صفقة أستانا سحب المليشيات الطائفية من سوريا وبقاء نظام الأسد - جاسر عبدالعزيز الجاسر

  • 3/22/2017
  • 00:00
  • 88
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن أصبحت عبئاً أمنياً وسياسياً على الحليف الذي يهيمن على سوريا الآن والذي «استطاع» إنقاذ نظام بشار الأسد من الزوال، وحتى يتجنب جرف سوريا إلى دائرة ولايات ولي الفقيه الإيرانية، بدأت روسيا في وضع الترتيبات الأولية لسحب المليشيات الشيعية التي كونتها إيران بما فيها المليشيا الأكبر «مليشيات حزب الله» إضافة إلى المليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية والهندية. كثير من المراقبين والمتابعين للشأن السوري يرون في مباحثات «أستانا» أنها إحدى آليات الروس التي مهدوا لها بإشراك الأتراك والإيرانيين بل وحتى إعطاء دور لنظام بشار والمعارضة الوطنية السورية، وسعى الروس إلى وضع معادلة تجعل جميع الأطراف يشعرون أنهم لم يخسروا رغم أنهم لم يربحوا كل ما أرادوا تحقيقه، الجميع رابح وإن توزعت نسب الربح بين اللاعبين، وبما أن القادمين لسوريا من مليشيات وجماعات مقاتلة حضرت إلى سوريا لأهداف معلنة قد تحققت، فالنظام لم يسقط، وادعاءات الحفاظ وحراسة المقدسات الشيعية قد تحققت، لهذا كان ضغط الروس على من أحضر المليشيات قد وصل إلى خطوات التنفيذ إذ ذكرت صحيفة «ايزفيستيا» الروسية أن المشاركين في مباحثات «أستانا» التي جرت يومي 14 و 15 مارس / آذار الحالي لمناقشة الشأن السوري بدأوا في تنسيق آلية انسحاب الوحدات الشيعية الأجنبية من سوريا. وأن مراكز المصالحة الروسية بين الأطراف المتحاربة، والمنتشرة في أنحاء مختلفة من سوريا، سوف تصبح أدوات رئيسة للإشراف على احترام وقف إطلاق النار، وانسحاب التشكيلات الأجنبية المسلحة من البلاد، بما في ذلك ميليشيا «حزب الله» اللبنانية. واتفق ممثلو روسيا وإيران وتركيا على التحول من آلية الرصد الثنائي (روسيا - تركيا) إلى آلية الرصد الثلاثي، ولا سيما أن إيران ستصبح رسمياً إحدى الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا وسيأخذ الجيش الروسي على عاتقه المهمات الرئيسة لمراقبة الوضع في سوريا ومتابعة تنفيذ شروط وقف إطلاق النار. وبحسب الصحيفة سوف يتم نشر ضباط روس في مراكز المصالحة الروسية، التي ستشمل النقاط السكنية الرئيسة كافة، حيث سيكون عليهم أن يتابعوا أين توجد قوات الأطراف، وأن يتحققوا من مدى التزامها النزيه بالهدنة. وقد تم تبادل الخرائط العسكرية، التي تحدد مواقع تمركز الجماعات المتطرفة والجماعات المعتدلة من المعارضة وسيتم الاتفاق على وثيقة موحدة، على أساسها ستتم محاربة من يسمون الإرهابيين ومراقبة انسحاب التشكيلات الشيعية التي تحارب إلى جانب بشار الأسد، من العديد من المناطق. ويعتقد المتابعون لما يجري في أستانا أن هناك صفقة مقايضة بين إيران وتركيا بتشجيع روسي، حيث يسحب بمقتضاها الإيرانيون المليشيات الشيعية من سوريا خاصة أن مهمة إنقاذ نظام بشار الأسد أصبحت منجزة مقابل أن تضمن تركيا الاستقرار في شمال سوريا.

مشاركة :