مهما فعل الإنسان أو قدّم فإنه بلا شك لن يوفي الأم حقها وما قدمته وما عملته من اجل سعادة أبنائها، وبعيدا عن الشعارات والكلمات البراقة المنمقة أقف هنا لأنحني احتراما ووفاء وتقديرا لأمي الرائعة التي رحلت قبل سنوات، وما تزال صورتها ماثلة أمامي تعيش معي وتهديني في طريقي وتنير دربي، اقف هنا لأعتذر منها لأنني كنت مقصرا معها، لم أوفّها حقها، أطلب الصفح منها على كل زلة لسان أو هفوة أو خطأ في حقها. على الرغم من انني لم انطق بكلمة «لا» امامها أبدا، ولم ارفض لها طلبا في أي يوم، وكنت مطيعا لها إلا ان ذلك لم يكن كافيا لرد الجميل لها، فهي الحب وهي النور الذي كان يضيء لي حياتي. نعم لقد حزنت، وما زلت حزينا لوفاتها، أتذكرها في كل لحظة، وكم كنت أتمنى أن أكحل عيني بالنظر إليها في كل صباح ومساء، لكن لا رادّ لقضاء الله إطلاقا. أمي.. حبيبتي.. سامحيني، فلم أكن أدرك قدرك وقيمتك وأهمية وجودك إلى جانبي إلا عندما رحلت وتركت فراغا كبيرا في حياتي، لم ولن يعوضه إنسان آخر، اعذريني يا أمي لأنني للمرة الأولى أقف عاجزا عن اختيار الكلمات المناسبة في حقك، أنت أكبر من كل الكلمات وأشمل من المعاني وأرق من العذوبة، أنت اوفى الأوفياء. في عيدك يا أمي أفتقد الحنان الحقيقي وقلبي ما يزال مكلوما لفراقك.عبدالمحسن الشمري
مشاركة :