المسرح ترفيه وتثقيف

  • 3/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المسرح فن مركب تقوم على ازدهاره وتطوره طاقات وكفاءات فنية وبشرية كثيرة ومتعددة، وليس من السهل انتشاره على كافة المستويات إلا إذا توفرت له جميع الإمكانيات والأدوات التي تجعل من انتشاره ووجوده قيمة وفائدة للجميع، فهو في الأساس وسيلة من وسائل التثقيف المختلفة، علاوة على أنه يعتبر نوعا من أنواع التسلية والترفيه البريء، بقدر ما يقدمه من ألوان متعددة ومختلفة وأنماط متباينة من أنشطة من واقع المشاكل والأحداث المجتمعية التي تزخر بها حياة الناس، في قالب درامي سواء أكان كوميديا أو تراجيديا وبأي أسلوب من أساليب المسرح المختلفة. ويبرز دور المسرح في مدى أهميته في دعم انتشار الوعي بين مختلف الفئات والمستويات، فالمسرح يعتبر منبع الوعي الإنساني وتراثا يجمع تاريخ الأمم ومختلف أنشطتها الفكرية والحياتية وجميع اتجاهاتها، فمثلما كان الشعر في العصور السابقة ديوان العرب، أصبح المسرح في عصرنا الحديث قاموس الأمم، وذلك عندما تكون اتجاهاته وتوجهاته نحو الأرفع والأنفع في الحياة والفن، ولا يتسنى ذلك بطبيعة الأمر إلا بتوفر العناصر الواعية الواعدة المثقفة على كافة الأصعدة من مخرجين ومؤلفين وكوادر مهنية مساندة لإظهار النص المسرحي بالصورة المطلوبة، للاستفادة من الأفكار والمضامين التي تحتويها النصوص المقدمة. ومن الكوادر المطلوب توافرها للعمل المسرحي النقاد، فالعمل الفني وحده لا يتجزأ، فلا يمكن أن تضيف إليه أو تحذف منه وإلا اختل، ولا يمكن أيضا أن تفصل فيه الشكل عن المضمون لا نظريا ولا عمليا، فلا غنى لأحدهما عن الآخر، فالشكل في الحقيقة هو التعبير الملائم أو المعامل الموضوعي لمعالجة الحدث الدرامي، وهو أيضا الصورة التي يتحول إليها الموضوع في أيدي الفنان، وتكون لها القدرة الفنية لإيصالها إلى المشاهد بيسر وسهولة. نعود إلى أهمية المسرح الملحة في حياة الجماهير المتعطشة للمعرفة والتثقيف من خلال العروض المسرحية، وذلك لدعم رقي الفكر واتساع دائرة معرفتها، من خلال تقديم الأعمال الجادة والهادفة بما فيها من ومضات تضيء النفس من خلال تتابع أحداث العروض المسرحية وتأثيرها على المشاهد، التفاعل معه.. فكل ما في المسرح من لفتة أو منظر إلى حركة إضاءة أو جملة موسيقية مصاحبة للحدث والحركة الدرامية على المسرح كل ذلك في صالح العمل الفني، هذه حقيقة عرفها فن المسرح منذ سوفوكليس، وهو من رواده وأساتذته الأوائل، وحتى لا نخوض في إشكاليات وصور المسرح المتعددة الجوانب، يكفينا أن نقول إن وجود المسرح في مجتمعاتنا العربية ضرورة ملحة ولا بد منها للترفيه والتثقيف وتنوير العقول، وفهم جيد وعقلاني ومنطقي لمجريات الأمور على كافة الأصعدة.

مشاركة :