أعلنت منظمة دول شرق أفريقيا (إيغاد) أن المحادثات الرامية إلى إيجاد حل سياسي للنزاع في جنوب السودان والمتوقفة منذ مطلع نيسان (أبريل) الجاري استؤنفت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس. وصرح الناطق باسم ايغاد في نيروبي برازيل موسومبا، بأن وفد حكومة جنوب السودان ووفد حركة التمرد التقيا بحضور الوسطاء. ويعتزم زعماء الدول الأعضاء في «إيغاد» عقد قمة خاصة لتسريع وقف العنف وإقرار السلام في الدولة الوليدة. ووصل وفدا الحكومة والمتمردين الذين يتزعمهم نائب الرئيس السابق رياك مشار إلى مقر المفاوضات، حيث التقيا فريق الوساطة الذي يرأسه وزير الخارجية الاثيوبي السابق سيوم مسفن لتقريب مواقف الطرفين بشأن جدول أعمال المحادثات. ولا يزال وفد الرئيس سلفاكير ميارديت يتحفظ على مشاركة مجموعة معارضة بزعامة وزير شؤون مجلس الوزراء السابق دينق ألور كطرف ثالث في المحادثات الى جانب المتمردين، بينما تجرى مفاوضات منفصلة بين المجموعة والحزب الحاكم في جنوب السودان برعاية اثيوبيا وجنوب افريقيا لتحقيق المصالحة وإجراء اصلاحات في الحزب الحاكم. وعُقدت جولتان من المحادثات منذ اندلاع الأزمة في جنوب السودان في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ووقّع الطرفان في 23 كانون الثاني (يناير) اتفاقاً لوقف النار لم يصمد طويلاً، في حين لا تزال المواجهات بينهما مستمرة. وكشفت كينيا عن اتجاه منظمة دول شرق افريقيا (إيغاد) إلى عقد قمة أخرى لزعماء المنطقة لتسريع وقف العنف والحالة الإنسانية المتدهورة في جنوب السودان وإقرار السلام. وقالت وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد إن هناك حاجة عاجلة لوقف قتل المدنيين الأبرياء حتى مع استمرار مفاوضات السلام. وأضافت: «حان الوقت لتعاون المجتمع الدولي لضمان التوصل وبأسرع وقت ممكن إلى اتفاق السلام في جنوب السودان». وصرح الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان، باقان أموم الذي أُطلق من السجن الأسبوع الماضي، بأنه لا يشعر بأي أسى أو مرارة بسبب الأشهر التي أمضاها في التوقيف، موضحاً أن الصراع على السلطة يدمر جنوب السودان، مشيراً إلى تصميمه على التفاوض لإنهاء القتال. وأضاف أموم أنه «حزين جداً بسبب الحرب الأهلية التي لا معنى لها» والتي اندلعت بعد اعتقاله وعدداً من القياديين بتهمة تدبير مؤامرة مزعومة ضد سلفاكير. في غضون ذلك، وصلت المفوضة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نافي بيلاي، إلى جوبا أمس، للتحقيق بشأن مجازر وقعت أخيراً في البلاد. ويتوقع أن تستغرق زيارة بيلاي التى يرافقها المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون تجنب الإبادة أداما دينغ، يومين تلتقي خلالهما سلفاكير ومسؤولين كباراً في جوبا. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية في جنوب السودان أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جوبا التي كانت مقررة الأحد الماضي، أُرجئت الى الأسبوع المقبل. وأكد الناطق باسم الخارجية السفير ميون ماكول، أن كيري سيلتقي سلفاكير وأعضاء الحكومة لبحث سبل السلام إلى جانب بحث قضية حقوق الإنسان وتشجيع الحكومة على المضي قدماً في عملية السلام عقب إطلاق القياديين المعارضين الأربعة. واستبعد ماكول تدهور العلاقات بين جنوب السودان والولايات المتحدة. وقال إنه «اذا كانت هناك إشاعات تقول بأن العلاقات تدهورت مع واشنطن فهي لا تمثل موقفاً رسمياً للحكومة»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تبذل مجهوداً مقدراً لإحلال السلام في البلاد وذلك بالتضامن مع دول أخرى في الترويكا»، مؤكداً أن «دور الولايات المتحدة مهم وإيجابي». وأضاف: «إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على المسؤولين لم تُنفَذ بعد. وأن مشكلة حقوق الانسان ستمثل محوراً هاماً من زيارة كيري». وتابع: «من الواضح أن المتمردين هم الذين يقومون بذلك»، في إشارة إلى مجزرة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الأسبوع الماضي والتي ارتُكبت من جانب المتمردين. سياسة العرب
مشاركة :