محادثات حاسمة في جنيف على وقع معارك قرب دمشق

  • 3/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جنيف - قالت متحدثة أممية الثلاثاء إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا دعا الأطراف السورية المتحاربة إلى الاستعداد لمناقشة قضايا سياسية جوهرية خلال الجولة المقبلة من المحادثات التي ستبدأ الخميس. وتأتي دعوة دي ميستورا بينما يشتد القتال بين القوات السورية النظامية وفصائل معارضة بينها فصائل إسلامية متشددة في شمال شرق دمشق. وقالت المتحدثة أليساندرا فيلوتشي في بيان قرأته في إفادة صحفية بمقر الأمم المتحدة في جنيف إن المحادثات التي يتوقع أن تستمر حتى الأول من أبريل/نيسان ستركز على أربع قضايا هي أسلوب الحكم والتعديلات الدستورية والانتخابات وإجراءات مكافحة الإرهاب. وأضافت أن الحكومة السورية ووفود المعارضة التي شاركت في الجولة الرابعة الشهر الماضي أكدت حضورها وأن دي ميستورا سافر إلى الرياض وسوف يزور موسكو وأنقرة للتشاور قبل بدء المحادثات. وتستعر الحرب التي بدأت عامها السابع مع سعي الرئيس السوري بشار الأسد لمواصلة تقدمه بهدف إلحاق هزيمة كاملة بمعارضيه بدعم من الجيش الروسي والفصائل المدعومة من إيران. أجرأ هجوم على العاصمة وقالت مصادر من الحكومة السورية والمعارضة إن مقاتلي المعارضة اجتاحوا منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة في شمال شرق دمشق الثلاثاء للمرة الثانية في ثلاثة أيام ليواصلوا أجرأ هجوم لهم على العاصمة منذ عدة سنوات. وبالنسبة للمعارضة يظهر الهجوم أنها مازالت قادرة على القيام بعمل هجومي رغم أن وضعها ما زال في غاية الصعوبة قرب دمشق وفي مختلف أرجاء البلاد. ورجحت كفة الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري والقوات الروسية والإيرانية والفصائل الشيعية المتحالفة معه في القتال في غرب سوريا في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة توجت بالسيطرة الكاملة على مدينة حلب في ديسمبر/كانون الأول 2016. وقال وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن إحدى الجماعات الرئيسية المشاركة في الهجوم "الساعة 5 صباحا بدأنا المرحلة الثانية واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا أمس منها." وذكر مصدر عسكري سوري أن مقاتلي المعارضة دخلوا المنطقة وفجروا سيارة ملغومة في بداية الهجوم. وذكر أن مجموعة من مسلحي المعارضة الذين دخلوا المنطقة حوصرت "والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة". وشنت جماعات المعارضة الهجوم من معقلها في الغوطة الشرقية التي تقع إلى الشرق من العاصمة. وصعدت قوات الحكومة عملياتها ضد الغوطة في الأسابيع القليلة الماضية وتسعى إلى إحكام حصار على المنطقة بينما يهدف هجوم المعارضة جزئيا إلى تخفيف هذا الضغط. ويتركز القتال حول منطقة العباسيين في حي جوبر بشمال شرق دمشق والذي يقع على بعد نحو كيلومترين شرقي أسوار البلدة القديمة على تقاطع طرق رئيسي يؤدي للعاصمة. وقال شاهد في منطقة التجارة السكنية قرب موقع القتال إن عشرات الدبابات نشرت في مشهد غير معتاد لسكان قلب دمشق الذين نجت أحياؤهم من القتال المنتشر على أطراف المدينة. وقال علوان "أطلقنا هجوما جديدا واستعدنا كل النقاط التي انسحبنا منها أمس. سيطرنا ناريا على كراج العباسيين وبدأنا باقتحامه." وكراج العباسيين محطة رئيسية للحافلات. وقال إن الهجوم يعزز موقف التيار الرئيسي المعارض قبيل محادثات سلام جديدة في جنيف من المقرر أن تبدأ الخميس. وقال مسؤول معارض آخر سيحضر محادثات جنيف إن الهجوم يظهر أن الدعم العسكري الروسي الواسع له حدود. وقال عصام الريس المتحدث باسم الجيش السوري الحر- الجبهة الجنوبية وهو تحالف من جماعات معارضة مدعومة من دول غربية وعربية، إن هذه رسالة عسكرية وسياسية لروسيا بأن النظام ضعيف ولا يتمتع بالسيطرة الكاملة وغير قادر على أن يميل ميزان القوى بحسم لصالحه عسكريا. وقال المصدر العسكري السوري "هم دخلوا ضمن جيب ضيق بنفس منطقة الخرق أول امبارح (أمس) والآن يتم التعامل مع هذه المجموعة". وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن المعارضين الذين تسللوا إلى المدينة وحي جوبر فروا وألقي القبض على عشرات منهم أو قتلوا ولم تورد المزيد من التفاصيل. وبث التلفزيون الحكومي ما قال إنها لقطات صورت صباح الثلاثاء في شارع فارس الخوري الذي يصل إلى كراج العباسيين وظهر فيها دخان داكن كثيف يتصاعد على مسافة. وتقول الحكومة إن الهجوم يشنه مقاتلو جبهة النصرة وهي جماعة جهادية كانت ذراع تنظيم القاعدة في الحرب السورية قبل أن تعلن فك ارتباطها بالتنظيم في العام الماضي. وحاليا جبهة النصرة جزء من تحالف إسلامي يسمى تحرير الشام. وخفف الهجوم الضغوط على المعارضين الذين خسروا أراض في منطقتي القابون وبرزة المجاورتين حيث يقول الجيش إن المعارضين حفروا شبكة من الأنفاق تمدهم بالمؤن الأساسية التي ساعدت الغوطة الشرقية على مدى سنوات على تحمل الحصار. وقال قيادي في المعارضة إن الجيش يكثف قصفه على مناطق تقدمت فيها المعارضة في حي جوبر وبلدات في أنحاء الغوطة الشرقية. وقال أبوعبده وهو قيادي ميداني من فيلق الرحمن إن القصف على جميع الجبهات وإنه لا يوجد مكان لم يتعرض للقصف، مضيفا أن النظام حرق المنطقة بالطائرات والصواريخ. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري شن ما لا يقل عن 143 ضربة جوية على مناطق خاضعة للمعارضة بشرق دمشق مستهدفا في الأساس حي جوبر منذ أن بدأ المقاتلون هجومهم.

مشاركة :