توالت علينا تعيينات نسائية وفي مراكز قيادية خلال أسبوع واحد ما جعلنا نشعر نحن معشر النساء بأننا في حلم لا نريد الصحو منه حتى نرى إحدانا تتقلد حقيبة وزارية. أولى تلك التعيينات التي احتفينا بها هي انتخاب الأستاذة سارة السحيمي رئيساً لمجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية والتي يشكل الرجال جميع أعضاء المجلس بها، فهي المرأة الوحيدة في المجلس والرئيسة أيضاً، كذلك منصب آخر تقلدته امرأة وهو منصب الرئيس التنفيذي لأحد أكبر البنوك في المملكة، الأستاذة رانيا نشار حيث ترأس الرجال والنساء لمجموعة سامبا المالية، تعيين آخر يعتبر أيضاً أول منصب تتقلده امرأة في المملكة والذي كان حكراً على الرجال، إنه منصب عميدة كلية الطب في جامعة الطائف، الدكتورة دلال نمقاني، وأخريات كذلك احتفلنا نحن النساء بهن وبالثقة التي حصلن عليها من الجهات التي يعملن بها، تلك التعيينات هي مناصب فخرية ليس لشاغليها من النساء فقط بل ولجميع النساء السعوديات لتصبح الحفاوة بهن وبقرب الاحتفال بيوم المرأة العالمي. لقد أثبتت النساء السعوديات تفوقهن وجدارتهن في تقلد المناصب العليا وعلى جميع المستويات، تلك الجدارة وذلك التفوق لم يحدثا لولا الإيمان الكامل بالقدرات والإمكانيات التي تملكها المرأة السعودية. فعلى الرغم من الأصوات التي تعلو بين الفينة والأخرى معارضة حتى لسماع صوت المرأة باعتباره عورة! تقتحم المرأه تلك الموروثات الثقافية التي لا تمت للدين ولا للعقيدة الحقة بصلة، متوغلة في عالم المال والأعمال والاقتصاد والسياسة والاجتماع، فلا يوجد مجاملة في عالم يطغى عليه التفوق والمحاباة الذكورية، ووصول المرأة لتلك المناصب دليل قوي على كفاءتها وجدارتها. إن فرض أجندات ثقافية فكرية تحجم المرأة لن تؤدي في الغالب إلا إلى إعاقة رؤية 2030 والتي تحاول القيادة العليا في البلاد تحقيقها، فما صدر من تعيينات هي قرارات منسجمة مع توجهات رؤية المملكة المستقبلية 2030 والتي تدعم مشاركة المرأة وتعزز دورها في القطاعين العام والخاص، ولن تتحقق تلك الرؤيا إلا بمساهمة نصف المجتمع بكامل طاقاته النسائية، فالتغيير قادم ولن يجدي في ظل النظام الكوني الجديد حجب ضوء الشمس بأيدينا فلن تكتمل الرؤيا بدون نصف المجتمع المكمل. إن تغيير القناعات والاعتراف بأهلية المرأة وبجدارتها أصبح واقعاً ولا جدال فيه وذلك على ضوء الإنجازات المتوالية للمرأة وفي جميع المجالات، فليس هناك مجتمع جاهز ومجتمعاً غير جاهز، الجميع يجب أن يكون جاهزاً ومستقبلاً لهذا التغيير القادم، كلنا جاهزون رجالاً ونساءً من أجل تحقيق رؤية 2030، متحلين بالصبر والحكمة في تجاوز كل المعوقات التي تقف في وجه التغيير والتطوير، فأي موروث ثقافي لا يساهم في تحقيق التطور والتنمية الحضارية من أجل استقرار البلد وأمنه يجب أن يتم الاتفاق ومن الجميع على التنازل والتخلي عنه ما لم يؤثر في المقدس المتفق عليه من الجميع.
مشاركة :