ملتقى «النهوض باللغة» يضع خطة لتوفير بيئة إبداعية محفزة للمعلمين

  • 3/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحت رعاية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، بدأت بالدوحة صباح أمس أعمال الملتقى الأول لمعلمي اللغة العربية الذي تنظمه المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، عضو مؤسسة قطر، بمشاركة 75 من معلمي اللغة العربية في قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، وأقيم بمركز قطر الوطني للمؤتمرات ويستمر على مدار يومين. وألقى الدكتور علي بن أحمد الكبيسي، المدير العام لمنظمة النهوض باللغة العربية، كلمة الافتتاح التي رحب فيها بحضور الملتقى الأول، موضحا أنه يأتي ضمن مبادرات المنظمة التي تنسجم مع الرؤية الثاقبة التي تتبناها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، من أجل النهوض باللغة العربية وتطوير أساليب تعليمها وتعلمها، مشيراً إلى أن شعار الملتقى الأول هو «التميز في تدريس اللغة العربية من خلال بيئة إبداعية محفزة». وأضاف الكبيسي في كلمته «أنه لشرف عظيم أن يعقد هذا الملتقى تحت رعاية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، والرئيس التنفيذي للمؤسسة، لينضم إلى العديد من المبادرات والمشاريع الوطنية الرائدة التي تلقى من سعادتها كل الدعم والرعاية، وتهدف إلى النهوض بنوعية التعليم والتركيز على أهمية مهنة التدريس ومكانة المعلم». وأكد الكبيسي في كلمته على أن تعليم اللغة العربية يعد مسؤولية عظيمة ومهنة نبيلة، وعمل يتطلب علما وخبرة متراكمة وممارسة وتطبيقا عمليا، مؤكداً أنه ما زال يواجه العديد من التحديات خاصة في مجال التأهيل العلمي والمهني لمعلم اللغة العربية «حيث لم يعد مقبولا في وسط الممارسات التربوية الحديثة واستراتيجيات التدريس الجديدة، أن يظل هذا المعلم يمارس مهنته في بيئة تعليمية غير محفزة، بل عليه أن يستجيب لمطالب العصر الحالي ولحاجات المتعلم، وأن يطور نفسه ليكون قادرا على توظيف التطورات الحديثة في عمليتي التعليم والتعلم، بما يحقق تعليما نوعيا يركز على المهارات والتعليم المستمر، ويجعل العملية التعليمية أكثر فائدة ومتعة». وأوضح المدير العام للمنظمة أن الملتقى الأول لمعلمي اللغة العربية يهدف إلى الارتقاء بأداء معلم اللغة العربية في المقام الأول، وإكسابه المهارات اللازمة لتدريس منهج اللغة العربية بشكل جذاب يتسم بالإبداع والتبسيط والتشويق، وزيادة الوعي بأهمية وضرورة استخدام التقنيات الحديثة في تعليم اللغة العربية. وألقت الأستاذة أسماء النعيمي، منسق اللغة العربية، كلمة المعلمين المشاركين أكدت فيها على أهمية الملتقى وموضوعه، والفائدة المترتبة عليه لصالح اللغة العربية وتعليمها. طرح استراتيجيات وأساليب جديدة للتطوير أداء المعلم التقت «العرب» مجموعة من المعلمين القادمين من بلدان الخليج العربي للمشاركة في أعمال الملتقى الأول، والذين أعربوا عن امتنانهم لمؤسسة قطر ومنظمة النهوض باللغة العربية على اهتمامها بهذا الجانب الهام، وبدعم اللغة العربية ومعلميها، والبحث عن أفضل السبل للارتقاء باللغة ودعمها. وقال إياد عادل عون من (مملكة البحرين): إنه كمعلم لغة عربية دفعته عناوين ورش الأعمال الموجودة في المؤتمر إلى الحضور والمشاركة به، موضحا أن المؤتمر اهتم بشكل كبير بإعطاء استراتيجيات وأساليب جديدة للمعلم فيما يتعلق بالتعامل مع الطلاب والمساعدة في تطوير العملية التعليمية داخل الصف، مؤكداً أنها تعد كلها أمورا هامة للمعلم. وأضاف: «اختارتني وزارة التربية في المملكة ضمن مجموعة من المعلمين البحرينيين للمشاركة في هذا الملتقى، واعتبرناها فرصة رائعة للتواجد في هذا المحفل، واستفدنا منه بشكل كبير، ما يساعدنا في تطوير تدريس اللغة العربية». ويقول خالد السبيعي من (الكويت): «أهتم بشكل كبير بوسائل التعليم الحديثة، ووجدت أن هذا المؤتمر يخدمها، كما أنه يأتي في صلب تخصصي، وهو تدريس اللغة العربية علي؛ لذا فأنا أعتبره ملتقى فريدا من نوعه في هذا الجانب، حيث يجمع بين تخصصين معا، وهذا أمر يندر أن يتوفر في مؤتمر آخر، وأرى أن تكرار هذا المؤتمر بشكل دوري سيكون «فتحا» للمعلمين لتبادل الخبرات، فنحن هناك من بلدان متعددة في منطقة الخليج، وسنقوم بنقل التجربة وما استفدناه من المؤتمر إلى زملائنا في بلداننا، وتكون قطر مجتمعا لتعلم الخبرات والثقافات الجديدة إلى من حولها عبر المشاركة في المؤتمر». وعن توسعة المؤتمر ليشمل بلدانا عربية أخرى إلى جانب الخليجية قال: «لا شك أن هذا أمر طيب، وسيكون أفضل وأجود». واعتبر خليفة بن خلفان اليعربي معلم أول لغة عربية (سلطنة عمان)، أن المؤتمر بمثابة تحريك للمياه الراكدة من أجل الارتقاء باللغة العربية، وقال: «فإذا كنا نريد الارتقاء بلغتنا علينا أن نرعاها ونهتم بها، وهذا ما يسعى إليه هذا المؤتمر». وتابع «المحاور التي يناقشها المؤتمر وورش العمل عناوينها جميلة جدا وراقية، وأتمنى أن تكون ضمن الطموح الذي وضعته في عقلي وتلبي احتياجاتي منه». وقال عبدالله الغامدي، من وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية: «تلقينا دعوة لحضور الملتقى الأول، وتحمست كثيرا للمشاركة به كونه الأول من نوعه، وبه نخبة غنية عن التعريف في مجال اللغة العربية، وهو يضع لبنة جديدة للملتقيات القادمة، وإن شاء الله نستفيد منه بنقل صورة منه إلى معلمينا في الميدان في المملكة لتجاوز إشكاليات كثيرة في مجال تدريس اللغة العربية، وأتوقع أن هذا المؤتمر سيكون أحد الحلول لواقعنا التعليمي». وتابع: «أرى أن المؤتمر يحتاج إلى أن يتكرر بشكل مستمر، وأن يتوسع ليضم مشاركين من بلدان عربية أكثر، فالتوسع -لا شك- سيفيدنا جميعا بشكل كبير وسيكون أكثر ثراءً، ونتمنى أن يكون هذا الملتقى حلقة أولى في سلسلة كبرى». وتعتبر مريم الصيرفي، معلم أول لغة عربية من مملكة البحرين، أن الملتقى «جاء في وقته تماما» كون معلمي اللغة العربية الآن في أمس الحاجة إلى موضوعاته تلك «خاصة في ظل العولمة والتحديات الكبرى التي يواجهها أبناؤنا من عزوف عن القراءة؛ لذا أرى أن هذا المؤتمر جاء في وقته بشكل كبير». وترى أن المحاور التي تناولها المؤتمر مهمة للغاية وتضيف كثيرا إلى معلمي اللغة العربية. تأصيل «التعلم والتعليم» يأتي الملتقى تنفيذا لتوصيات البيان الختامي لمنتدى النهوض باللغة العربية في دورته الثانية الذي أقيم في الدوحة في يناير 2016 بتنظيم وإشراف منظمة النهوض باللغة العربية، وهي التوصية التي تنص على «العناية بمعلم اللغة العربية تأهيلا وتدريبا، وعقد اللقاءات العلمية لدراسة دوره وسبل تطوير أدائه وتميزه في إنجاز رسالته، وتفعيلا أيضاً لخطتها التنفيذية لسنة 2016- 2017. كما يأتي في إطار تنفيذ خطتها الاستراتيجية وتحقيقا للهدف الأول من أهدافها وهو تأصيل عملية التعليم والتعلم من خلال الارتقاء بأداء المعلم وتحسين مستوى الطالب وتطوير المناهج. يشهد الملتقى تقديم محاضرات صباحية رئيسية على مدار اليومين يقدمهما الدكتور صالح النصيرات والقائم بأعمال عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة «الحصن»، والأستاذ رشيد التلواتي، العضو المؤسس بمدونة «تعليم جديد»، والدكتور عبدالله الفليكاوي عضو المجلس الاستشاري لمركز تطوير التعليم في الكويت وعضو الفريق الإشرافي في مشروع تطوير المناهج الدراسية، والدكتور علي بن صديق الحكمي مؤسس ورئيس مؤسسة إنماء التعليمية بالسعودية. النصيرات: ربط تدريس اللغة بتفاصيل الحياة قدم الدكتور صالح النصيرات، أستاذ التربية والقائم بأعمال عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة «الحصن» أولى المحاضرات الرئيسية للملتقى تحت عنوان «تدريس اللغة العربية وفق أحدث الطرائق والمقاربات»، وأوضح نصيرات أن المحاضرة ركزت على أهمية اللغة في أداء المجتمعات، على تطوير المعلم كي يختار الطريقة المناسبة لتعليم اللغة العربية، وقال: «تحدثنا عن الطرائق التقليدية في التدريس، وقارناها بالطرق الحديثة، ووجدنا أن الطرائق التقليدية لها سلبيات على المتعلم؛ حيث لا تتيح له تعلم المهارات اللغوية الكاملة كالقراءة والاستماع والكتابة والتحدث، أما الطريقة الحديثة، فبالإضافة إلى أنها تعلمه كل المهارات معا، فهي أيضاً تعلمه اللغة كوظيفة في الحياة، بمعنى أنها تعلمه التفاعل مع الآخرين والتحدث معهم ونقل مشاعره وخبراته إليهم بسهولة.;

مشاركة :