افتتح النائب العام لإمارة دبي المستشار عصام عيسى الحميدان «غرفة الطفل» بنيابة الأسرة والأحداث، الرامية إلى احتواء الأطفال وفتح حوار ودي معهم بعيداً عن الضغوط النفسية المكتسبة من طرق الاستجواب التقليدية والرسمية، ضمن بيئة تحافظ على خصوصية ونفسية الطفل برفقة باحثات مختصات يراقبن سلوكيات الطفل ويعتنين بملاحظة انفعالاته وردود أفعاله، وفق أفضل المعايير والممارسات والمقارنات المعيارية العالمية. كما افتتح غرفة الصلح الأسري التي تعزز الروابط الإنسانية التي تقع ضمن نطاق الأسرة الواحدة، ورأب الصدع الناشئ عن النزاعات والخلافات في ما بينهم، خصوصاً في الدعاوى التي ترى فيها النيابة حفظ القضية وفضها ودياً أفضل من إحالتها للمحاكم. وقال الحميدان خلال زيارة إلى نيابة الأسرة والأحداث: «نرجو من خلال إطلاق مشروع (غرفة الطفل) الى جانب غرفة (الصلح الأسري) بنيابة الأسرة والأحداث، أن تبنى جسور الخير وأن تمتد يد الصلح بين أفراد الأسرة الواحدة، وتبث مشاعر السلام والرحمة في النفوس، وتنطفئ المشاعر المتأججة من بغضاء وكراهية وأحقاد، وبالتالي تمضي المسائل العالقة وتبنى الروابط العائلية من جديد». فوائد الوسائل البديلة لفض النزاعات قال رئيس نيابة الأسرة والأحداث المستشار محمد رستم بوعبدالله: «نظراً لقلة الوعي بأهمية وفوائد الوسائل البديلة لفض النزاعات، يتم اللجوء في أغلب الأحيان إلى القضاء، باعتباره الحل الوحيد لوضع حد للنزاع القائم، لكن غالبية الحلول التي يأتي بها القضاء لا تكون حلولاً ناجعة لكثير من القضايا، لأسباب متعددة، من بينها أن القضاء يحكم بما تمليه عليه الفصول القانونية، وبالتالي لا يحل المشكل من جوهره، كما أنه يحكم لصالح طرف دون الآخر لتكون النتيجة رابحاً وخاسراً، وكذلك من الممكن أن تتطور القضية من نزاع تافه إلى ما لا يُحمد عقباه». وأوضح أن نيابة دبي في عام الخير تحرص على أن تقوم بدورها المجتمعي والإنساني في نشر مفاهيم الخير والعطاء والتسامح من خلال مبادرات تؤثر في المجتمع بكل فئاته، وتهتم بقضاياه، وتوجد حلولاً إيجابية فعالة تصب في إطار سعادتهم ورضاهم واستقرارهم، وترتقي مع الرؤية والخطط الطموحة لاستشراف المستقبل الذي تصبو إليه الحكومة. من جانبه، أفاد رئيس نيابة الأسرة والأحداث المستشار محمد رستم بوعبدالله، بأنه تم تخصيص غرفة للإرشاد النفسي للأطفال تقوم على أساس التنفيس الانفعالي أو تفريغ الشحنات الانفعالية المكبوتة داخل الطفل عن طريق اللعب والرسم، إذ يكشف من خلالها عن إحباطاته وصراعاته وعلاقته بأفراد أسرته والمحيطين به الذين يمثلهم بالدمى التي يلعب بها أو الرسومات، فقد جُهزت الغرفة بديكور وألوان وأدوات تناسب وتجذب مرحلة الطفولة وتغذي اهتماماتهم، وتبعدهم عن التوتر النفسي وأجواء العمل الجادة، حتى نحتضن المشكلات التي أحاطت به من داخل الأسرة. وأشار إلى أن الفئة التي يتم التحقيق معها هي الأطفال المحضونون المحولون من المحكمة الشرعية والأطفال المجني عليهم في القضايا الجزائية، وكذلك الأحداث الجانحون، معتبراً أن مشروع غرفة الطفل يخلق بيئة آمنة يستطيع الطفل من خلالها التعبير عن نفسه بشتى أنواع الألعاب والرسم، والتي تسهم في الكشف عن جوانب شخصية الطفل ومساعدته على استعادة الأحداث التي تعرض لها في الماضي والوقوف على المشكلات السلوكية والنفسية التي يمر بها، كما تسمح له بالتعبير عن رغباته المكبوتة ونزعاته العدوانية ومخاوفه واتجاهاته السلبية وإخراجها من داخله إلى اللعبة أو الرسمة. وأشار بوعبدالله إلى أن «الهدف من إنشاء غرفة للصلح الأسري هو فض النزاعات بين الزوجين وبين أفراد الأسرة، وبث روح التسامح، وتماشياً مع رؤية الحكومة وتجاوز الأخطاء والتخلي عن دوافع الانتقام، والإصلاح بين الزوجين، والحفاظ على تماسك الأسرة وتفادي ظاهرة الطلاق، وما يترتب على ذلك من تشريد وإهمال للأطفال، إذ إنها آلية قضائية لإنقاذ وحماية الأسرة من التشتت والضياع، بالإضافة إلى تحقيق السرعة في البت في القضايا وتطويق النزاعات القائمة، فقد يقوم أحد الأطراف بمراجعة قراراته بمحض إرادته أو باقتراح من النيابة العامة، ومن شأن هذا الإجراء توطيد العلاقات الإنسانية عوضاً عن إقامة الدعوى العمومية التي قد تنتهي بإدانة أحد الأطراف». وقالت رئيس قسم أول بقسم قضايا الأسرة والأحداث صنعاء راشد العجماني، حول طريقة التحقيق مع الأطفال، إن هنالك مبادئ أساسية يجب أن تتبناها الأخصائية النفسية والاجتماعية، إذ تبدأ بإقامة علاقة مع الطفل يسودها الألفة والتقبل ليطمئن الطفل إليها ويستطيع أن يمارس حريته في اللعب والرسم في جو يسوده الشعور بالأمن، ثم تترك الحرية للطفل لاختيار اللعب وإعداد مسرح اللعب وتركه يلهو بما يشاء وبالطريقة التي يراها دون تهديد أو لوم أو استنكار أو رقابة أو عقاب، وقد تشارك الأخصائية في اللعب وقد لا تشارك، حسب رغبة الطفل، وحين يبدأ الطفل بالاندماج في الألعاب تقوم الأخصائية النفسية والاجتماعية بمتابعة أسلوبه في اللعب وملاحظة الأدوار التي يقوم بها من خلال ذلك النشاط. وأضافت: «تحاول الأخصائية النفسية والاجتماعية أن يكون لها دور إيجابي في مشاركة الطفل ألعابه حتى تكشف عن قرب عن الصراعات والإحباطات والجوانب اللاشعورية لدى الطفل، وبعد نهاية اللعب توجه الأخصائية النفسية والاجتماعية للطفل تساؤلات حول الشخصيات التي تمثلها العرائس التي يلعب بها، ولماذا حطم هذه اللعبة، ولماذا أبقى على لعبة أخرى بجانبه، وغيرها من التساؤلات التي تكشف عن طبيعة المشكلة التي يعانيها الطفل».
مشاركة :