهم التوفيق في حياتهم العملية في الخطوط السعودية. وقال الشبل “لقد أسعدني ما اطلعت عليه خلال الأيام الماضية وكذلك ما شاهدته خلال هذا الحفل المتميز من إنجاز مراحل هامةٍ ورئيسية من خطة السعودية 2020 وبرنامج التحول وبمعدلات تبعث على الفخر والاعتزاز سواء تحديث وتنمية الأسطول وتنويع المنتجات وتطوير منظومة الخدمات وشبكة الرحلات وتحقيق معدلات تشغيليةٍ غير مسبوقة وغير ذلك من الانجازات”. واستدرك “أود أن أسجل تقديري لما تم ويتم إنجازه من برامج تدريبيةٍ متقدمة تهدف إلى إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية وِفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية، وتكثيف الاستثمار في هذا المجال ونحن سعداء بهذه الكوكبة من الخريجين من مساعدي الطيارين وروّاد المستقبل”. وأكد الشبل حرص مجلس الإدارة على دعم كل الجهود الهادفة لتحقيق إنجازاتٍ جديدة، واستكمال مبادرات التحوّل بهدف تعزيز مكانة “الخطوط السعودية” على المستويات الإقليمية والدولية، ومواجهة التحديات والمنافسة في صناعة النقل الجوي، وتعزيز مشاركة هذا الصرح الوطني في تحقيق “رؤية المملكة 2030″، بأهدافها التنموية الشاملة في قطاعات الدولة كافة، ومنها قطاع الطيران المدني والنقل الجوي، الذي يشهد تطورًا غير مسبوق. وتعتبر الخطوط السعودية ركيزة رئيسة من ركائزه. يذكر أنَّ برنامج رواد المستقبل بالخطوط السعودية يُعد من البرامج الرائدة في صناعة النقل الجوي، إذ يتم من خلاله تأهيل الشباب السعودي الطموح من حملة البكالوريوس والماجستير حديثي التخرج من الجامعات في التخصصات:الإداريةالهندسيةالحاسب الآليالماليةالقانون. ويجري العمل على إعداد المتدربين عبر برنامج مكثف، يشتمل على عدد من الدورات التدريبية الداخلية والخارجية، التي تؤهلهم علميًا وسلوكياً في مختلف مجالات صناعة النقل الجوي. ويعتبر برنامج علوم الطيران، برنامجاً متكاملاً ليس فقط للتدريب على الطيران، وإنما لدراسة علوم الطيران بشكل موسع ومتخصص، إذ كانت المكتسبات إلى جانب مهارة الطيران، رصيداً علمياً وافياً في كل ما يتعلق بهذه الصناعة دائمة التطور. "> المزيد من الاخبار المتعلقة :
مشاركة :