إيمان محمد (أبوظبي) يتجاوز معرض «الطبيعة: خلق وإبداع»، الذي افتتح أمس الأول في حديقة أم الإمارات في أبوظبي، مناسبة الاحتفاء بمرور 20 عاماً على تأسيس «هيئة البيئة-أبوظبي»، ليكشف عن ذلك النبض الكامن من الجمال والفن في جوهر الطبيعة، في لفتة مهمة من قبل «مهرجان أبوظبي» الذي ينظم المعرض لاستكشاف علائق إنسان اليوم مع المكان المعاصر. وتم الكشف عن 40 عملاً فنياً، منها 10 بتكليف حصري من المهرجان، وكلها مستلهمة من الطبيعة المتنوعة والغنية في إمارة أبوظبي من سواحل وأخوار وجزر وصحراء، وصولاً إلى الجبال الشاهقة والبحار العميقة في المناطق الشمالية والشرقية من الإمارات، وهي تشمل أعمال التصوير الفوتوغرافي والتركيب والنحت والرسم، مقسمة إلى 4 أقسام بحسب الموضوع، وهي: المناظر الطبيعية، والبحر، والحيوانات، والنباتات. العديد من الأعمال هي نتاج الجولات التي كانت هيئة البيئة - أبوظبي قد نظمتها لعدد من الفنانين المشاركين بالمعرض في المحميات الطبيعية التي تديرها وتشرف عليها، والتي تضم محمية الوثبة للأراضي الرطبة، متنزه القرم الوطني، ومحمية قصر السراب. من بين الأعمال اللافتة في المعرض، يظهر عمل «تحليق» التركيبي الحركي الذي استلهمه الفنان عامر الداعور من تحليق الطيور، مستخدماً فيه الفولاذ الصلب ومحامل وبكرات وخشب البتولا ومحرك كهربائي، ليمثل التحول من السكون إلى الطيران. وفي محاولة لإعادة إحياء فن الأرض الزائل، نفذت شيخة المزروع مشروعها «أرض الرمال» على مساحة شاسعة من وادى شوكة، إذ حفرت دوائر متحدة المركز ومحاطة بمربع كبير، ويظهر الشكل في الصور الجوية غامضاً وسط الطبيعة الصخرية، ويذكر بالرسومات المماثلة التي كانت تظهر في حقول القمح ببريطانيا، ويعتقد أنها بفعل مخلوقات فضائية. وباستخدام الحديد الصدئ، تقدم عزة القبيسي منحوتة لبذرة شجرة القرم في وقت إنباتها، والتي تشبه المحارة المفتوحة، ونقشت عليها بالحرف العربي رمزية البذرة التي تعيش في المياه المالحة، وتمنح الكائنات موائل للعيش والتكاثر، مثل كلمات الحياة وموطن واستدامة، وغيرها. وفي غرفة السينما تعرض تفاصيل التجارب الفنية والممارسات التي مر بها الفنانون لإنجاز أعمالهم الفنية المعروضة في المعرض الذي يستمر حتى 23 أبريل المقبل. وقالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: «إنّ المعرض يمثل مساحة اللقاء المشترك بين الفنون والبيئة، فالمحافظة على البيئة تتطلب وعياً إنسانياً وذائقةً فنيةً، وبالفنون نرتقي بالوعي البيئي، ونساهم في ترسيخ أهمية المحافظة على موارد الحياة للأجيال والإنسان في كلّ زمان. واعتبرت أن للفنان القدرة على إيصال رسالة الوعي بلغة الألوان والأشكال الفنية المجرّدة، إذ تساهم الأعمال الفنية التي يضمها المعرض في التعريف بجماليات المكان والبيئة الإماراتية بعيون فنانين عايشوا هذا الجمال الطبيعي وأحبوه، فجسّدوه فناً عالياً بذائقة استثنائية فريدة». وعبرت رزان خليفة المبارك، الأمينة العامة لهيئة البيئة - أبوظبي، عن سعادتها بما يضمه المعرض من أعمال فنية رائعة، تعكس النظم البيئية الإماراتية المتميزة. وأضافت: «هذا المعرض هو احتفال ببيئتنا الطبيعية، وتراثنا الثقافي الغني ومجتمعنا الفني الموهوب، وهو موجه لجميع الأعمار من مختلف الجنسيات».
مشاركة :