أقام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 14 مارس محاضرة بعنوان " الفكر الرافديني القديم بين الصعود إلى السماء والنزول إلى العالم الأسفل " للأستاذ الدكتور قصي منصور التركي وأدار الحوار الدكتور عبدالعزيز صويلح. واستهل الدكتور عبدالعزيز الصويلح الحديث حول ما ستدور حوله المحاضرة من عناصر رئيسية تتمثل في صفات الفكر العراقي القديم الذي يمثل الفكر الإنساني ورغبة الإنسان في معرفة الغيبيات, مبينا أن الجزء الأول من المحاضرة يناقش ان انسان حضارة بلاد الرافدين كان يسعى للتعرف على ما في هذا الكون الشاسع من فضاء وكواكب ويدور الشق الآخر حول التعرف على سكان بلاد الرافدين وفلسفاتهم الخاصة فيما يتعلق بعالم الأموات.ليبدأ الدكتور قصي التركي حديثه بالتعبير عن مدى إعجابه بما يقدمه مركز عبدالرحمن كانو الثقافي من اسهامات مهمة في مجال الشعر والثقافة , ثم بين أن الحديث في المحاضرة سيدور حول عن كونين فسيحين بينهما بعد شاسع في الفكر والجغرافيا والواقع العلمي وهما السماء والأرض في مخيلة الانسان الرافديني القديم والذي تمثل أفكاره أفكار الانسان الشرقي القديم بشكل عام. كما وضح الدكتور قصي أن الكتابة قد بدأت عند السومريين فقد أبدعوا وكتبوا أغلب فنون الحضارة وأخذت الحضارات المجاورة الكثير منهم وهذا يدل عليه النقص الشديد في كتابة الحضارات المجاورة. وقد عرض الدكتور قصي أشكال الكتابة المسمارية التي استخدمها الإنسان في الحضارة السومرية للتعبير عن الأرض وأشكال الأختام التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت ليؤكد في خضم حديثه عن مدى العلاقة الوثيقة التي جمعت الحضارة السومرية مع حضارة دلمون آنذاك. كما وضح الدكتور قصي من خلال عرضه للمنحوتات الحجرية اكتشافات السومريين الدقيقة المتعلقة بعدد الكواكب في المجموعة الشمسية وما يحاكيه الواقع من اكتشافات متأخرة مطابقة لذلك. كما دلل الدكتور قصي على معرفة البابليون والحضارات القديمة للكرة الأرضية قبل الميلاد بعرض منحوتة طينية تحمل شكل دائري محفور محدد الاتجاهات ممثلا الكرة الأرضية باتجاهاتها الأربعة. كما عرض بعض الأساطير والقصص التي امتلأت المنحوتات الحجرية الأثرية برموزها مبينا علاقتها بإيمان الإنسان القديم بقدرته على الصعود للسماء. وفي الختام عرض الدكتور قصي الأساطير المتعلقة بأفكار الإنسان القديم فيما يخص العالم السفلي المتعلق بما بعد الموت وبين أن المنحوتات السومرية الحجرية رسمت بشكل جلي التصورات المتعلقة بذلك.
مشاركة :