أكد عدد من المشاركين في الاجتماع التحضيري لوزراء الثقافة في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية لـ«عكاظ»، أهمية الثقافة في تعميق العلاقات بين الطرفين، وإصلاح ما أفسدته السياسية، انطلاقا من التأثير الذي تحثه الثقافة في تعزيز احترام المجتمعات لبعضها البعض، وطالبوا بإعادة قراءة التاريخ المشترك للطرفين في ضوء قدم الوجود العربي في أمريكا الجنوبية. حول ذلك، رأى الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون في دولة الكويت الدكتور بدر بن فيصل الدويش، أن الدول العربية معنية بالتبادل الثقافي مع دول أمريكا الجنوبية، وقال لـ«عكاظ»: هناك خطوط متقاطعة تجمعنا معهم، والمبادرات التي قدمت في الاجتماع التحضيري لوكلاء وزراء الثقافة من الطرفين مثل متحف بلا حدود، والمكتبة العربية لأمريكا الجنوبية، جديرة بالاهتمام، فضلا عن دعمها للعمل المشترك بين دول مجلس الجامعة العربية ودول أمريكا الجنوبية. وحول الدور الذي تلعبه الثقافة في الحوار بين الدول العربية، قال: تعد المنطقة العربية من أهم المناطق الحساسة في العالم، لا سيما أنها تموج بكثير من الإرهاصات الداخلية، ولقد أجمع الكثير من المختصين والمفكرين على أن الثقافة تمثل القوة المشتركة التي تقلل الفجوات وتعزز احترام المجتمعات بعضها لبعض، وهي المعنية بسلوك وفكر وروح المجتمعات. وعن دعم الجامعة العربية للمشاريع المقدمة، ذكر الدويش، أن الدعم مستمر وبما ينسجم مع رؤية القادة العرب للعلاقات بين الطرفين. ومن جهتها، أوضحت مديرة المعهد العربي للترجمة بالجزائر والتابع للجامعة العربية الدكتورة إنعام بيوت، أن المعهد قدم مشروعا للتعريف بالإسلام، مضيفة أن المعهد يمنح درجة الماجستير في الترجمة ويعمل على تحسين صورة الشخصية العربية الإسلامية لدى الآخر، لا سيما مع التشويه الذي يمارس ضد العرب والمسلمين، والهجمات الموجهة للنيل من الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالت: أمام شراسة هذه الهجمات، أخذنا على عاتقنا في المعهد مسؤولية الرد ولكن بصورة حضارية، فنحن نرتكز على القرآن الكريم الذي أسس فكرنا لقرون، وعلينا أن ندافع عنه ونظهر القيم الإنسانية التي جاء ليرسخها في حياة البشر. وأضافت: اخترنا عشر قيم من القيم الإنسانية في القرآن، وقدمنا كل قيمة من خلال ترجمة ثلاثة آيات مرتبطة بها، إلى خمس لغات أوروبية هي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية والإيطالية، وحاز هذا العمل على إعجاب المسؤولين في اليونسكو، لكننا في حاجة إلى المساعدة، لنحقق بقية طموحاتنا لا سيما أننا نحضر لمشروع آخر اسميناه (رحيق الآنداء) مستوحى من الأحاديث الشريفة. ومن جانبها، رأت وكيل أول وزارة الثقافة في مصر كميليا صبحي، أن ورش التدريب تمثل أهمية كبيرة في تعزيز عملية التبادل الثقافي، وتوطيد العلاقات بين المتخصصين الفنين والمهنيين، وطالبت بعقد ورش في مجالات ترميم الآثار والمخطوطات والوثائق للكشف عن التاريخ المشترك للطرفين، لا سيما في ضوء قدم الوجود العربي في دول أمريكا الجنوبية، مضيفة أن الورش ستميط اللثام عن المخطوطات وتعيد قراءة التاريخ المشترك، مقترحة إنتاج فيلم وثائقي مشترك عن تاريخ العلاقات بين دول العالم العربي وأمريكا الجنوبية، ومعتبرة أن الثقافة تعد من أهم أدوات الربط بين الشعوب وفي وسعها أن تصلح ما أفسدته السياسة في التفرقة بين الشعوب.
مشاركة :