أقام نادي الأحساء الأدبي يوم أمس الأربعاء محاضرة حملت عنوان مسارات الاستشراق من الالتفات إلى الالتفات، أدارها رئيس قسم علوم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الملك فيصل د. فهد الخريف، وحاضر بها وزير الشئون الاجتماعية والعمل سابقًا الدكتور علي بن إبراهيم النملة، حيث جعل محاضرات على ست محاور أساسية في الحديث عن الاستشراق، وقد بدأ حديثه في تعريف المصطلح (الاستشراق، المستشرقون، والاستعراب والمستعربون) وما الفروقات بينهم، كما تحدث عن المدارس الاستشراقية والفروقات بينهم من خلال المناهج وطرائق العمل بين كل مدرسة ومدرسة استشراقية، فالمدرسة الألمانية تختلف عن الفرنسية عن الإنجليزية وعن الروسية والأمريكية، كما تحدث عن دور كل مدرسة وما أحدثته من حراك في العالم العربي والعالم الإسلامي، كما ذكر النملة أن المستشرقين حينما يتحدثون عن الآداب العربية فإنهم لا يعنون الأدب العربي فقط بل يعنون كل العلوم التي ظهرت على إيدي المسلمين. كما نوه النملة إلى أن دور المستشرقين لم يكن فقط سلبيًا بل كان إيجابيًا من نواحي عديدة حيث كان بعض المستشرقين منصفين في حديثهم عن الإسلام وعن المشرق، وإن كان عملهم لا يخلوا من عيوب في الأساس. كذلك تحدث عن الرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية ذاكرًا أنهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: جغرافيون، ومستشرقون، وجواسيس. وعن دائرة المعارف الإسلامية فقد ذكر أنها أحدثت حراكًا قويًا في العالم الإسلامي حيث إن مقالة في الدائرة وعلى سبيل المثال مقالة الزكاة جعلت كثير من علماء المسلمين يضع مؤلفات ومصنفات كاملة عن الزكاة ودورها في بناء المجتمع الإسلامي . كذلك ذكر النملة أن دائرة المعارف الإسلامية مرت على ثلاث مراحل الأولى في طبعتها الأولى حيث كتبها المستشرقون وفي طريقة تهاجم الإسلام وفي الثانية حينما استشير بعض الكتاب المسلمون، وفي المرحلة الثالثة حينما طلب من الكتاب المسلمون كتابة كثير من فقرات الموسوعة. وفي ختام المحاضرة سلم رئيس مجلس النادي سعادة أ.د. ظافر بن عبد الله الشهري درع النادي التذكاري لضيف النادي شاكرًا له على هذا الإبحار في أعماق بحر الاستشراق والمستشرقين
مشاركة :