أرجو استنساخ أفكار المكتبات التجارية المحفزة على القراءة

  • 3/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في أطراف مجمع تجاري بداخل مجمع PLACE MONTRÉAL TRUST بإحدى المدن العالمية في شمال القارة الأميركية، لمحت مكتبة من سلسلة مكتبات Indigo الشهيرة، حدثت نفسي بأن أقضي بعض الوقت للاطلاع على آخر أخبار الكتب والإصدارات الثقافية ولو خلسة؛ لأن وقتي كان ضيقاً بسبب الارتباطات المتعددة. في البداية أسرعت الخُطى بين الأرفف لتسجل عيناي مختلف العناوين لآخر الإصدارات، والحقيقة لله در العقل البشرى وإبداعاته في إثراء مواضيع متعددة وأطروحات متنوعة. لم يصِبني الملل وإن كانت المكتبة متوسطة المساحة نوعاً ما، تعادل المساحة تقريباً مساحة أي مطعم من مطاعم سلسلة مطاعم Brassiere هنالك، أو بما يعادل مساحة حجم عدد اثنين من مطاعم المندي الشعبية. يسود المكتبة الهدوء شبه المطبق باستثناء صوت آلة الكاشير، وبعض أصوات الأطفال عند المدخل للمكتبة. إن أسلوب عرض الكتب والقرطاسية وطريقة توزيع المكتبة وحسن تنظيمها وتنوع العناوين للكتب فيها أغراني أكثر وأكثر في الانزلاق في التصفح لعالم الكتب والاندماج في عالم الفضول المعرفي، متغلغلاً أكثر عمقاً للمكتبة، وهذا استدعى مني أن أتجاوز الوقت عن الوقت المخصص سابقاً من بضع دقائق إلى ما يزيد على التسعين دقيقة. أخذت أقلب العناوين والفهارس لعدد من الكتب، فتلمست جودة الأعمال المنتجة وجمال التصاميم وحسن الطباعة، وهذا انعكاس تام لما يوليه أهل هذا الشأن بمنتجاتهم الفكرية والعلمية والثقافية لضمان التسويق وزيادة المبيعات والترغيب المعرفي ومحاكاة المنافسة مع الكتاب الإلكتروني، وامتد بي الإبحار في عمق المكتبة، فوجدت توزيع الكتب وتصنيفها وترتيب بعض الإصدارات بما يتناسب والسن العمرية للقارئ المستهدف لكل مجموعة من الكتب، والأمتع أن لكل فئة عمرية سواء الصغار جداً: baby & toddlers (0-2) , story times ( 3-5 ), activity books, Baby first library, Our favorites 3-5, Bargain books, Lego, Young readers ( 6-9 ), Teens, Adult, Fiction, Well- being, History , religion , Philosophy, Travel , Tourism, Health, Management, Business, Science, Sci- fiction, أعمال حرفية Electronic side .... etc. وتلاحظ تناثر عدد من الكمبيوترات المخصصة للبحث وتسهيل البحث عن الكتاب المقصود وإمكانية وجوده في المكتبة مع سعره ومعلومات عامة عن الكتاب المراد تعيينه مع اقتراح عناوين لكتب أخرى ذات علاقة بنفس العنوان، ويتم أيضاً رصد وجود مقاعد أحادية متناثرة تتيح للمرتاد أن يأخذ الكتاب ويتصفح فيه قبل الشراء. كل ما تم وصفه بعاليه هو فقط ما تمت معاينته في الدور الأول للمكتبة. أما الدور الأرضي عند دخول المكتبة فيلاحظ المستكشف أساليب الجذب الرائعة قد نصبت شباكها لفتح شهية القارئ أو محب القراءة فور دخوله إلى المكتبة، فيسجل الداخل فور دخوله وجود أرفف تضم: - آخر إصدارات عالم الكتب. - الكتب التي فازت بجوائز عالمية. - الكتب الأكثر مبيعاً. - كتب إصدارات محلية من المدينة ذاتها. - كتب تضم صوراً من تاريخ البلاد. ثم وجود درج متحرك صغير يتيح الفرصة للصعود للدور الأول، ثم وجود طاولة المحاسبين على يسارك والقرطاسية المتنوعة على يسارك، ثم تسجل وجود درج حلزوني عريض يربط الدور الأرضي بالعلوي، بعد تجاوز الدرج الحلزوني تشاهد أرفف كتب مخصصة للفلسفة والمدارس الفكرية وأشياء ذات علاقة. من الملاحظ أيضا وجود الكتب باللغتين الإنكليزية والفرنسية والطاغي هو الإنتاج الأنجلوساكسون. اللافت أن لبعض المؤلفات الموجهة للصغار جداً هو إصدار لكتاب مرموقين في الأدب الفرنسي والإنكليزي من المعاصرين، وهذا يعكس الجهود المبذولة لتجذير ثقافة القراءة في النشء الجديد. في الدور الأول كلما أوغلت وتعمقت في استكشافك تجد أشياء جاذبة، فوجدت كورنر مخصصاً لاحتساء القهوة لمن أعياهم التعب أو أراد أن يستريح برهة بعد التجول في عقول المؤلفين من خلال كتبهم، بالقرب من كورنر الكافيه لمحت عيناي وجود بيانو كبير من ماركة Yamaha وقد التصقت به فتاة وهي على وشك الانطلاق بعزف مجموعة من القطع الموسيقية التي ترسل موجات استرخاء لمن يستمع لها، وبعد السؤال، اكتشفت أن أي شخص لديه موهبة العزف يستطيع أن يمتطي كرسي العزف وعرض مواهبه الفنية في جو يمتاز بالبساطة. باختصار المكتبة تتطابق وشعار الأديب John Keats في مقولته الشهيرة، التي أنقلها هنا بتصرف "أعطني كتباً، فاكهة، وكوباً من القهوة، وأجواء جميلة وقليلاً من الموسيقى اللطيفة". من منبركم هذا "هافينغتون بوست عربي"؛ حيث الكتابات الرزينة، أُطلق دعوة لمن يهمهم الأمر الثقافي في دول الوطن العربي الكبير لإطلاق حملات هادفة لتجميل وتحبيب القراءة والمؤانسة بالكتب لأبناء الجيل الصاعد، حتى تزداد مساحة الوعي والثقافة، وبالنتيجة يشيع السلوك المهذب والحضاري المحمود، وتزيد مساحة الخطاب الهادف والحوارات المثمرة. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :