موسكو - ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن روسيا نفت الجمعة اتهاما أميركيا بأنها ربما تكون تمد مقاتلي حركة طالبان في أفغانستان بالسلاح ووصفته بأنه "كذبة" قائلة إن الاتهام محاولة من واشنطن للتغطية على فشل سياساتها هناك. وقال زامير كابولوف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص وقال كابولوف في تصريح صحفي "هذه تصريحات كاذبة تماما، ونحن قمنا بالرد عليها مرارا. علما بأنها لا تستحق أي رد، لأنها جملة من الافتراءات الهادفة إلى تبرير فشل الساسة والعسكريين الأميركيين في الحملة الأفغانية". وكان أكبر جنرال أميركي في أوروبا قد قال الخميس إنه شهد تنامي النفوذ الروسي على مقاتلي طالبان وأثار احتمال أن تكون موسكو تساعد في إمداد المتشددين الذين يتوسعون في جنوب أفغانستان. وقال الجنرال كيرتس سكاباروتي، وهو أيضاً القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، لجلسة استماع في مجلس الشيوخ "منذ فترة شهدت النفوذ الروسي وهو يتزايد من ناحية الارتباط وربما حتى الإمدادات لطالبان". وأعلنت الخارجية الروسية في وقت سابق أن اتصالات موسكو المحددة بممثلي طالبان تهدف إلى حماية أمن الموطنين الروس الموجودين في أفغانستان، وحث الحركة على الانضمام إلى المصالحة الوطنية في البلاد. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن كابل اعترفت بحركة طالبان شريكا متساويا في الحوار أثناء سلسلة لقاءات جرت بين مسؤولين أفغان وممثلي الحركة في قطر والصين والإمارات والنرويج وباكستان، عام 2015. في كانون الثاني يناير كشف باحث أميركي عن أن روسيا توطد علاقاتها مع حركة طالبان أفغانستان وتحض الدول على التعاون معها "في مخطط يهدف إلى إضعاف" حلف شمال الأطلسي (الناتو). قالت مجلة ناشونال إنترست الأميركية في نفس الشهر إن أفغانستان صارت ساحة جديدة ضمن ساحات المعارك الأميركية الروسية بعد سوريا وأوكرانيا، حيث عملت موسكو على إضعاف المصالح الأميركية ومشكلة عدة تحديات لم يتوقعها الأميركيون في تلك المنطقة. وتخوض قوات حلف شمال الأطلسي حربا في أفغانستان منذ غزوها بقيادة الولايات المتحدة أواخر عام 2001 بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر. ويوجد حوالي 13 ألف جندي معظمهم من الأميركيين في أفغانستان، في إطار مهمة "الدعم الحازم" لتدريب القوات المسلحة الأفغانية. ويقول الضباط الأميركيون بعد أكثر من خمسة عشر عاما من خوضهم الحرب هناك، بأن الأزمة الأفغانية في "مأزق"، بين استمرار طالبان في توسيع تأثيرها إقليمي وكفاح القوات الأفغانية من اجل تحقيق تقدم. واستولى مقاتلو طالبان الخميس على منطقة سانغين الإستراتيجية في محافظة هلمند، ما يعد نكسة إضافية للقوات الأفغانية قبل بدء فصل الربيع الذي يعد بمزيد من القتال. وتشير التقديرات الأميركية إلى أن قوات الحكومة الأفغانية تسيطر الآن على مساحة أقل من 60 في المئة من أراضي البلاد.
مشاركة :