كل فتاة تحلم بتكوين أسرة مستقرة وتنجب الكثير من الأطفال، لكن الكثير من الزوجات لا تدركن حجم نعمة أن يولد أطفالهن أصحاء. آية أسعد خريجة فنون تطبيقية وأم لطفلين (حور وأدم) مصابين بحساسية من جميع منتجات الألبان وحساسية القمح، اسمها العلمي «Cow Milk protein allergy»، الأمر الذي دفعها للبحث عن بدائل لتلبية احتياجات أطفالها من الحلوى بعمل مثيلتها الخاصة بمرضى الحساسية بدون استخدام منتجات الألبان أو القمح، ومنه بدأت مشروعها الأكبر من خلال صفحتها على الفيسبوك، بالتسويق لعمل منتجات صحية تناسب مرضى الحساسية بشكل عام لا أولادها فقط. «فضلنا شهور دايخين على دكتور يشرح لنا سبب الأعراض اللي عند أدم لأنهم كانوا فاكرينها نزلة معوية، وماحدش عرف إلا دكتور واحد بس ربنا يكرمه شك في حساسية الألبان، وطلب إننا نعمل تحاليل وفعلًا طلعت زي ما قال، وبعد كده اكتشفنا أن نفس المرض موجود عند حور وعندي بدرجة أخف لأني كنت بدأت أدخل الزبادي في أكل حور من وهي عمرها 4 أشهر، وكانت بتظهر الأعراض على خفيف بس ماكنتش بربطها باللبن وبفتكره برد». الأمومة من أجمل وأنبل المشاعر التي قد يشعر بها إنسان، وقد تدفع الأم أن تضحي بحياتها من أجل إنقاذهم وإسعادهم، لكن حتى ذلك لم تستطع «آية» فعله في البداية بعد استمرار أعراض القيء والإسهال والطفح الجلدي وحساسية الأنف على ابنتها التي لم تبلغ عامها الأول، وزرقان ابنها الرضيع «آدم» مع أول محاولة لإرضاعه اللبن حتى ظنوا أنهم سيفقدونه، حتى توصلوا أخيرًا لتشخيص حالتهما. وبعد فترة بسيطة مع تجنب المنتجات التي تؤدي لأعراض جانبية مختلفة مثل القيء والإسهال والطفح الجلدي، بدأت تتحسن حالة الأطفال ولكن ظلت مشكلة أنه لا توجد أي منتجات جاهزة أو مصنوعة مثل الكيك أو البسكويت دون قمح أو لبن أو زبد. «رحنا في مرة نتغدا بره البيت فطلبت أني اسأل الشيف إذا كان الصوص الأبيض اللي بيتعمل بيه المكرونة بلبن صويا ولا بلبن بقري، فقال لي أنه ممكن يعمله بلبن صويا، والمفاجأة أنه عمل الصوص بلبن عادي وتعبت منه». تروي «آية» معاناتها مثلها مثل أمهات كثيرات لا يجدن سبيلا للحفاظ على صحتهم وصحة أبنائهن سوى بعمل منتجات خاصة في المنزل، لذلك قررت أن تبحث عن بدائل للقمح مثل دقيق الذرة، وبدائل للبن مثل لبن جوز الهند أو اللوز، وبدأت تصنيع حلويات لأطفالها تمدهم بالفيتامينات التي يحتاجونها في مثل هذا العمر، ثم بدأت البحث عن وصفات بديلة للحلويات العادية مع نشرها على صفحتها على فيسبوك. تطور الأمر تدريجيا لتنتشر وصفاتها بين أصدقائها وجمهور لديه نفس المشاكل التي لديها مع أبنائها، وزاد من شعبيتها وساعد على انتشارها، نشرها للوصفات البسيطة المختلفة كبديل للحلوى والشكوكولاتة المُصنعة مثل مكعبات الحبوب، أو دوائر التمر بالمكسرات. «آية» لم تكتف بذلك فقط فهي تسعى الآن لنشر ثقافة الاهتمام بمرضى الحساسية، خاصة أن هذا المرض غير معروف بداخل مصر كما هو متعارف عليه خارجها، حيث يدونون على كل منتج محتوياته وإذا كان بداخله قمح أو دقيق ذرة أو لبن لوز أو بقري حرصًا على صحة الآخرين، كما لا يوجد اهتمام من جانب القائمين على الصناعة أو حتى تفهم من الطباخين والقائمين على المطاعم الذين لا يقدرون خطورة تناول أطفال حساسية القمح لمنتجات الألبان أو القمح، ولا يخصصون وجبات خاصة بهم.
مشاركة :