تطرقت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى استئناف مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية يوم 23 من الشهر الجاري؛ مشيرة إلى أن الجولة السابقة لم تتمخض عن شيء. جاء في مقال الصحيفة: تبدأ يوم 23 مارس/آذار الجاري الجولة الخامسة لمفاوضات جنيف بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة. وكانت الجولة الرابعة قد انتهت من دون تحقيق أي تقدم ملموس، لعجز مجموعات المعارضة عن تشكيل وفد موحد إلى المفاوضات، ولأن الدعوات إلى حوار مباشر من دون وسطاء لم تلق آذانا صاغية. هذا الأمر يكوِّن انطباعا بعدم وجود رغبة لدى الأطراف المعنية بالاتفاق، وبأن الاتفاق ليس من مصلحة اللاعبين الخارجيين. لماذا تتعقد الأزمة السورية أكثر فأكثر مع مضي الوقت؟ الجواب على هذا السؤال جاء على لسان الباحث العلمي الأقدم في مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع لمعهد الاستشراق لدى الأكاديمية الروسية للعلوم بوريس دولغوف. Sputnik Владимир Трефилов بوريس دولغوف يقول دولغوف: إن مفاوضات جنيف هي إحدى مراحل تسوية النزاع السوري. لذلك ليس هناك ما يشير إلى أن الجولة الخامسة سوف تتمخض عن نتائج جذرية. هناك مشكلات عديدة، في مقدمتها عدم وحدة المعارضة السياسية، حيث يتمسك ممثلوها بوجهات نظر مختلفة بشأن تسوية الأزمة. أي أن الجولة الجديدة ستُجرى عبر الوسيط الأممي. كما أن هناك مشكلات مع المعارضة المسلحة، التي يجب أن تشارك في هذه المفاوضات، لكن ذلك لم يحصل. وحول هدف زيارة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا إلى موسكو يوم 22 من الشهر الجاري ولقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف، رغم أن روسيا ليست طرفا مباشرا في مفاوضات جنيف، قال دولغوف إن روسيا تشارك في تسوية الأزمة السورية. فطائرات القوة الجو-فضائية الروسية تساند نظام بشار الأسد وتدعمه. كما أنها تبذل جهدا دبلوماسيا، وهي نظمت مفاوضات أستانا. لذلك، فإن لقاء الوزير لافروف ودي ميستورا هو أحد الجوانب التي تُدني أجل إحلال السلام في سوريا. Sputnik Эдуард Песов لقاء لافروف ودي ميستورا في موسكو أما بشأن تركيا وعلاقتها بمفاوضات جنيف، فقال الخبير إن تركيا هي لاعب مهم أيضا في النزاع السوري. لأن لها مصالحها وتعمل من أجلها. كما أن لها تأثيرا في بعض مجموعات المعارضة المسلحة، التي تعدُّها معتدلة مثل "جيش سوريا الحر". وهل يمكن التوصل إلى اتفاق سلام قبل أن تميل كفة ميزان المعركة إلى مصلحة طرف ما؟ - في الواقع من الصعوبة التوصل إلى تنازلات من جانب جميع الأطراف. هناك حاليا في سوريا حكومة شرعية منتخبة، وأُقر دستور جديد للبلاد، وأصبح الحزب الحاكم سابقا أحد الأحزاب السياسية في الوقت الراهن. بمعنى آخر هناك مؤسسات سياسية، التي على أساسها يمكن اتخاذ المزيد من الإجراءات الديمقراطية. ولكن القوى السياسية الخارجية تسعى للحصول على السلطة، مثل الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من المملكة السعودية. وهذه المجموعات لا تملك أي دعم ومساندة داخل سوريا. وزعماء هذه المجموعات يقيمون منذ زمن بعيد في الخارج، حتى أن بعضهم يقيم هناك منذ أكثر من عشر سنوات. لذلك، فإن أفضل تسوية للنزاع هو تحول المجموعات المسلحة إلى أحزاب سياسية. لكن هذا لا يتوقف على سوريا فقط، بل وعلى اللاعبين الخارجيين مثل تركيا التي تدعم "جيش سوريا الحر". وعموما، وعلى الرغم من دور اللاعبين الخارجيين في الأزمة السورية، فإن الأزمة يجب أن تُحل فقط من قبل الشعب السوري نفسه، وعلى اللاعبين الخارجيين مساعدته في ذلك. بيد أنهم مع الأسف يسعون لتحقيق مصالحهم حاليا.
مشاركة :