«كانو» الثقافي ينظم محاضرة «الرضا النفسي بين الفقد والتحقق»

  • 1/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي مساء يوم الثلاثاء الماضي الموافق 3 يناير محاضرة بعنوان «الرضا النفسي بين الفقد والتحقق» للأستاذة تهاني توفيق وأدارت الندوة الأستاذة سكينة الطواش. واستهلت الأستاذة سكينة الطواش الندوة بإشارتها إلى أهمية الرضا النفسي وطرحها مجموعة من المحاور الرئيسية التي ستدور حولها المحاضرة: ما هو الرضا النفسي وكيف يبحث الفرد عن الرضا النفسي وكيف يحققه وما المقصود به؟ وفي بداية المحاضرة أشارت الأستاذة تهاني توفيق إلى سعادتها بتزامن إلقاء هذا الموضوع مع بداية العام الجديد لتوافقه مع الرغبات الشخصية للأفراد بالرغبة في تحقيق أهداف جديدة، فتكون هذه المحاضرة دليلا يقودنا نحو النجاح في ذلك مصحوبا برضا نفسي في هذه السنة والسنوات القادمة. كما أوضحت أن سبب اختيارها لهذا الموضوع هو تمحور جزء كبير من مشكلات الأفراد بعدم الشعور بالرضا النفسي، وذلك من خلال ملاحظاتها المتكررة عن الأشخاص الذين تتعامل معهم في مختلف المجتمعات، بالإضافة إلى أهمية الرضا النفسي من حيث تقبل الحياة والاستمرار والاستمتاع فيها. وواصلت توفيق أن الشعور بالرضا النفسي يتمثل في سكينة داخلية تجعلنا نتقبل ما لا نحب من أمور أو أحداث أو أشخاص برحابة صدر، وسكون نفسي كما أوضحت مدى صعوبة ذلك بوصفها ذلك بأنه يعتبر معادلة صعبة في ظل مواجهة أحداث وأمور غير مرغوبة من الفرد. كما أضافت أن الشعور بالرضا النفسي ممكن تعريفه كذلك أنه الشعور الناتج عن الإيمان بعدالة قضاء الله وقدره، فكلما زاد الإيمان بذلك تقبل الفرد ما يواجهه من أمور غير مرغوبة من أزمات وأحداث بسكينة داخلية وإنها السكينة الداخلية التي تجعلنا نقيم الأمور بحسب اتجاهاتنا. وهو يعتبر خليطا من المشاعر الإيجابية من حب وتسامح ورضا وتمثل السعادة جزءا منها؛ فالرضا النفسي يكون في السراء والضراء ولا يقتصر على المواقف السعيدة من الحياة. وأكدت توفيق أن أهمية الشعور بالرضا النفسي تكمن في الرغبة في الاستمتاع بالحياة على الرغم من الضغوط التي يواجهها الفرد في حياته وروتينه اليومي؛ فالسكينة الداخلية تمكن الفرد من التمتع ورؤية الجمال في حياته والتغاضي عن السلبيات التي يمر بها فهذا الشعور يوصل الفرد إلى الهدوء والاستقرار النفسي، وأضافت أن أهميته كذلك تكمن في الوصول إلى الاتزان الوجداني بما يعني عدم خلط المفاهيم والأوراق وإعطاء الأمور حقها من التفاعل والانفعال من دون مبالغة بإعطاء المواقف انفعالات أكبر من قيمتها أو العكس كالخلط بين العلاقات الشخصية والمهنية لدى كثير من الأشخاص، كما بينت أن الشعور بالرضا النفسي يحفز الطاقة الكامنة المختزنة بداخل الفرد لمواجهة المواقف المختلفة. وأضافت أن الشعور بالرضا النفسي يعجل من استعادة التوازن النفسي بعد المرور بالمواقف المحزنة والمؤثرة التي تؤدي إلى انخفاض معنويات الأفراد، وشبهت هذا الشعور بالدرع الواقي الذي يرتديه الفرد لحمايته من تقلبات الحياة والمواقف والضغوط النفسية، وربطت توفيق مفهوم الشعور بالرضا النفسي بمفهوم جودة الحياة. كما أكدت توفيق أن الشعور بفقد الرضا النفسي يرتبط بعدة معوقات تمنع الفرد من الوصول إليه، وهي مقارنة الفرد نفسه بغيره من الأفراد في المجتمع عند تقييم حياته، وتقريع الذات وهو لوم الفرد نفسه على القرارات الخاطئة في حياته والطموح غير الواقعي وغير متوازن مع الإمكانيات والتمني من دون الأخذ بالأسباب. وأضافت أن الحرمان النفسي والمادي غير المبرر في الطفولة يخلق أثرا عميقا في نفس الفرد لا يمكن إزالته فيستحيل الوصول إلى الشعور بالرضا النفسي فيما بعد، كما أن تراكم الضغوط بشكل شديد يمثل كذلك أحد تلك المعوقات. وللتخلص من تلك المعوقات أشارت توفيق إلى أن هناك عددا من الحلول التي من الممكن اتباعها وأحدها هو تجميع عدد من المشاعر للوصول إلى شعور الرضا النفسي وأحدها الشعور بالامتنان على النعم الموجودة بدل التركيز على المفقود ويتبعها الشعور بالتسامح مع النفس والقناعة والتفريغ الانفعالي بالضحك والبكاء والرياضة والاستماع للموسيقى والقرآن. ويتبعها خفض سقف التوقعات من الآخرين ورؤية الجانب الإيجابي من الحياة. واختتمت توفيق المحاضرة بالدعوة إلى تربية الأبناء على مجموعة من القيم التي تعين على الوصول إلى الشعور بالرضا النفسي في المستقبل كتربيتهم على التسامح مع الآخرين والنفس بتمثيل القدوة الحسنة لهم بذلك وتربيتهم على الصبر والشعور بالامتنان وإشباع حاجاتهم النفسية من حب وتقدير لإمكانياتهم والتوقف عن مقارنتهم بالآخرين.

مشاركة :