تعاني الأندية واللاعبون من تداخل المسابقات وضغط المباريات واللعب بشكل شبه متواصل خلال فترة لا تقل عن الثمانية أشهر، فضلاً عن تداخل مشاركات المنتخب السعودي ومشاركات الأندية في البطولات الآسيوية، وهذاله أثر سلبي على الأداء بسبب الإرهاق والإجهاد البدني الحاصل للاعبين. عن هذه السلبية يقول المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد: "كثرة التوقفات وتداخل المنافسات مع ضغط المباريات خلال الموسم تعتبر ناحية سلبية لما لها من تأثير على اللاعبين والمدربين والجماهير، فهي أصبحت مشتتة للانتباه فأصبح المتابع الرياضي يتفاجأ بدخول مسابقة على أخرى ولا يدري المباراة المقامة تابعة لأي المسابقات، إضافة إلى كثرة التوقف والتي تطيل عمر المسابقات لدينا فأصبحنا نلعب ما يقارب ثمانية أشهر، وهذا التوقف له انعكاساته ويؤثر فنياً على مستويات الفرق بعد العودة وكثيراً ما نشاهد هبوطا في مستوى الفرق بعد أن كانت في مستوى تصاعدي من جولة لأخرى لتتوقف عند حد معين، ثم تبدأ بعد اسبوعين أو أكثر للعمل من جديد للوصول إلى رتم عال من الأداء وهذا يعد أمراً صعباً خصوصاً والدوري يقترب من نهايته، واللاعب في مثل هذا التوقيت يكون قد استنفد جزءاً من جهده ولياقته فاللاعبون لدينا وخصوصاً من يمثلون المنتخبات الوطنية وهم في مشاركات مستمرة من ثلاثة أو أربعة أعوام من دون توقف والفترة الانتقالية بين موسم وآخر والتي في اوروبا ما بين شهر إلى شهر ونصف لدينا تكون أقل من ذلك بسبب تزاحم المسابقات". مطالبا بتطبيق فعلي للاحتراف وأن تبتعد لجنة المنتخبات والأجهزة الفنية فيها عن فكرة المعسكرات الطويلة، وأن تطبق لوائح "الفيفا" والتي تسمح بانضمام اللاعب للمنتخبات الوطنية ما بين ثلاثة أيام إلى خمسة أيام قبل أي لقاء، ملقيا باللوم على بعض إدارات الأندية بسبب ضعف التعامل الاحترافي من خلال متابعة اللاعبين داخل وخارج الملعب، وعدم محاسبتهم على أي خطأ يصدر من اللاعب سواء السهر أو إهمال التدريبات. المسابقات بريئة برأ المدرب الوطني بندر الأحمدي ساحة لجنة المسابقات من تداخل البطولات خلال العامين الماضيين وقال: "رأينا عملاً مميزاً، قلّ من خلاله التأجيل والتعديل في مواعيد المباريات وما يحدث أحياناً فهو بسبب طلب مدرب المنتخب السعودي بتجمع اللاعبين لإقامة معسكر إعدادي يستغرق اسبوعين أو أكثر مما يسبب إحراجاً للأندية ومدربيها ويكبدها خسائر مالية نتيجة امتداد المسابقة لفترة طويلة، وأرى من الأفضل والأنسب أن يستمر لعب الدوري حتى قبل أي مباراة بثلاثة أيام يكون هناك تجمع للاعبين، وهم في جو المباريات فمن المستحيل أن تغير فكرا تدريبيا لدى اللاعب خلال اسبوعين، ونحن نشاهد الدوريات العالمية تُلعب من دون توقف الا في أيام "الفيفا" وكان من المفترض أن أنديتنا تلعب خلال الأسبوع الحالي الجولة ٢٢ من الدوري ومن بعدها يكون هناك تجمع مصغر ومن ثم المغادرة لتايلند". وعن الضغط والإرهاق الحاصل للاعبين بسبب ضغط المباريات قال: "يجب أن يتعامل اللاعب مع الكرة كوظيفة فهي مصدر رزقه وأن يكيف نفسه ليلعب مباراة كل ثلاثة أيام تقريباً، وعلى المدربين أن يعملوا على الاستفادة من الـ ٣٠ لاعباً المسجلين في الكشوفات فنحن لا نشاهد سوى ١٥ لاعبا تقريباً ويشاركون بشكل أساسي وسط غياب لسياسة التدوير والاستفادة من العناصر الموجودة ونحن لدينا حالياً ثلاث مسابقات يجب على الأندية تحديد اولوياتها وأهدافها لكل موسم بحيث تحافظ على لاعبيها بعيداً عن حجة الإرهاق والذي أراه من الأعذار التي يتحجج بها المدرب الذي يفشل في عمله". التداخل طبيعي واتفق معه في الإطار ذاته المدرب الوطني سمير هلال الذي قال: "تداخل المسابقات موجود في كل دوريات العالم وهو ليس عيباً فنرى الدوري الأسباني والإنجليزي وغيرهما هناك تداخل في المسابقات بل وبمباريات برتم ومستوى عال ونحن لدينا ثلاث مسابقات واعتقد أنها مناسبة للاعب متى ما حافظ على نفسه ومجهوده أما بالنسبة للإرهاق فاللاعب معرض لذلك فكرة القدم لعبة تنافسية تحتاج مجهود بدني عال، ولكن في علم التدريب نجد أن اللاعب يحتاج ٧٢ ساعة بعد أي مباراة للاستشفاء لذلك نرى اللاعب الأجنبي يلعب مباراة كل ثلاثة أيام وبنسق واحد، ولكن للأسف الخلل لدينا يقع على بعض اللاعبين فلا يزال يرى أن كرة القدم هواية فقط فنجده غير منضبط وغير مبال وبالتالي ينعكس ذلك على ادائه في الملعب". مطالبا مسيري المنتخب السعودي الابتعاد عن المعسكرات الطويلة، وقال: "مدرب المنتخب ليس إعدادا وإنما مدرب تكتيك كل ما يحتاجه يومين إلى ثلاثة لعمل التكتيك اللازم لأي مباراة ومن ثم يتم السماح للاعبين بالعودة لأنديتهم بدلاً من تقييدهم بمعسكر إعدادي بعيداً عن المباريات التنافسية، وبالتالي استمرار الدوري وتقليص الخسائر على الأندية بسبب التوقفات". التنسيق مطلوب وقال مهاجم التعاون السابق أحمد الحميد: "ضغط المسابقات يؤثر تأثيراً كبيراً على أداء اللاعبين ويسبب الإصابات وعدم البرمجة والتنسيق بين اتحاد القدم وإدارة المنتخب السعودي وإدارات الأندية علما أنه في العامين الأخيرين تحسن الوضع كثيرا الا أن التوقفات الكثيرة لا تزال هي المرهقة للأندية من خلال إقامتها للمعسكرات الخارجية أو الداخلية بسبب توقف الدوري المحلي وبالتالي تحاول إبقاء اللاعبين في جو المباريات، ومن وجهة نظر شخصية أرى أن يتم التنسيق بين الاتحاد السعودي والمنتخب السعودي من جهة والأندية من جهة أخرى ويكون هناك روزنامة لمدة ثلاثة أعوام كخطوة أولى يتم من خلالها تصميم جدول الدوري بحيث تلعب أربع جولات متتالية، ومن ثم مباراة خامسة في مسابقة كأس ولي العهد، ومن ثم تتطور هذه الخطة لخمس سنوات أو أكثر مع الوضع بعين الاعتبار الأندية التي لديها مشاركات خارجية سواء في آسيا أو العربية أو الخليجية ونتمنى أن يكون هناك إلغاء للأشواط الإضافية في مسابقات خروج المغلوب وحسم اللقاء في حال التعادل بركلات الترجيح، وهذا سيفيد اللاعبين والمدربين من حيث التدوير للاعبين وتجهيزهم بدنياً للبطولات ذات النفس الطويل فنحن نشاهد عندما تصل أي مباراة للأشواط الإضافية تعرض عدد من اللاعبين للإصابات والإرهاق والشد العضلي".
مشاركة :