40 عملا فنيا تعيد اكتشاف سحر الطبيعة الإماراتية بقلم: محمد الحمامصي

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

40 عملا فنيا تعيد اكتشاف سحر الطبيعة الإماراتية تنطلق أعمال معرض "الطبيعة: خلق وإبداع" الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان الفنون 2017 في دورته الرابعة عشرة بحديقة أم الإمارات بأبوظبي، من أصالة فنية لمخيلة خصبة، حيث استطاع الفنانون المشاركون التقاط حركة وإيقاع وحيوية النظم البيئية الإماراتية، مثل الصحراء والسبخات والبيئات البحرية والجبلية، بالإضافة إلى البعض من الأنواع البرية المحلية الرئيسية في دولة الإمارات مثل المها العربي، والأنواع البحرية مثل أبقار البحر "محمية الأطوم" وسلاحف منقار الصقر والشعاب المرجانية وغابات القرم.العرب محمد الحمامصي [نُشر في 2017/04/05، العدد: 10593، ص(16)]ما وراء المدينة: داخل المدينة عمل تشكيلي لحازم حرب يتواصل حتى الثالث والعشرين من أبريل الجاري بحديقة أم الإمارات بأبوظبي معرض “الطبيعة: خلق وإبداع” الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان الفنون 2017 في دورته الـ14، مستعرضا أربعين عملا إبداعيا، تغطي مختلف أشكال أوجه التعبير الفنية، من أعمال رسم ومنحوتات وتصوير فوتوغرافي وأعمال تشكيلية ورسم مصوّر، وذلك في رحلة لاستكشاف بيئة دولة الإمارات البرية والبحرية وجمالياتها وما تمنحه من حقائق غنية. واحتفاء المعرض بغنى الطبيعة في إمارة أبوظبي، جاء بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتأسيس “هيئة البيئة -أبوظبي” الذي أكدت الأمين العام لها رزان خليفة المبارك أن الطبيعة الإماراتية تتميز بسحر الصحراء وجمال البحر وتنوع الموائل الطبيعية والحياة الفطرية التي تأويها، وأن هذا يشكل مصدر إلهام لكتابة الشعر والأغاني التراثية وإبداع العديد من الفنون المرئية. ينقسم المعرض إلى أربعة أقسام الأول المشاهد الطبيعة لدولة الإمارات التي لها العديد من الفنانين المكلّفين، ومن بينهم المصور الإيطالي الأميركي روبيرتو لوباردو الذي أمضى 24 ساعة متواصلة علي جزيرة “بوطينة” التي تم ترشيحها عام2011 لتكون إحدى عجائب الطبيعة السبعة الجديدة، وسجل جميع تفاصيلها بصور رقميه بلغ عددها 1440 صورة.تنوع الطبيعة الإماراتية يمثل مصدر إلهام لكتابة الشعر والأغاني التراثية وإبداع العديد من الفنون المرئية وأكد الفنان أن عمله يأتي ضمن مشروعه “مخططات” وأن “مخطط بوطينة” يدور حول العالم الطبيعي، وقال “اكتشفت من خلاله منظومة بيئية هشة وجميلة تحتاج إلى الرعاية والحماية والتقدير، وآمل أن يشجع هذا المشروع الناس على البحث عن مثل هذه الأماكن الطبيعية ليتعلموا احترامها وحمايتها من أجل الأجيال القادمة”. أما عمر طارق الغصين الذي أمضى بدوره ثلاثة أيام وهو يصوّر البعض من الجزر المحيطة بجزيرة بوطينة، وقد حصل الفنان على فرصة نادرة لاكتشاف جزر مجهولة تماما ضمن مشروع لتصوير 214 جزيرة لم يتم تسميتها حتى الآن، واتخذ الغصين الطبيعة مكانا له، مجسّدا كيفية ارتباط الإنسان بالطبيعة باستخدام صورته. ويتدخل مشروع شيخة المزروع “أرض الرمال” في المشهد الطبيعي بصورة مباشرة، حيث قامت بحفر دوائر متحدة المركز في التربة الصخرية لرأس الخيمة، وفور انتهائها من ذلك تركت زمام الأمر لقوى الطبيعة من حرارة ورياح وأمطار لتغيره، لذا فإن العمل أشبه بتدخل خارج من كواكب أخرى، حيث يظهر كمخلوق غامض وسط الهضاب المحيطة. أما الفنانة أنجالي سرينيغاسان في عملها “أديم الأرض: الطين الجامد” فقد استمدت إلهامها الأساسي من الملح، وذلك لاستكشاف الطبقات الجيولوجية للرواسب الطبيعية، حيث يشكّل العمل تجويفا جيولوجيا مكوّنا من الطبقات المتشكلة عبر التاريخ بشكلها الطبيعي تقريبا، ويأخذ هذا العمل مستوى ميتافيزيقيا أبعد، حيث يشير إلى عودة البشر والحيوانات والنباتات إلى التراب كل في حينه، ما يرمز إلى التطور الطبيعي للأشياء دون زيادة أو نقصان.سحر صحراء الإمارات مصدر إلهام للفنانين القسم الثاني للمعرض هو “البحر”، حيث يشكل بعدا آخر للبيئة الطبيعية للإمارات، وهنا نرى عمل كل من عامر الداعور وعامر الحسيني “هذا البحر- أوزان صيد معلقة على خيط صيد”، واللذين دأبا من خلال “أستوديو التصميم” على تشكيل بحر باستخدام أوزان الصيد التي تم الحصول على كميات كبيرة منها من أسواق الصيد في منطقة ديرة دبي، وهذا البساط من أوزان الصيد المعلقة يذكر المشاهد بأن النظام البيئي في البحر معلق حرفيا بخيط رغم طبيعته الساحرة. ويتناول العمل الفني “موجة” لمايكل رايس التفاعلات التي يحركها تأثير ما، ويتألف من 25 شكلا فرديا موحدا مستوحى من الأنماط الحلزونية في الطبيعة، وهو ما يجعل المشاهد يرى سلسلة تفاعلات من الانطباعات البصرية التي تشبه إلى حد كبير تموّجات المياه على سطح البحر. وبدوره يشيد عمل “تألق اللؤلؤ” لرنيم عروق بالدور المهم الذي لعبه اللؤلؤ بالنسبة إلى الإمارات مطلع القرن الماضي، أي قبل اكتشاف النفط، ويستحضر الجمال الطبيعي للؤلؤ من خلال هيكل المحار الخارجي الذي يتسم بالقوة والصلابة، بينما يبدو قسمه الداخلي براقا ليجسد اللؤلؤ داخل الصدف، والعمل هو عبارة عن ثلاث منحوتات مضيئة تكشف عن روعة وجمال المحار، وحوله قالت الفنانة “يوجد المحار في الطبيعة بأشكال فريدة مختلفة، وقد اختزلت جمالها عبر ابتكار نماذج انسيابية”. خصص القسم الثالث من المعرض لـ”الحيوانات”، ويتناول جماليات الحيوانات من حيث حركاتها وهيئتها مع تسليط الضوء على خطر الانقراض الذي يتهددها، وقدم عمل رنيم عروق “حياة جديدة” للمشاهد مستويات مختلفة من الرؤية، حيث صور سبع مجموعات من قرون ظباء المهى وهي تنبثق بشكل تدريجي من طبقة رملية، وكأن هناك محاولة لإحيائها في إشارة للرعاية المكثفة لهيئة البيئة بأبوظبي لحماية هذه الحيوانات وإعادتها إلى موائلها الطبيعية. وتم تصوير الصقر الرمز الوطني لدولة الإمارات في عملين اثنين، أولهما عمل لأستوديو التصميم بعنوان “تحليق” الذي يصور الحركات المذهلة لجناح الصقر، والعمل الثاني مقطع الفيديو لهندرك فال، وهو عبارة عن رسوم متحركة مزدوجة تجسد حركات متناغمة لصقر وسلحفاة بحرية وسط بيئة غامرة في غرفة مظلمة. وقد لفت فال إلى أنه عند بدء عمله على هذا المشروع، وضع نصب عينيه مفهومين أساسيين هما: الموجة والمعادلة الأسية، فالمعادلات الأسية تعني عنده “النمو الأبدي”، وهذا يبدو برأيه غير صحي نوعا ما في سياق علاقة البشر بالطبيعة. وتناول القسم الأخير المعنون بـ”النباتات”، حياة النباتات في دولة الإمارات التي تعتبر أشجار القرم من أبرزها، واستمد العديد من الفنانين أعمالهم من زياراتهم المتكررة إلى “منتزه القرم الوطني”. ويشكل عمل حازم حرب “ما وراء المدينة: داخل المدينة” تجربة تحوليّة تبرز المزاج المتغيّر في المكان، ويتألف العمل التركيبي من ثلاث قطع خشبية كبيرة ثبّتت عليها ألواح مصنوعة من الإكريليك، تعرض صورا فوتوغرافية متداخلة لغابات القرم في أوقات مختلفة من اليوم، وبحسب وصف الفنان تجاوز البيئات الطبيعية والحضرية للمنتزه الوطني، حيث دمج الضوء ضمن تكوين العمل، ليرسم حوارا لا نهائيا يجمع الضوء والمكان والزمان والمشاهد.

مشاركة :