إن الحراك الذي تشهده المملكه في مجال تمكين المرأة يبشر بالتفاؤل، فالتوسع في التعليم، والابتعاث والتوظيف، وتعدد مجالات عمل المرأة، وأخص هنا، ما شهدناه مؤخراً من قرارات تضمنت شغل النساء لمناصب قيادية كانت حكراً على الرجال في السابق ما يستدعي التفكير في الخطوة القادمة التي تتطلبها المرحلة حتى تكون المرأة مهيأة لهذا الاندماج ولتلك المشاركة المضطردة الهادفة لتطوير وطنها والرفع من قدره.. إن ذلك الحراك يستدعي عمل المبادرات الفردية والجماعية لدعم تأهيل المرأة من خلال الاستثمار في تدريبها وتطوير مهاراتها لتكون قادرةً على الانخراط في مجال العمل المهني باحترافيةٍ واقتدار وكفاءة عالية، ولا سيما أن المرأة ما زالت تواجه معوقات اجتماعية عديدة ما يستدعي إثبات نفسها وتنمية مقدراتها الحياتيه بما ينفعها على المستوى الشخصي والمهني. أشيد في هذا السياق ببرنامج الأمان الأسري في وزارة الحرس الوطني لسعيه الدؤوب من أجل احتواء ومساعدة النساء وخصوصاً المعنفات، في خلق الفرص الكفيلة بتمكينهن حتى يتجاوزن آلامهن ويتغلبن على تداعيات الظلم والاضطهاد الذي يتعرضن له لينفعن أنفسهن وأسرهن ومجتمعهن، وليتحلين بالأمل والتفاؤل لتحقيق إنجازات أكبر في حياتهن الشخصية والمهنية. من ضمن المبادرات الرائدة التي قام بها برنامج الأمان الأسري مؤخراً ويستحق التقدير لإنجازها، تعاون قسم التدريب في البرنامج مع «برنامج السبرنج بورد لتمكين المرأة»، والتابع للمجلس الثقافي البريطاني بهدف تدريب وتأهيل مدربات سعوديات تابعات لبرنامج الأمان، من أجل تأسيس برنامج تدريبي داخلي مستمر يتم من خلاله تدريب النساء المعنفات ليكتشفن قدراتهن ويطورن أنفسهن ليصبحن أكثر مهارة واقتدار عند التعامل مع الغير ويواجهن ضغوطات الحياة بثقة وتمكن أعلى، ليصبحن أكثر توازناً ويحققن إنجازات أفضل في حياتهن الشخصية والمهنية. ويعتبر «برنامج السبزنج بورد لتمكين المرأة» من أكثر البرامج انتشاراً في العالم في مجال تطوير المرأة على المستوى الشخصي والمهني ويخاطب النساء من مختلف الثقافات والفئات، فهو منتشر فيما يزيد عن الأربع والأربعين دولة في العالم وأثبت فعاليته ونتائجه العظيمة في جميع البلدان الذي طبق بها بما فيها المملكة ودول الخليج. يعتبر برنامج الأمان الأسري وبشهادة القائمين على «برنامج السبرنج بورد لتمكين المرأة» قد حقق الأسبقية في تنفيذ البرنامج للنساء المعنفات بعد المملكة المتحدة. بالإضافه إلى برامج تأهيلية عديدة ينفذها البرنامج من أجل تمكين المرأة المعنفة نفسياً واجتماعياً وقانونياً واقتصادياً. إن تبني المنظمات الأخرى سواء كانت منظمات قطاع عام أو خاص «لبرنامج السبرنج بورد لتمكين المرأة» هو من دون شك مكسب لتلك المنظمات قبل أن يكون مكسباً للنساء المنتسبات لتلك المنظمات، لدوره الهام في دعم مقدرات المرأة لتصبح أكثر إشراقاً وتفاؤلاً واقتداراً.
مشاركة :