التهيئة النفسية الطريق إلى الحلم الكبير

  • 3/24/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شكلت مباراة المنتخب السعودي أمام تايلند في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم واحدة من أجمل مبارياته خلال هذه المرحلة إذ قدم أداء مميزا مقرونا بنتيجة جيدة وكان طيلة 90 دقيقة مزيجاً من المهارة والسرعة والجماعية والروح، وهو ما عزز من حظوظه في حجز مقعده إلى روسيا 2018. ورفع سقف طموحاته بالعودة من جديد للتواجد في المونديال بعدما وقف على رأس الهرم برصيد13 نقطة، وحاضراً بهيبته وشخصيته ونجومه ومدربه وتفوق بالفكر والمهارة والطموح. العودة من بانكوك بالنقاط الثلاث خطوة أكثر من جيدة وأعطت مكاسب عدة ومنها الجانب المعنوي والنفسي قبل موقعة العراق الثلاثاء المقبل على إستاد الملك عبدلله بجدة، والفوز يعني قطع أكثر من 80 % نحو تحقيق هدف التأهل. وجاءت النتيجة على حساب تايلند نتاج عمل جماعي من إدارة المنتخب السعودي بوقفه ومتابعة وصفت بالرائعة من عادل عزت ودعم اللاعبين وكان أول المغادرين مع البعثة، وجهاز فني ولاعبون كانوا عند مستوى الثقة، أضف إلى ذلك التحضير الجيد والتواجد باكرا في تايلند قبل أسبوع من المواجهة، ولا أنسى دور التهيئة النفسية والبدنية، والحالة الفنية والتي تعد المفتاح نحو تحقيق حلم العودة إلى المونديال بعد غيبه. المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك في كل لقاء وبالأرقام يثبت بأنه مدرب ذكي ورجل المرحلة من خلال تواصل النتائج الجيدة بالتصفيات التي وصلت إلى 11 انتصارا في 16 لقاء منذ توليه الدفة التدريبية ولم يخسر سوى لقاء اليابان، وساهم بارتفاع مستوى اغلب اللاعبين مع ثبات التشكيلة وتحسن المستوى من مباراة إلى أخرى وتبديلات ناجحة ومؤثرة تدل دلالة على اشارة واضحة للعمل الإيجابي لهذا الرجل الذي استطاع الاحتفاظ بالأوراق الرابحة البديلة للوقت المناسب وهذا ساعد على الانتصار السعودي، عندما زج بمحمد ال فتيل بديلا لسلمان الفرج، ودعم الهجوم بنايف هزازي وخروج صاحب الهدف الأول محمد السهلاوي وتنشيط الوسط بصاحب الهدف لثالث سلمان المؤشر بديلا من نواف العابد ليحقق ما عجز عنه الآخرون خصوصا في إعادة الانضباطية المفقودة منذ أعوام في اغلب مبارياته ومع أكثر من مدرب دعمه حسن الإدارة واختيار موفق للاعبين وقراءة جيدة للمباريات بفلسفة مدرب عالمي، بل انه وفق في تبديد مخاوف الشارع الرياضي قبل اللقاء من خلال وضع التكتيك والخطة المناسبة التي أنستنا غياب القائد أسامة هوساوي وحسن معاذ. أخيرا الحضور الجماهيري لدعم"الأخضر" أمام العراق بحد ذاته مطلب واهم العوامل التي سيتسلح بها المنتخب خلال المباراة وسيكون بحول الله عوناً للاعبين وسلاحاً في أيديهم، في مثل هذه المباريات التي لا تخضع للنواحي الفنية وحدها بل أن استثمار العوامل الأخرى كالأرض والجمهور أمر مهم جداً، وهو مصداق حقيقي لأهمية نظام الذهاب والإياب في مثل هذه المنافسات الصعبة.

مشاركة :