فوساتي قاد العنابي للمحرقة أمام إيران

  • 3/25/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تترك مواجهة العنابي مع المنتخب الإيراني بملعب أزادي بطهران خيارا للمدرب فوساتي في مواجهة ملعب البطولات بالدوحة، فذهبت بالنقاط وخلفت والمرارات في حلوق جماهير الكرة القطرية التي انتظرت أن يمنحها العنابي الأمان في أرضه ويمنحها معه صك التعويض، ولكن السبب كان المواجهة الأولى بإيران التي خلفت خسائر فادحة للمنتخب القطري بعقوبة عدد مهم من لاعبي المنتخب وأعمدته الأساسية، حينما تعرضوا للإيقاف إثر الأحداث التي صاحبت المباراة الأولى ففقد العنابي كلا من عبدالكريم حسن وأحمد ياسر وخالد مفتاح ومشعل عبدالله، ولكل من المفقودين مكانه في تشكيلة المنتخب وقدراته على صنع الفارق المطلوب لجماهير الكرة القطرية. خيارات بديلة ولم تكن الخيارات البديلة من اللاعبين أمام المدرب فوساتي مقنعة، ولكنه كان مضطراً للتعامل معها وفق ما لديه من مهمة في تجميع النقاط.. فكان أن دفع بتوليفة لم يكن الوقت كافياً لها للانسجام. ودفع المدرب فوساتي في مواجهة إيران بتوليفة ضمت: سعد الشيب في المرمى، وإبراهيم ماجد، وخوخي بوعلام، وبيدرو، وحسن الهيدوس، وكريم بوضياف، ولويس مارتن، وتاباتا، وأكرم عفيف، وسبستيان سوريا، وياسر أبوبكر. ودفع في الشوط الثاني بكل من: علي عفيف، وعلي أسد، والمعز علي، ولكنه خرج خاسراً، وترك المرارات للجماهير القطرية التي انتظرت الفوز على إيران، والاعتدال في المجموعة، قبل التوجه لأوزباكستان وخوض ملحمة طشقند بهدف النقاط الثلاث. أخطاء فنية وكشفت المباراة عن أداء سلحفائي للمنتخب، في مواجهة المنتخب الإيراني الذي ظهر أسرع بكثير مما عرف عنه في البطولة، ولم تكن أقدام لاعبي المنتخب القطري، تتثاقل تجاه مرمى المنتخب الإيراني، إلا بسبب التوليفة غير المتناسقة، التي وضعها فوساتي في المباراة، فارتكب معها المدرب الكثير من الأخطاء الفنية في الملعب، عندما سمح للاعبي المنتخب الإيراني بأخذ زمام المبادرة في المباراة بالهجوم على مرمى العنابي، والسماح لهم بمساحات كبيرة على جانبي الملعب، للحركة من خلالها بسهولة ويسر مع تضييق المساحات على لاعبيه، فكانت الأخطاء إجمالاً وراء الخسارة القاسية للمنتخب العنابي. مبادرة محل تساؤل الجميع رغم أن الجميع يثق في قدرات لاعبي المنتخب العنابي، إلا أن سؤالاً عريضاً فرض نفسه، مع انطلاق صافرة البداية للمباراة، بسماح المدرب للاعبيه بالحصول على الملعب المواجه للريح وهو العكس، حيث كان الأمر يتطلب اللعب مع الريح للضغط على الإيراني، وإجباره على ارتكاب الأخطاء في منطقته وليس العكس، فاختيار الملعب كان أول الأخطاء، لأن مثل هذه المواجهات تحسم بالضغط الكبير، والاستفادة من عامل الأرض والجمهور في الحصول على النقاط. لذلك توقع الجميع أن يضغط العنابي على الإيراني من البداية، ويبقيه في مناطقه حتى يقع في المحظور ويستخلص النقاط، وبعد ذلك تتحول الاستراتيجية لكيفية حماية التقدم حتى النهاية، ولكن العنابي ومدربه لم يفعلوا ذلك فمنحوا المنتخب الإيراني أريحية، كأنه يلعب في أرضه وبين جماهيره، عندما سمحوا له باللعب بمساعدة الريح ومعاكستها للعنابي صاحب الأرض، ليعاني العنابي وتتباعد خطوطه في المباراة، ويتحكم الإيراني في زمام الأمور، ليبدو المنتخب الإيراني كأنه لم يصدق، ولعب كما لو كان يلعب في طهران. تباعد الخطوط ومن أخطاء المدرب فوساتي في المباراة، كان اللعب بخطوط متباعدة في وسط الملعب وطرفيه، حيث كان الجميع معزولاً بين وسط ودفاع وهجوم، فلم يجد الإيراني صعوبة في السيطرة على خطورة لاعبي العنابي، وأولهم سبستيان سوريا الذي عزله مرتضى كنجي وبزمان منتظري تماماً عن وسطه، وحرم لاعبو وسط إيران تاباتا من التحكم في الكرة، لأنه مكمن الخطر، كما حالوا دون وصول الهيدوس للمنطقة الخطرة، والسبب ليس قدرات المنتخب الإيراني فقط، وإنما عدم توجيه المدرب فوساتي للاعبيه بالتقارب بينهم، من أجل الاستحواذ على الكرة، وترك المدرب الخطوط متباعدة مع مواجهة للريح، وسهولة لمهمة الدفاع الإيراني للسيطرة على الكرات الطويلة، التي اعتمد عليها العنابي في معاكسة الريح، التي أفقدت المنتخب العديد من الكرات. العنابي سهل مهمة منافسه وبأسلوب اللعب الذي اتبعه المنتخب العنابي في المباراة، المتمثل في الإرسال الطويل للكرات خلف الدفاع، سهل العنابي مهمة ضيفه وجعله يتحكم في الكرة بسهولة، ويهدد مرمى سعد الشيب من البداية، كما استفاد الإيراني من التباعد وعدم التفاهم بين اللاعبين، بتقريب خطوطه أكثر، والاقتراب من المرمى باللعب السهل، والسريع والدقيق في التمرير، خصوصاً أن الريح كانت تساعد الإيراني وتمنحه فرصة اللعب السريع. تكرار الأخطاء وفي شوط اللعب الثاني، والريح تساعد العنابي، لم يجد اللاعبون السهولة المطلوبة في الحركة والتمرير، نظراً لافتقادهم لعنصر التركيز، الذي تسبب فيه أسلوب المدرب من جهة، والتوليفة غير المتفاهمة للاعبين من جهة أخرى، ليعاني المنتخب كثيراً، ويستفيد الإيراني من هذه المعاناة ويلعب الكرة على الأرض، بينما اندفع العنابي دون تركيز، لدرجة أن المنتخب حصل على العديد من الكرات أمام منطقة الجزاء، ولكنه أهدرها بتصرف متسرع، وحصل على العديد من الركنيات ولم ينجح في الاستفادة منها، حتى إن العنابي ظهر في الركنيات كأن لاعبيه يلعبون مع بعضهم لأول مرة!! اندفاع بلا تركيز واندفع لاعبو العنابي تجاه مرمى المنتخب الإيراني في بداية الشوط الثاني دون تدبير أو تركيز، بحثاً عن الشباك، وهو الأمر الذي استفاد منه الإيراني، وانتقل بكرةٍ سجل منها هدفه الوحيد والمهم، وكاد بعده أن يصل لشباك العنابي في أكثر من مناسبة، بينما ظل العنابي كما هو، غير قادر على صنع التوازن في المباراة، والوصول لشباك الحارس الإيراني التي بقيت عصية على سبستيان سوريا في أكثر من مناسبة. تبديلات غير مقنعة وما دفع المتابعين للعنابي للدهشة أكثر هو ترك المدرب فوساتي للاعبه أكرم عفيف دون فائدة في الملعب، وهو الذي لم يقدم الأداء المنتظر منه، وهو غير مؤهل نظرا لغيابه الطويل عن اللعب التنافسي، حيث ظل اللاعب بعيدا عن المشاركة مع ناديه خيخون في الدوري الإسباني، والأمر نفسه في ضعف الأداء انطبق على حسن الهيدوس الذي لم يقدم ما يشفع له بالبقاء في أرض الملعب، وهو الذي لم يقو حتى على رفع ركنية، ولم يقدم أي دعم للهجوم وكان ضعيفا جدا. أخطاء انتحارية للمدرب وأقدم فوساتي -الذي افتقد التركيز هو الآخر في المباراة- على أخطاء انتحارية في المباراة عندما سحب اللاعب لويس مارتن النشط من أرضية الملعب ودفع باللاعب علي أسد لينفتح وسط العنابي، وكاد المنتخب يتلقى أكثر من هدف بسبب خلو الوسط، كما كان تبديل المدرب انتحاريا وهو يسحب لاعبا بمواصفات صانع لعب ومفكر وقادر على الحلول هو تاباتا، ودفع باللاعب المعز علي الذي يلعب على الشق الأيمن، كأنما التبديل مكافأة للاعب حسن الهيدوس على إخفاقه ومساندته بلاعب بنفس مواصفاته، على حساب لاعب يصنع اللعب، فلم يصنع المعز لعبا وارتاح الدفاع الإيراني في وسط الملعب، وصعد في إحدى الهجمات بأربعة لاعبين مقابل اثنين للعنابي في مشهد فضح أخطاء المدرب. ولم يتوقف فوساتي، فذهب به عقله لتبديل آخر هو سحب اللاعب ياسر أبوبكر صاحب القدرات الدفاعية والهجومية معا، ويدفع باللاعب علي عفيف المرتبك في أدائه، الذي لم يقدم أية إضافة فأصبح المنتخب يضم في تشكيلته مجموعة من اللاعبين غير المتفاهمين، ليقود فوساتي لاعبي العنابي إلى محرقة الأمل، ويهدر فرصة ثمينة للعودة للتنافس من جديد لتصبح فرصة العنابي في التأهل شبه مستحيلة حسابيا، لكنها خاضعة لاحتمالية المعجزات في كرة القدم.;

مشاركة :