بسام عبدالسلام (عدن) تواصل الإمارات العربية المتحدة جهودها الإنسانية في إنعاش الحياة بمدينة المخا الساحلية، غرب تعز، عبر جملة من المشاريع التنموية في عدد من القطاعات الخدمية والتي أسهمت في عودة النازحين إلى ديارهم وإنعاش المدينة من جديد بعد أن ظلت تحت الحصار على مدى عامين من قبل مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. وعملت الدولة عبر هيئة الهلال الأحمر على توازي عملية الإغاثة ودعم الجانب الأمني مع دفع عجلة التنمية للدوران وإعادة إعمار ما خلفته الحرب في القطاعات الخدمية الأساسية المرتبطة بحياة المواطنين إسهاما منها لترتيب الأوضاع لعودة الأسر النازحة التي بلغ عددهم قرابة 30 ألف نازح. وفور تحرير المدينة أواخر يناير الماضي أطلقت الهيئة حملة إنعاش عاجلة لتقديم الدعم والمساندة لأهالي المخا من خلال تسيير قوافل أغاثية حملت أكثر من 27 ألف سلة غذائية تم توزيعها بصورة عاجل في عدد من المناطق بالمدينة، إلى جانب تبني مشاريع عاجلة تضمنت ترميم وصيانة مستشفى المدينة الوحيدة ومبنى الأمومة والطفولة وتوفير كادر طبي متخصص إلى جانب تأهيل سكن خاصة للأطباء، إلى جانب تبني مشروع متكامل لإعادة تأهيل محطة المخا الكهربائية وترميم 5 مدارس تعليمية وحفر وإنشاء 15 بئر صالحة لمياه الشرب وإيصالها للمنازل عبر تأهيل الشبكة العامة. كما تبنت الهيئة إعادة أعمار 16 منزل تضررت بالحرب من أجل عودة الأسر إلى منازلهم واستئناف حياتهم بشكل طبيعي. وعبر عدد من العائدين إلى منازلهم عن سعادتهم وهم يشاهدون الأمن والاستقرار في مدينتهم المحررة من سيطرة المليشيات الانقلابية عقب عامين من الظلم والاضطهاد وتدمير البنية التحتية، وأشادوا بالجهود المقدمة من هيئة الهلال الأحمر كونها دافعا من أجل العودة لديارهم واستئناف حياتهم الطبيعية. وقال أحد سكان المدينة «الهلال الأحمر أول الجهات الإغاثية التي تلمست احتياجاتنا عقب التخلص من تلك المليشيات الإجرامية التي تدمر ولا تعمر»، مضيفا «تلقينا المساعدات ألإغاثية وعاد مستشفى المدينة للعمل من جديد وأيضا مشكلة المياه حلت وحاليا نشاهد ترميم المدارس وتأثيثها من أجل عودة الطلاب لصفوفهم». وأضاف «الإمارات ساهمت في عملية التحرير وحاليا تسهم في إعادة الأمل من خلال مشاريعها المتواصلة»، معبرا عن شكره وتقديره للجهود الحثيثة التي تبذل من أجل إيصال المساعدات المختلفة والنهوض بالمخا من جديد. وعملت الإمارات على تعزيز الأمن والاستقرار من خلال تبني ودعم عملية تأهيل وتدريب قوة أمنية من أبناء المدينة في أحد المعسكرات التابعة لقوات الشرعية للمساهمة في تأمين الاستقرار. وأفاد مسؤولون لـ»الاتحاد» أن قوات التحالف تشرف على تدريب وتأهيل قوة محلية للمشاركة في تنفيذ خطة شاملة لتأمين المدينة خلال الفترة القادمة، مضيفا أن تلك القوة سيتم تعزيزها بالإمكانيات المتاحة للقيام بواجبها بشكل متكامل. وأوضح منسق هيئة الهلال الأحمر أحمد فؤاد أن مشاريع تنموية متعددة تبنتها الإمارات لإعادة الحياة وتطبيع الأوضاع في عدة مجالات خدمية في المخا وعودة الأسر النازحة إلى المدينة، مشيرا إلى حملة إنعاش واسعة أطلقتها الهيئة ضمن استجابتها الإنسانية السريعة لتقديم العون والمساعدة لسكان المخا. وأشار إلى أن الهيئة سيرت أكثر من 5 دفعات مساعدات طبية إلى مستشفى المخا ووفرت 13 كادرا طبيا متخصصا في عدة مجالات من أجل إعادة تطبيع الأوضاع في القطاع الصحي في ظل تزايد حالات المرضى على هذا المرفق الطبي الوحيد في المدينة. وتبنت الهيئة تنفيذ مشروع متكامل لإعادة تأهيل محطة الكهرباء في المخا في فترة قياسية مدتها 50 يوما، وبطاقة توليدية تصل إلى 120 ميجاوات. ويشمل المشروع تأهيل المحطة وصيانتها وتوفير قطع الغيار وصيانة الشبكة وخطوط نقل الضغط العالي والمنخفض المرتبطة بعدد من المدن المحررة القريبة بما يسهم في إعادة النور إلى تلك المناطق المحرومة منذ قرابة عامين من خدمة الكهرباء. وأكد محافظ تعز علي المعمري، أن المشاريع التي دشنتها الهيئة تؤكد الحرص في تقديم المساعدة والعون المتبناة من قبل الإمارات لنصرة الشعب اليمني، مشيرا إلى أن هذه المشاريع ستعكس تحسنا ملحوظا في مستوى الخدمات الأساسية في المدينة. وعبر عن امتنانه وشكره للإمارات على تبني مشاريع خدمية وحيوية تسهم في خدمة المواطنين ورفع المعاناة التي عاشوها أثناء سيطرة المليشيات الانقلابية، مضيفا أن الإمارات لها بصماتها الواضحة في إعادة الحياة إلى طبيعتها في المدن المحررة.
مشاركة :