أبوظبي: نجاة الفارس نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، بمقره في المسرح الوطني أمس الأول، احتفالية بمناسبتي يوم الأم واليوم العالمي للشعر، بمشاركة عدد من الشعراء، وبحضور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وسالم بوجمهور مدير فرع الاتحاد في أبوظبي، والروائي علي أبو الريش، ومجموعة من الأدباء والكتاب وجمهور الشعر. في مستهل الأمسية وجه حبيب الصايغ رسالة إلى الشعراء العرب، في مناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي صادف يوم الثلاثاء الماضي، بعنوان «الأمل هو الغرض الشعري المناسب لهذا العصر» يقول فيها: «يوم الشعر والشعراء، عيدكم الذي يعود في كل عام، فيشهد على وجودكم في الوجود، وحضوركم في الحياة، في ذواتكم وذوات الآخرين، فمنْ يلتقط فاكهة المعنى؟ من يلتقط المعنى في ذروته، وفي أوج نضجه واستوائه؟.. بل من يلتقط المعنى في تلقائيته وجبروته الأول؟ من يلتقط المعنى وهو نيء، المعنى العضوي إذا شئتم، من غير مواد دخيلة أو حافظة؟ ليست إلا قدرة الشاعر العربي على الابتكار والمبادرة، والذهاب أبعد في الطريق، والإصرار المطلق، هذا منتصف درب شاهق يتحقق كلما حضر مريدوه، وسيّجوا قلوبهم به، وأرادوه لهم وطناً. وتابع الصايغ: الأمل هو الغرض الشعري المناسب لهذا العصر، فمن يجرؤ، أيها الشعراء على كتابة الأمل، الآن، وفي السنة المقبلة، والعقد المقبل، والقرن المقبل؟ من يجرؤ على مغادرة حركته الأولى، ليدخل في حركة الماء والهواء، ناسجاً معانيه الجديدة من المعاناة في المطلق، ومتحولاً بأفكاره إلى فصل واعد حيناً، وغيمة مكتظة برسائل المطر، وفكرة من الصداقة والصدق؟. وشدد الصايغ في كلمته على ضرورة أن يركز الشعراء في قصائدهم على الأمل، وقصيدة الأمل، هذه رسالة يومكم أيها الشعراء، وهذه رسالة أعماركم، فلنؤسس معاً، وكلٌّ على حدة، منذ الآن، ذاكرتنا.وتساءل الصايغ: فمن يكتب الفرح؟ أبعد من الكوميديا والسخرية وإطلاق النكات، أبعد من رص المترادفات السعيدة، أبعد من سوق المتناقضات إلى درجة المفارقة، أبعد من الغناء العذب بحناجر مجبولة بالعذوبة. الفرح أبعد، وكتابته أبعد أبعد أبعد، فمن يكتب الفرح والفرح بعيد؟ القصيدة ابنة مزاج الأمل، وشاعر الأمل سليل كتابات متعددة: الشمس أول الصحو، الليل أول الليل ومنتصفه ومنتهاه، النهار خصوصاً حين يلتقي العشاق عند تخوم اللهفة، الغصن إذ يتبرعم، الزهرة إذ تنبئ عن أسرارها ذات نوبة جنون، أسراب الطيور إذ تملأ الأفق، مرتفعة أكثر من ذي قبل، للمرة الأولى في حياتها، بفعل ما اكتسبته من قدرة جديدة على التحليق والطيران. وشارك الشاعر أنور الخطيب بقصيدة» أمي «فيها يقول: أحبكِ / قدرَ ما ملكت يمينُ الريحِ / يا أمي / وأشتاق / لدمعةِ صوتكِ الفضيّ / مرتجفاً / متى تأتي! / فقد جفتْ / لجرحِ غيابكِ الأحداق / أحبكِ / كلما همّ الفؤادُ بنطقِها / بكتْ طيورُ البيتِ / وضاقتْ / بالهوى الآفاق / لكن «أحبكِ» / سحرُها يُحيِي العظامَ / ودفؤُها رتّاق. وأنشد الشاعر راشد علي البلوشي قصيدة «سبع دانات» باللهجة المحلية، يقول في مطلعها: يا الدانة الشامخة في سبع دانات يا ام الكرم والوفا وانتي المعاني يا الفايضة قد سبقتي بالمروءات يا غالية من تلبيها الأماني من جهته أهدى الشاعر طلال ديباجة قصيدة إلى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، جاء فيها سيفٌ لهُ في المكرماتِ قوافل سيفٌ بحدَّيه الرجالُ تناضل العدلُ من شيمائِهِ وتوجّسٌ للحقّ كيْ تبقى الحقوقُ فواصل ثم أنشد الشاعر كريم معتوق قصيدة للأم، يقول فيها:أوصى بكِ اللهُ ما أوصتْ بكِ الصحفُ والشعرُ يدنو بخوفٍ ثمَّ ينصرفُ ما قلتُ واللهِ يا أمّي بقافيةٍ إلا وكانَ مقاماً فوقَ ما أصفُ وقرأت الشاعرة لينة الوعري قصيدة أهدتها للأم تقول فيها:..ودَدْتُني /خفيفةً كربيع / كنايٍ تحدّى حزنَ أوتارِهِ / وغنّى للفرح/ كعِنادِ «لا» مُعتدّةٌ بأصالتِها / لكنّها / عيونُ الأرضِ / وكلّ المروج الخُضْرِ التي وَعَدَتْنيها / وكلّ الحبّ الذي اختبأ سنابلاً / قيدَ ارتواء / وأبناءٌ للربيعِ / سأخبزُ لهم خبزهم / من أجلِهم، / رتّبْتُ أوراقيَ / تريّثتُ / أغرقتُ تفاصيلَ أيامي /بماء الجنون. وشارك الشاعر إبراهيم قاسم عودي بقصيدة «دعاء» يخاطب فيها والدته قائلاً: لا زلتُ أذكر جيداً شفتيكِ هامستينِ مثلَ الليلِ في أذنِ السماءْ لا زلتُ أذكرُ جيداً يديكِ ترتفعانِ ترتعشانِ من عنفِ الدعاءْ تدعو لنا تتوسلُ الرحمنَ بالقرآنِ بمحمدٍ بالأنبياءْ وقرأ الشاعر قاسم محمد قصيدة قال فيها: يا درةَ البصر / يا لذةَ النظر/ يا نبضي / لكم ضمتني عيناك / واحتوتني يمناك / وكم أهديتِ القُبلَ من شهدِ شفتيكِ / لأرقدَ ملءَ أجفاني / وأرسم حلوَ أحلامي / ويوم أكونُ في نظرك / تضميني إلى صدرك / وأسمعُ صوتَ أنفاسك / وألتفّ على أغصانك / أعيش نشوة العمر. ثم شارك الشاعر مارين إبراهيم بقصيدة أهداها إلى وطنه سورية يقول في بدايتها: لأنكِ أنتِ الشام / ولوحةُ نبضِ الجبين/ أنتِ الجمال / منارةُ عشقِ السنين / لأنك شوقي وهمسي وأمسي وعشقُ الحنين / سأسجدُ فوقَ ثراكِ / فوقَ ربا الياسمين / سأركعُ حتَّى ثمالةِ شوقي يشاطرُها / وجدُ جرحِ الأنين. وقرأت الشاعرة نجاة الفارس قصيدة للأم ومنها أمي / يا زهرَ لوزٍ يموجُ / على تلالِ العمر / عيونُكِ فجرُ أيامي / ومنْ طهرِ كفيكِ / تولدُ ألفُ نجمة / ومن بسمةِ ثغرِك / تنبتُ سنابلُ الكون / يا نبعاً منْ عرشِ الرحمن / كم سابقتِ جودَ السحاب / بصبرٍ جميلٍ يهزّ الجبال. وأهدى الشاعر نعيم إبراهيم عيسى قصيدة إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، قصيدة من الشعر العمودي قال فيها: فقتِ النساءَ محبةً وودادا وغدوتِ للنهجِ القويمِ عمادا اللهُ فضّلكِ وكنتِ قمينةً في نيلِ مملكةِ النساءِ قيادا وشارك الشاعر علي مي بقصيدة غزلية جاء فيها:سبَيلكِ لا أريدُ لهُ سَبيلا ليبقى توتُ ثغركِ مُستحيلا لأسرجَ في احتمالكِ ألفَ مَعنى وأعدم في تفردكِ المَثيلا وقرأ الشاعر أحمد علواني قصيدة بعنوان «عفواً يا يوسف» قال فيها: عفواً يا يوسفُ / إنا أطعمْنا جوعَكَ / ليلَ الصحراء/ نسينا يعقوبَ / وما أوصانا / ونسينا أيامَ صبانا / كانَ البدرُ بقريتنا / لا زالَ صبياً / يلهو في أجرانِ القمحِ / كأحلامِ الطفلِ / بصدرِ الطفلِ / يا يوسفُ / أدموعُك في ظلّ البئرِ / جمراتٌ في أعينِنا؟
مشاركة :