تواصلت المعارك العنيفة، أمس، بين قوات النظام السوري والفصائل المسلحة شرقي دمشق، غداة تصديها لهجوم مباغت تعرضت له مواقعها، وتمكن مقاتلو الفصائل بموجبه من التسلل إلى أطراف حي العباسيين في وسط العاصمة، فيما شنت الطائرات الحربية غارات كثيفة على مواقع الفصائل شرقي دمشق وعلى أحياء جوبر وعدة بلدات ومدن في الغوطة الشرقية، في حين تسبب هجوم شنه تنظيم «داعش» في قطع طريق حلب - دمشق في ريف حماة الشرقي، حيث سيطر التنظيم على أجزاء من الطريق. وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أمس عن «اشتباكات مستمرة» بين الطرفين في شرق دمشق تتركز في المنطقة الصناعية الفاصلة بين حيي جوبر والقابون، وتترافق مع غارات كثيفة تستهدف منذ الفجر مواقع الفصائل، من دون أن يتمكن من تحديد إذا كانت الطائرات سورية أم روسية. وبادرت قوات النظام مساء الأحد إلى شن هجوم مضاد لاستعادة المواقع التي خسرتها.وقال مصدر عسكري سوري أمس: «نجحنا في استعادة كافة النقاط التي حاول المسلحون التقدم إليها يوم الأحد بشكل شبه كامل» مضيفاً «نعمل على إبعاد التنظيمات المنتمية للقاعدة كجبهة النصرة». وأكدت وكالة الأنباء السورية بدورها نقلا عن مصدر عسكري «استعادة جميع النقاط التي تسلل إليها مسلحو جبهة النصرة والمجموعات التابعة لها في محيط منطقة المعامل شمال جوبر». وأوضحت أن العملية «استهدفت المناطق التي انطلق منها» المقاتلون.وتمكنت قوات النظام في هجومها المعاكس وفق عبد الرحمن من «استعادة السيطرة على سبعين في المئة من النقاط التي خسرتها» وواصلت أمس «هجومها المعاكس لاستعادة بقية النقاط التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل». وأحصى المرصد الاثنين مقتل 26 عنصراً من قوات النظام و21 عنصراً من الفصائل المسلحة في الساعات ال24 الأخيرة جراء المعارك والقصف.وأشار المكتب الإعلامي في جوبر، شبكة إعلام محلية معارضة، إلى شن الطائرات «أكثر من أربعين غارة منذ ساعات الفجر الأولى». وبث مشاهد فيديو تظهر أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من الحي إثر إحدى هذه الغارات أمس. وبالمقابل عادت الحركة إلى طبيعتها تدريجياً في ساحة العباسيين مع فتح الطرقات. ودفعت المعارك وما رافقها من إطلاق الفصائل المقاتلة قذائف على أحياء عدة في وسط دمشق الأحد، قوات النظام إلى قطع كافة الطرق المؤدية إلى ساحة العباسيين التي بدت أمس خالية من أي حركة. واستهدفت إحدى القذائف الأحد وفق ما نقلت الوكالة أمس مبنى السفارة الروسية في منطقة المزرعة في دمشق، متسببة بإضرار مادية. ولا تزال الفصائل المقاتلة وفق المرصد، تحتفظ بسيطرتها على مواقع رئيسية عدة، أبرزها في المنطقة الصناعية الواقعة بين حيي جوبر والقابون في شرق العاصمة، حيث تتركز الاشتباكات. إلى ذلك، قال مصدر عسكري سوري إن «تنظيم داعش شن هجوماً صباح أمس على مركز للقوات الحكومية على طريق دمشق /حلب قرب مركز اثريا في ريف حماة الشرقي، ما أدى إلى قطع الطريق وتوقف الحركة المرورية». وأضاف المصدر أن «تنظيم داعش سيطر على موقع العمية، وأن الجيش السوري شن هجوماً واسعاً على عناصر داعش تحت تغطية جوية من الطيران المروحي الروسي والسوري، وما زالت المعارك مستمرة لاستعادة السيطرة على الطريق». (وكالات)
مشاركة :