لوكاس بودولسكي يودع حلم طفولته الذي بات حقيقة

  • 3/21/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قدم بودولسكي إلى ألمانيا مهاجرا مع والديه ليصبح محبوب جماهير كولونيا ومنتخب ألمانيا. ارتبط اسمه بالمرح والاستمتاع بلعب الكرة، لكنه ينفي أن يكون "مهرجا"، فهو "يعرف تماما ما يتطلبه النجاح." والآن حان موعد الاعتزال دوليا. في وداع متميز، كما وعد مدرب ألمانيا يوآخيم لوف، يخوض المهاجم لوكاس بودولسكي مباراة اعتزاله على ملعب دورتموند مساء الأربعاء (22 آذار/ مارس 2017)، وتجمع المباراة بين منتخب ألمانيا ومنتخب انجلترا، لتكون ختاما لمسيرته الدولية بعد 13 عاما من خوضه المباراة الدولية الأولى له بقميص المانشافت. وكان بودولسكي (31 عاما) قد أعلن اعتزاله دوليا بعد انتهاء مشاركة المانشافت في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2016" بفرنسا. وداع متميز لمسيرة متميزة حققها بودولسكي، المولود في بولندا لأبوين بولنديين هاجرا إلى بيرغهايم القريبة من كولونيا في ثمانينات القرن الماضي، ليصبح لابنهما، الذي جاء إلى ألمانيا بعمر سنتين، دورا كبيرا مع المانشافت فوق أرضية الملعب وخارجها أيضا. خاض 129 مباراة دولية مع المانشافت ليكون بذلك صاحب المرتبة الثالثة للاعبين الأكثر خوضا للمباريات مع منتخب ألمانيا خلف ماتيوس (150 مباراة) وكلوزه (137 مباراة). كما سجل 48 هدفا وهو بذلك الهداف التاريخي الثالث لمنتخب ألمانيا الاتحادية بعد كلوزه (71 هدفا) والأسطورة غيرد مولر (68 هدفا)، ومتقدما على يورغن كلينسمان ورودي فولر ولكل واحد منهما 47 هدفا. وفي حديث مع مجلة كيكر الألمانية في عدد الإثنين (20 مارس/آذار) أعرب بودولسكي عن رضاه التام عن مسيرته مع منتخب ألمانيا وقال "ما عشته كان خياليا". محبوب الجماهير وإضافة إلى تألقه في السنوات الخالية فإن بودولسكي شخص يتحدث على سجيته ولذلك ارتبط برباط خاص مع عشاق نادي كولونيا ومنتخب ألمانيا وتحول إلى محبوب الجماهير. ويقول بودولسكي إن تقدير الجماهير مسألة في منتهى الأهمية بالنسبة له ويعتقد أنه نجح في الحصول على محبتهم "لأن الناس لديهم شعور أنني لم أتلون أبدا، لكي أجمل نفسي." وأضاف "لقد تصرفت بناء على عاطفتي". ويؤكد بودولسكي أنه لم ينشغل أبدا بمصطلحات مثل "نجم" أو "قائد"، أو "لاعب قيادي" ورغم ذلك كان فخورا عندما حمل شارة قائد منتخب ألمانيا في خمس مباريات "إنها لحظات خاصة". ويرى نجم غلاطا سراي التركي أنه "لا شيء أرفع من المنتخب الوطني. كناشيء كان المرء يحلم به." بحبه وعشقه للكرة وعفويته وبساطته دخل لوكاس بودولسكي قلوب مشجعي كرة القدم في ألمانيا "لم أكن مهرجا قط" رغم تراجع دور وأداء بودولسكي في السنوات الأخيرة بالنسبة لمنتخب ألمانيا إلا أنه كان حاضرا في مونديال 2014 ويورو 2016، وكان يملأ أجواء المنتخب بالمرح رغم أنه لم يكن يشارك في المباريات. وقال لمجلة كيكر إن "المرح بالنسبة لي هو جزء من كرة القدم رغم الضغوط، أو خصوصا بسبب وجود الضغوط." ويضيف "بولدي" أنه يشعر بأن قدرته على لعب كرة القدم هي "هدية من الله، ولذلك فمن البديهي بالنسبة لي أن أتدرب وألعبها بعشق وحب وسعادة. وتابع بودولسكي "لم أكن يوما قط المهرج في وقت الاستراحة، حسب ما قرأت في إحدى المرات.. فقد كنت أعرف دائما تمام المعرفة أن المرء يحتاج إلى المثابرة والطموح والجدية لكي يكون ناجحا." بودولسكي لكيكر: في اليوم الذي تحمل فيه الكأس الذهبية بيدك تنسى بسرعة أي شيء آخر الخسائر وحلم الطفولة نجح بودولسكي مع كولونيا في احراز بطولة دوري الدرجة الثانية عام 2005 وعاد بالفريق إلى البوندسليغا. وحصل على الدوري والكأس الألمانيين مع بايرن ميونيخ, وأحرز كأس تركيا وكأس السوبر التركي. وبالنسبة للمنتخب حصل على جائزة أفضل لاعب صاعد بكأس العالم في 2006، وعلى لقب كأس العالم 2014. ووسط نجاحه عايش أيضا لحظات لا تنسى من الخسائر من أهمها الخسارة أمام إيطاليا في نصف نهائي مونديال 2006، ونهائي أمم أوروبا أمام إسبانيا 2008، ونصف نهائي مونديال جنوب إفريقيا، ونصف نهائي أمم أوروبا 2012 وأخيرا نصف نهائي 2016، كلاعب احتياطي. ويرى بودولسكي أن الخسائر هي مسألة تنتمي إلى الرياضة، لكن "في اليوم الذي تحمل فيه بيدك الكأس الذهبية (كأس العالم) تنسى كل الأشياء الأخرى بسرعة." وعند سؤاله كيف يصف مسيرته الكبيرة بجملة واحدة، أجاب بودولسكي لمجلة كيكر: "حلم طفولة تحول إلى حقيقة".

مشاركة :