إلى طارق الخليفي... مع التحية - رياضة محلية

  • 3/24/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

في خطوة متأخرة جدا، صحح جهاز كرة القدم في نادي القادسية عشوائية اتخاذ القرارات في الجهاز الفني، حيث تم تعيين الشاب طارق الخليفي مساعدا للمدرب الكرواتي داليبور ستاركيفيتش، ليكون عينه الأخرى في اتخاذ القرارات التكتيكية والفنية.وعلى الرغم من تأخر هذه الخطوة إلا أن الجهاز الإداري بقيادة سعود بوحمد حسم أمره في هذا الاتجاه.ومما لا شك فيه أن أي مستجد يطرأ على الفريق ينعكس بشكل إيجابي عليه خاصة من الناحيتين المعنوية والنفسية، إذ يتملك اللاعبين شعو بأن هناك اهتماما من الإدارة يدفعهم الى تقديم الأفضل، غير أن الأهم من ذلك يتمثل في أن ثمة تغييرا فنيا أوجده ذلك المستجد، بمعنى أن قدوم الثنائي طارق الخليفي وأحمد البلوشي يستوجب ترميم هيكل الفريق التكتيكي والذي بدا مهترئا في غالبية مباريات الموسم، حتى في تلك التي انتصر فيها.الفوز لا يعني بالضرورة غياب الأخطاء الفردية من اللاعبين، كما ان الانتصار لا يمكن أن يخفي الخلل في المنظومة الدفاعية، فضلا عن التركيبة الهجومية. فالقادسية هذا الموسم كان مهدداً بسبب هذه الجزئيات للخسارة من أي فريق.بدت لمسات الخليفي واضحة خاصة على الرسم التكتيكي الذي تغير بعد اصرار داليبور على اللعب إما بمهاجم واحد أو برسم 4-3-3.رأينا «الأصفر» يلعب برسم 4-4-2 وبثنائي هجومي وذلك منذ المباراة الأولى للفريق عقب وصول الخليفي.كما أن من أهم لمسات المساعد الشاب منح محمد خليل فرصة لإظهار امكاناته في خط الوسط.لقد أثبت خليل نفسه في أهم المواجهات أمام العربي، وهو ما ساهم فيه الخليفي تحديداً من الناحية الإيجابية، ويتبقى عليه أن يضع يد المعالجة على حالة اعتلال المنظومة الدفاعية والتركيبة الهجومية.اعتلال «الأصفر»لا بد أن يستغل الجهاز الفني حالة توقف «دوري فيفا»، ويجب على الخليفي أن يتناقش مع ستاركيفيتش في أكثر من حالة ظهر فيها خط الدفاع بعيدا جدا عن خط الوسط، في مساحة تفتح المجال امام الخصم لتسلم الكرة ومواجهة قلبي الدفاع مباشرةً.وظهرت أيضاً أكثر من حالة تشتت ذهني في رباعي خط الظهر خاصة في عملية كشف التسلل والتعامل مع اللاعب القادم من دون كرة.من الواضح أن هذه الأخطاء جاءت نتيجة عدم وعي، حيث كان يتوجب على ستاركيفيتش شرح تلك الوضعيات للاعبين من خلال لقطات الفيديو وتداركها أثناء التمارين، خاصة تلك التي تتعلق بالمساحة ما بين خطي الدفاع والوسط.وعلى منحى التركيبة الهجومية، عجز المدرب الكرواتي في أن يجد آلية ثابتة لبناء الهجمات بعد رحيل فهد الأنصاري. ففي كل مباراة يجتهد اللاعبون في أسلوب مختلف، وهذا ما جعل الفريق يلعب من دون هوية تكتيكية. اصرار داليبور على اشراك رضا هاني في عملية التحضير يعتبر نقصا في فهم إمكانات هذا النجم، فهو لاعب ارتكاز تقليدي مختلف جدا عن الأنصاري، لذلك من السذاجة أن يُطلب منه التحرك الى الامام بعد كل تمريرة، وهنا لا بد على الخليفي من أن يتنبّه الى تلك الجزئية.ليس من الضروري أن تتم عملية البناء من عمق الملعب. حتى برشلونة الاسباني، في حال غياب سيرجيو بوسكيتس، يعتمد في عملية الخروج بالكرة من الأطراف، ومن ثم يتم تفعيل الآلية الهجومية.وإذا ما أسقطنا تلك الوضعية على القادسية، يصبح من الأولى أن يضع الجهاز الفني الجديد رؤيته في تركيبة هجومية يستغل فيها إمكانات عبدالعزيز المشعان ومحمد الفهد في اللعب المباشر وإمكانات صالح الشيخ ومحمد خليل وأحد الظهيرين في الاستحواذ الجزئي.وبعد أن يتم الاستحواذ الجزئي، لا بد من اتخاذ الاسلوب المباشر وتسريع إيقاع اللعب. فكرة القدم ليست استحواذا كاملا ولا ارتدادا كاملا، بل هي أفكار يقدمها الجهاز الفني وفقا لإمكانات وخصائص عناصر الفريق، غير أن داليبور يعيش أسيرا للحظات الاستحواذ الكامل الذي جاء بعناصر مختلفة في الموسم الماضي عندما كان يمتلك الغيني سيدوبا سامواه وسلطان العنزي وأحمد الظفيري والأهم فهد الأنصاري، لذلك فإن الخليفي يخصع حالياً لاختبار حقيقي يستوجب منه تصحيح المسار الفني... وليس المعنوي فقط.

مشاركة :