متابعة - بلال قناوي: أكدت مباراة العنابي مع الصيني أمس في الجولة الخامسة لتصفيات آسيا المونديالية بما لا يدع مجالا للشك أن فوساتي كان في قمة القلق والخوف من مواجهة التنين وبشكل مبالغ فيه، مما تسبب في ارتباكه وفي قراءته غير الصحيحة للقاء، فخرج بنقطة التعادل غير المرضية بالمرة، وغير المفيدة للعنابي في مشوار التصفيات. وكاد خوف فوساتي من المنتخب الصيني ومدربه الجديد الإيطالي مارشيليو ليبي أن يقضي على آمال وحظوظ العنابي، وأن يتلقى خسارة جديدة تنهي مشوار منتخبنا بشكل كبير في التصفيات. أفلت فوساتي وأفلت العنابي من الخسارة أمام واحدة من أكثر الفرق تواضعا من الناحية الفنية، بفضل دعوات الجماهير القطرية، وبفضل العارضة والقائم، ومعهما الحارس الكفء سعد الدوسري الذي دافع بفدائية وبراعة عن مرمى العنابي وأنقذه من فرص أخرى خطيرة. ولولا دعوات الجمهور والعارضة والقائم وبراعة سعد الدوسري، لكان العنابي الآن في المركز الأخير بالمجموعة ولأصبحت آماله في التأهل شبه منتهية. العنابي أهدر الفرصة الكبيرة في تحقيق فوز ثان، وثبت أقدامه في المركز الخامس وقبل الأخير برصيد 4 نقاط، وباتت حظوظه صعبة للغاية حتى من أجل الحصول على المركز الثالث الذي تحتله أوزباكستان بفارق 5 نقاط عن منتخبنا. ربما كان التعادل مع الصين صدمة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها منتخبنا في منافسات المجموعة الأولى، لكن الصدمة الحقيقية كانت في الأداء الذي قدمه منتخبنا أمام الصين، والذي اختلف كليا وكان أقل كثيرا مما قدمه أمام كوريا الجنوبية في كوريا بالجولة الثالثة، وحتى في الشوط الثاني في المباراة الودية أمام روسيا والتي انتهت بفوز العنابي 2-1. شتان الفارق بين العنابي في هاتين المباراتين خاصة كوريا الجنوبية، وبين أدائه بالأمس أمام الصين، وشتان الفارق بين الأداء الجماعي والفردي للعنابي الذي كان أقل كثيرا مما قدمه المنتخب وقدمه اللاعبون أمام كوريا الجنوبية في عقر دارها وأمام المنتخب الروسي المعروف. في مباراة كوريا الجنوبية خسر العنابي 2-3، لكنه خرج مرفوع الرأس، ونال رضا الجميع ونال احترام المنافس بعد أن أحرجه أمام أكثر من 60 ألف متفرج. كان العنابي منافسا عنيدا وقويا أمام النمور الكورية، وتفوق عليهم في الشوط الأول وتقدم بهدفين لهدف، وحاول كثيرا الوصول إلى مرماهم قبل أن يخرج خاسرا 2-3. أما في مباراة التنين فلم يكن هذا هو منتخبنا الذي نعرفه، وحتى نكون منصفين لابد أن نستثني حارس المرمى سعد الدوسري وخط الدفاع بأكمله الذين تحلموا عبء المباراة بالكامل خاصة في الشوط الثاني وأدوا ما عليهم وزيادة أيضا. أما الوسط والهجوم فحدث ولا حرج، لا أداء ولا مستوى، ولا تجانس، ولا وجود لبعض اللاعبين خاصة علي أسد الذي لم نشعر به إلا بعد خروجه في الشوط الثاني واشتراك تاباتا بدلا منه. وبنظرة سريعة على المباراة من الجانب الهجومي سنجد أن العنابي لم تسنح له سوى فرصة واحدة خطيرة وقريبة من المرمى وأهدرها سباستيان في الدقائق الأولى. فوساتي المسؤول لا يمكن إعفاء فوساتي مدرب العنابي من مسؤولية ما حدث أمام الصين من أداء ونتيجة غير مرضية بالمرة، حيث كانت الآمال معلقة على هذه المباراة والفوز بها ورفع رصيدنا إلى 6 نقاط والتقدم إلى المركز الرابع والاقتراب خطوة مهمة من المركز الثالث ومن الملحق القاري، على الأقل في هذه المرحلة. وكانت الآمال كبيرة في الفوز خاصة بعد أن ظهر المنتخب الصيني بمستوى متواضع في بداية المباراة، ولم يستغل فوساتي حالة منافسه وتراجع في خطأ قاتل للمدرب للدفاع مبكرا. وليت فوساتي دافع بشكل جيد، وبشكل منظم، لكن الدفاع كان عشوائيا بشكل غير متوقع، وكان هدف اللاعبين هو تطفيش الكرة، دون السيطرة عليها وبدء هجمة وبدء مرحلة الاستحواذ على المباراة. المنتخب الصيني لم يكن ضعيفا في المباراة، واحترامه كان أمرا مطلوبا خاصة والمباراة على ملعبه وبين جماهيره، لكن هناك فارقا بين مواجهة منافس ضعيف أو غير جيد، وبين منافس متواضع المستوى ومتواضع النواحي الكروية، وفارق كبير أن نحترم منافسنا، وبين أن نبالغ في احترامه إلى حد الخوف منه. من الواضح أن فوساتي كان خائفا بشكل كبير من رد فعل المنتخب الصيني بعد أن تولي تدريبه المدرب الشهير مارشيليو ليبي، وهو أمر مطلوب في بداية المباراة، لكن بعد أن ظهر الفريق الصيني بمستوى متواضع كان يجب على فوساتي التحلي بشجاعة أكبر، والضغط عليه بقوة، وزيادة تواجد منتخبنا في الجانب الهجومي.
مشاركة :