وصف الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف الزياني دول مجلس التعاون بانها حديقة وسط منطقة حرائق، مشددا على ان العقل الجمعي الخليجي مدرك للتحديات التي تواجه المجتمعات سواء في المحيط العربي والخليجي أو على مستوى العالم، من هنا تحرص دول المجلس على بناء الفكر وتعزيز الاتصال مع المواطنين من أجل تحصين البيئة الداخلية. وأكد الزياني أن دول مجلس التعاون حققت أهداف الألفية قبل موعدها واليوم تسعى إلى تحقيق الأهداف الأممية وسط أجواء مشحونة بالعنف والتطرف، وذلك من خلال إيصال رسائل إيجابية إلى الشباب وتعزيز الثقة بينها وبينهم، وقد تمكن المجلس من الاجتماع بـ24 ألف مواطن خليجي لبناء حوار جاد ومسؤول وتمتين الاتصال المباشر الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف المشتركة. وأشاد الزياني بالنهضة الثقافية والعمرانية التي تنجزها إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مهنئاً بتدشين المركز الدولي للاتصال الحكومي الذي تم إطلاقه مؤخرًا والدور الحيوي لهذه الخطوة في تعزيز الاتصال الحكومي. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات اليوم الأول من الدورة السادسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي المنعقد في مركز إكسبو الشارقة يومي 22 و23 من مارس الجاري، حيث بدات بجلسة بعنوان «الاتصال من أجل التنمية والشراكة المجتمعية». شارك في الجلسة كل من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني، ووزيرة تنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة نجلاء بنت محمد العور، والناشط في مجال حقوق الأطفال والحائز على جائزة نوبل للسلام ايلاش ساتيارثي، ومديرة مركز الشارقة لريادة الاعمال «شراع» نجلاء المدفع. وأدار الجلسة الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية د. سلطان النعيمي. وقال إن التنمية المستدامة التي تعمل على تحقيقها دول العالم تشكل ركيزة أساسية في عمل مجلس التعاون لدول الخليج الذي حقق إنجازات كثيرة في هذا الإطار، وهو مستمر في جهوده لتحقيق الشراكة المتكاملة بين دول المجلس خاصة في مجال إنجاز السوق الخليجية المشتركة التي تدأب على تحقيقها الهيئة الاقتصادية العليا. أما عن دور الاتصال الحكومي في تحقيق التنمية، فقال الدكتور الزياني إن المعرفة هي الأساس في تحقيق الاتصال والتواصل بين الحكومات والمواطنين، ويتعين على القادة الذين يعملون من أجل تحقيق الازدهار أن يدركوا بأن المواطن هو الوسيلة والغاية من الاتصال. ومن جانبه أكد عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة د. الشيخ سلطان بن محمد القاسمي أن الشارقة تراهن على بناء وتنمية الانسان منذ 32 عامًا، حيث بدات جهود التنمية في بناء وتربية الطفل فقد تم الحاقهم بمراكز علمية وثقافية حيوية وتضم كل ما يسعد الطفل ويرتقي به، مشيرًا الى انه تم انشاء مراكز الناشئة بهدف التثقيف والتعليم والبحث العلمي. وتابع: ومنذ عام 1997، اي قبل 20 عامًا، بدأت الشارقة برنامج «برلمان الاطفال» وذلك لكي يعتادوا على المناقشة والحوار والبحث في الشؤون، كاشفًا عن قيام سموه بعمل وقف في احد البنوك من اجل التنمية البشرية. كما كشف ايضا عن أن حكومة الشارقة تنفق 400 مليون درهم على البحث العلمي بما يعادل 120 مليون دولار سنويًا، حيث تقدم 1200 منحة سنوية، كما تستقبل المدينة الجامعية نحو 5500 طالب سنويًا وأن هناك 350 باحثًا في الماجستير و120 في درجة الدكتوراه. ومن جانبها، أكدت وزيرة تنمية المجتمع نجلاء بنت محمد العور أن كل المبادرات التي تطلقها حكومة الإمارات هي نتاج للاتصال الفعال مع كافة فئات المجتمع وعبر مختلف القنوات التقليدية والجديدة. وقالت: «نحن في وزارة تنمية المجتمع نحرص على تنظيم زيارات ميدانية وإقامة المجالس واستخدام كل قنوات التواصل العصرية والتطبيقات الذكية من أجل إبقاء الاتصال مفتوحاً بيننا وبين المجتمع». وأعلنت عن إطلاق مبادرة الحوار المجتمعي والتي تركز على الاتصال مع كل فئات المجتمع لمعرفة تطلعاتها وطموحاتها والمستقبل الذي تتمناه لوطنها من أجل العمل معاً على صياغة السياسات المستقبلية. كما كشفت العور عن إنشاء مجلس خاص لتنمية المجتمع بالتعاون مع وزارة الشباب في الإمارات إضافة إلى مبادرة لتحويل المدارس في الدولة إلى مدارس مجتمعية بحيث يتوسع دور المدرسة من مجرد مكان يتلقى فيها الطلاب العلوم والمعرفة إلى ملتقى يجمعهم على أنشطة وفعاليات يتطوع إليها أولياء الأمور؛ ليشكلوا معاً مجتمعاً رديفاً للمجتمع الأكبر ويساهموا في مسيرة التطوير والتنمية. أما نجلاء المدفع، مديرة مركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع»، فشددت على دور الاتصال الحكومي في فتح قنوات التعاون مع المجتمع وتحديداً الشباب، خاصة وأن 60% من المجتمع العربي هم دون 30 عاماً من العمر. واعتبرت المدفع أن وعي الحكومات بضرورة الإصغاء إلى الشباب وإتاحة المجال لهم للتعبير عن طموحاتهم ومناقشة سبل تحقيقها يسهل آليات وضع الخطط والاستراتيجيات التي تثمر تنمية وازدهاراً اجتماعياً واقتصادياً. وانطلاقاً من تجربة «شراع» لريادة الأعمال، أشارت المدفع إلى أهمية الاستمرار في التواصل مع الطلاب الذين يمثلون المستقبل، وضرورة تعزيز الروح الإيجابية لديهم وتحفيزهم على العطاء والابتكار وتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس واختيار المهنة التي تناسبهم من أجل ضمان تنمية مجتمعية مستدامة وتحقيق الشراكة الحقيقية لبناء الوطن. من جهته، أشار الناشط في مجال حقوق الأطفال والحائز على جائزة نوبل للسلام ايلاش ساتيارثي إلى المخرجات الايجابية التي انبثقت من مسيرة التنمية في إمارة الشارقة داعياً إلى الاقتداء بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء التواصل الإيجابي بين الحكومة والمجتمع وتحقيق الإنجازات في مجالات التنمية.
مشاركة :