هل تنجح السينما في التصدي للتطرف الديني؟

  • 3/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سعيد ياسين (القاهرة) تفاعلت السينما مع العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي يمر بها المجتمع، وشكلت على فترات متباينة ما يشبه الظاهرة في تناول قضية ما، مثل المخدرات والكيف والإرهاب والبلطجة وغيرها، وها هي تتجدد خلال الفترة الأخيرة في تركيزها على ظاهرة التطرف والعنف الديني التي ضربت المجتمعات العربية بصورة غير مسبوقة، حيث تناولت الظاهرة بعض الأفلام الروائية والتسجيلية سواء التي تم عرضها أو التي يجري تنفيذها للعرض قريباً، كما حدث مع الفيلم الذي عرض قبل شهرين «مولانا» لعمرو سعد ودرة وإخراج مجدي أحمد علي، ودارت أحداثه حول أحد الدعاة الإسلاميين النافذين عبر وسائل الإعلام، والذي تربطه علاقات وثيقة برجال السياسة، وتأثير كل ذلك على مصداقيته أمام جمهوره، ويصور حالياً فيلمي «الكنز» لمحمد رمضان ومحمد سعد وخالد الصاوي وهند صبري وأحمد رزق وهيثم زكي وأمينة خليل وروبي وتأليف عبدالرحيم كمال وإخراج شريف عرفة، وتدور أحداثه حول 4 عصور، هي العباسي والعثماني والفرعوني وفي السبعينيات من القرن الماضي، حيث تنتقل الأحداث حول فساد وسطوة بعض رجال الدين عبر العصور على السلطة والتعاملات المزيفة والسيئة مع الشعب، وكيفية إقحام الدين في السياسة من أجل الحصول على مناصب، خصوصاً أن هناك رجال دين تعمدوا التلوين والتزييف في هذه الحقبة الزمنية لكي يكونوا هم الأقوى ويحافظون على مراكزهم، و«الشيخ جاكسون» لأحمد الفيشاوي ودرة وماجد الكدواني وتأليف وﺇﺧﺮاﺝ عمرو سلامة، وتدور أحداثه من خلال أحد الشيوخ الذي كان يلقبه الجميع «جاكسون» في سنوات الدراسة نسبة إلى أسطورة البوب الأميركي مايكل جاكسون، ثم تحوله إلى داعية متطرف، وامتد تناول الظاهرة إلى السينما الجزائرية من خلال الفيلم التسجيلي الطويل «تحقيق في الجنة» الذي يناقش مخرجه مرزاق علواش وضعية المرأة في المجتمعات العربية، وكيف يتخيل الناس شكل الجنة، وتصوراتهم للحور العين، والجماعات التكفيرية التي تتلاعب بمفهوم الجنة ونعيمها، وتسعى لإقناع الشباب بالموت بحزام ناسف للفوز بالحور العين، من خلال الصحفية «نجمة» وجسدت دورها الفنانة سليمة عبادة التي تعمل في صحيفة يومية، وتجري تحقيقاً استقصائياً بمساعدة زميلها «مصطفى» عن الجنة، بمفهوم الدعاة الجدد والسلفيين والمتطرفين الذين يتخذونها تكئة وسلعة لإغراء الشباب بالدعوة إلى الجهاد، من خلال خطبهم التي تنتشر عبر شبكة الإنترنت، وعرض مؤخراً في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وأشاد به العديد من النقاد، من بينهم الناقد سامي حلمي الذي قال إن الفيلم قوي ومهم للغاية ليس للمجتمع الجزائري فحسب، ولكن لكل المجتمعات العربية التي تعاني وما زالت من الفكر المتطرف. وكانت السينما المصرية سباقة في التصدي في عدد من الأفلام لشبح التطرف الديني الذي أطل برأسه قبل عدد من السنوات متبنياً أفكاراً غريبة ومستهجنة على الواقع، واتخاذ الجماعات الإرهابية للدين ستاراً لنشاطات أخرى غير معلنة، ومن هذه الأفلام «الإرهابي» لعادل إمام وتأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال، و«بحب السيما» لليلى علوي ومحمود حميدة وإخراج أسامة فوزي، و«عصافير النيل» لفتحي عبدالوهاب ومحمود الجندي ودلال عبدالعزيز وعبير صبري وإخراج مجدي أحمد علي، و«واحد صفر» لنيللي كريم وإلهام شاهين وإخراج كاملة أبوذكري، و«حسن ومرقص» لعادل إمام وعمر الشريف وإخراج رامي إمام، و«طيور الظلام» لعادل إمام ويسرا وتأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة.

مشاركة :