لندن - رويترز - يبدو أن حظر الأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوترات المحمولة واللوحية، على متن الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة انطلاقاً من بعض المدن، سيوجه ضربة لشركات الطيران الخليجية الكبيرة السريعة النمو التي تعتمد على توقف مسافري درجة رجال الأعمال في مدن مثل دبي والدوحة في الطريق إلى وجهات بعيدة.وتسري القيود الأميركية على الرحلات المنطلقة من 10 مطارات في بلدان من بينها الإمارات وقطر وتركيا ما يعني أنها ستؤثر على ناقلات عالمية رئيسية مثل «طيران الإمارات» والخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية التركية، لكن ليس على شركات الطيران التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، إذ لا يسير أي منها رحلات من تلك المطارات.وكانت الولايات المتحدة أعلنت الثلاثاء الماضي عن إجراءاتها الجديدة تجاه المسافرين القادمين من الشرق الأوسط، تحت ذريعة أن جماعات مسلحة ترغب في تهريب المتفجرات داخل أجهزة إلكترونية.كما اتخذت بريطانيا إجراءات مشابهة، لكنها لا تشمل الإمارات وقطر، بل ستؤثر على الخطوط التركية وعلى ناقلات مقرها بريطانيا مثل الخطوط الجوية البريطانية و«إيزي جت» و«مونارك».وتضر القيود شركات الطيران الخليجية على نحو خاص، لأن جزءاً كبيراً من إيراداتها مصدره المسافرون الذين يغيرون الطائرات في مراكز عمليات تلك الشركات، وأمامهم خيارات أخرى لتفادي المطارات المشمولة بالإجراءات الجديدة.وتقاوم شركات الطيران الخليجية ضغوطاً من منافساتها الأميركية الكبرى التي تتهمها بتلقي «دعم غير عادل»، وهو ما تنفيه الناقلات الخليجية.من جانبه، تساءل رئيس «طيران الإمارات»، أكبر ناقلة للرحلات الطويلة المدى في العالم، تيم كلارك عن مبرر إدراج مركز عمليات الشركة على القائمة، قائلاً «التلميح إلى أن دبي لا تملك قدرات مساوية أو أفضل من الأوروبيين والأميركيين والآسيويين على صعيد التفتيش والمنع والمراقبة يبعث على الدهشة».وأشار كلارك إلى أن «هذا الإجراء الأمني الجديد معيق وينطوي على تحديات تشغيلية من عدة أوجه، لكنني متفائل بأننا سنتجاوز ذلك».وقال إن «شركة الطيران تبحث ما إذا كان بوسع المسافرين تسليم أجهزتهم قبل ركوب الطائرة مباشرة، بحيث يستطيعون استخدامها لأطول فترة ممكنة».وقد يرفض مسافرو درجة رجال الأعمال، الذين يدفعون أسعارا مرتفعة مقابل مزايا، فكرة تخزين أجهزة الكمبيوتر المحمول مع الأمتعة خلال الرحلات الطويلة.وبحسب رابطة رحلات رجال الأعمال العالمية، التي تتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقراً لها، فإن نحو 49 في المئة من مسافري تلك الفئة يفضلون البقاء على اتصال وإنجاز الأعمال أثناء الرحلات.وأضافت الرابطة أن «شركات عدة تنصح موظفيها المسافرين على درجة رجال الأعمال بالاحتفاظ بأجهزتهم على مقربة منهم لأنها قد تحوي معلومات حساسة».في المقابل، قد تصب هذه القيود في مصلحة شركات آسيوية وأوروبية منافسة لـ «الخليجية»، فبعد يوم من فرض القيود الجديدة تحاول بعض شركات الطيران اقتناص المسافرين بالمباهاة بأن القواعد الجديدة لا تشملها.وقالت الخطوط الجوية الدولية الباكستانية «هل تعرف؟ بمقدورك حمل الكمبيوتر المحمول والأجهزة اللوحية على متن رحلات الخطوط الدولية الباكستانية المتجهة إلى الولايات المتحدة، لا تُعطل أعمالك وأنت على متن الطائرة».
مشاركة :