دبي: أحمد عزت في هذه السطور، نروي حكاية فارس امتطى المجد وأماط اللثام كاشفاً عن استثنائيته، قصته حروف يشع منها النور وفي الاسم تجد العنوان، فهو «سعيد بن سرور» ابن الإمارات ومدرب جودلفين العالمي، والنجم الذي سطع في المضامير، لاسيما عقب انتقاله من القوز إلى نيوماركت عام 1995، ومنذ ذلك الوقت استأثر ابن سرور بأضواء الإعلام العالمي بعد أن ذاعت شهرته وتربع على عرش مدربي العالم، ليصبح قبلة للإعلاميين ومحط الاهتمام أينما حل ورحل وهذا التألق جعل المدرب العالمي يواصل العمل دون كلل أو ملل.قدم المدرب الإماراتي الكبير أوراق اعتماده ممثلاً للدولة في أروقة صناعة الخيل الأوروبية، وسريعاً كان هو الأجزل عطاءً بعد أن حقق بطولة المدربين في بريطانيا 4 مرات كان أولها عام 1996، ثم أردفه بلقبيه الثاني والثالث عامي 1998 و1999 قبل أن يكمل الرباعية في 2004، وقد تمكن خلال 23 عاماً من أن يضع صورته بأبعادها الكاملة على خريطة السباقات العالمية في وطنه دبي وعبر المضامير الأوروبية وصولاً إلى أمريكا وهونج كونج وسنغافورة.في هدوء يعمل المدرب العالمي سعيد بن سرور ليضيف الإنجازات والعطاءات، وهو شخصية متواضعة تجمع ما بين القوة والثقة بالنفس التي تصاحب شخصيته الفذة، فعلى الرغم مما له من شهرة عالمية انطلقت وارتبطت بكأس دبي العالمي، وعلى الرغم من الانتصارات التي يحققها في العديد من السباقات في مختلف دول العالم، إلا أنه يبدو الأكثر تواضعاً دون أن يقلل ذلك من ثقته بنفسه التي تصاحب شخصيته بدرجة لا حدود لها.ويعد سعيد بن سرور واحداً من أبرز الأسماء المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكأس دبي العالمي، فهو المدرب الأكثر تتويجاً باللقب العالمي وحققه 7 مرات، وهو رقم قياسي فريد لم يقترب منه أحد.وفي السطور التالية، وقبيل انطلاق الأمسية الأغلى في العالم بساعات قليلة، كانت لنا وقفة مع العالمي سعيد بن سرور. * كيف ترى أمسية كأس دبي العالمي؟ سباق يختلف تماماً عن كل السباقات، فكافة أشواط كأس دبي العالمي تتميز بالصعوبة الكبيرة، وكما هي العادة فإنها تستقطب أقوى خيول العالم، بل إن أكثرية الخيول المشاركة تأتي من الخارج لتتنافس مع صفوة خيول الكرنفال وهو ما يضفي قوة وندية كبيرتين لهذا الحفل الكبير. * فوزك بكأس العالم 7 مرات، ماذا يعني لك؟ يعني الكثير، وهو أمر يدعو للفخر، ولا شك أنها إنجازات ذات صدى كبير في العالم، لاسيما أنها تأتي داخل الوطن ووسط نخبة الخيول الأفضل في العالم، ولا شك في أن الإنجازات العالمية التي تحققت، يقف وراءها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مؤسّس فريق جودلفين». * كيف ترى فرص الخيول السبعة التي ستدفع بها في بطولات الليلة؟ الحصان «موف أب» لديه فرصة جيدة لكي ينطلق ويحتل موقعاً ممتازاً منذ انطلاقة السباق، بعد وقوعه في البوابة 6، لكن السباق هذا العام في منتهى القوة من كافة النواحي لوجود نخبة الخيول الأمريكية واليابانية، كما أن ممثل السعودية «آروجيت» أضفى مزيداً من القوة على السباق، كما أنني متفائل بتقديم عرض مشرف في السباق ككل، معظم الخيول التي دفعنا بها للمشاركة في كل الأشواط لها فرصة جيدة للمنافسة، وننتظر منها تحقيق نتائج طيبة، ومنها «ثندر سنو» و«توب سكور» اللذان يشاركان في بطولة داربي الإمارات، وكلاهما قدم نتائج رائعة، ف«ثندر سنو» سيكون أحد الأرقام الصعبة في هذه البطولة ونتائجه السابقة تؤكد ذلك، كما أن «توب سكور» خيل تطور مستواه بشكل كبير ولديه المقدرة على تحقيق نتائج متميزة، أما «فيري سبيشال» التي ستشارك ببطولة دبي تيرف فقد أظهرت بصورة جيدة وأدت تمرينات ممتازة، ولا شك في أنها إحدى المرشحات البارزات لهذه البطولة. * في سبتمبر 2016، حققت الفوز رقم 2000 في تاريخك، كيف تراه؟ أن تحقق 2000 انتصار في عالم سباقات الخيل العالمية، فهذا أمر يدعو إلى الفخر والسعادة، لاسيما أن من بينها 179 فوزاً لخيول الفئة الأولى، كما أنه من بينها 207 بطولات بكرنفال كأس دبي العالمي، وبالتأكيد هذه الإنجازات الكبيرة تحسب لدولة الإمارات التي لا تدخر جهداً في سبيل تطوير صناعة الخيل على المستوى العالمي. * ما الذي يمثّله تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في حفل الأوائل؟ كانت واحدة من أهم المحطات في مسيرتي، وقت أن تم تكريمي من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في حفل تكريم أوائل الإمارات، كأول إماراتي أنال لقب أفضل مدرب عالمي للسباقات، ولاشك في أن هذا التكريم سيظل واحداً من اللحظات التاريخية التي لن تمحى من ذاكرتي. * كلمة أخيرة لا شك في أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قدم مجهودات عظيمة لرياضة الفروسية بصفة عامة وجودلفين بصفة خاصة، حتى باتت سباقات الخيول محط أنظار العالم، وأيضاً لا شك في أن الإنجازات التي تحققت تعد ثمرة اهتمام سموه، وهو ما كان له أثر كبير في وصول الفروسية الإماراتية إلى أعلى المراتب في العالم. الحفاظ على المكتسبات أمر مهم للغاية، إن ما حققناه من إنجازات سيظل خالداً، لكننا سنواصل العمل بأقصى جهد، بهدف حصد مزيدٍ من الانتصارات والنجاحات، والسعي إلى ألقاب جديدة. ابن سرور في سطور يعد سعيد بن سرور المدرب الأطول خدمة لدى جودلفين، وقد تقلد «العالمي» منصب مدرب جودلفين قبل انطلاقة موسم سباقات 1994، وهو يتولى الإشراف اليومي على تجهيز الخيول للمشاركة في السباقات المختلفة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.وولد ابن سرور الذي عمل سابقاً ضابطاً في شرطة دبي، في إمارة دبي يوم 16 نوفمبر 1968 ونشأ في جو يشجع على الاهتمام بالخيول، فكان يستمتع بركوبها والعمل معها منذ سنوات العمر الأولى. «فيري سبيشال» تهديه فوزه الكرنفالي ال200 كرنفال دبي العالمي 2011 تكلل بنجاح باهر لسعيد بن سرور، ففي شهر يناير منح الجواد «لوست إن ذا مومنت» ابن سرور الانتصار الكرنفالي رقم 100، عندما كسب سباق أكويريوس تروفي هانديكاب، وكان الفوز الأول الذي سجله بن سرور بالكرنفال قد حققته المهرة «كات ستار» بسباق 1000 جينيس يوم 7 فبراير 2004.وفي كرنفال كأس دبي 2017، حقق بن سرور إنجازاً جديداً وهو الفوز رقم 200 بكرنفال كأس دبي، حيث حققت الفرس «فيري سبيشال» الفوز ببطولة كيب فيردي فثي 26 يناير الماضي، لتهدي مدربها الفوز رقم 200 في تاريخه بكرنفال كأس دبي، ليحتل «العالمي» صدارة بطولة المدربين بالكرنفال منذ انطلاقته الأولى قبل 13 عاماً.ومنذ انطلاق الكرنفال بشكله الحالي عام 2004، وحتى قبل سباق اليوم، أقيم 1049 سباقاً بالكرنفال، وشارك به خيول مثلت 31 دولة، وبلغ عدد المدربين المشاركين 491 مدرباً، بالطبع كان أكثرهم تحقيقاً للإنجازات هو سعيد بن سرور، برصيد بلغ 207 بطولات. مئويات نال ابن سرور شرف تحقيق الفوز رقم 100 لجودلفين في سباقات الفئة للدرجة الأولى من خلال فوز «سولماني» بسباق «آرلينجتون مليون» عام 2003.وحقق سعيد بن سرور مئوية أخرى خلال مهرجان «الرويال آسكوت» لعام 2008، عندما سطر المهر «كمبانولوجست» الفوز رقم 100 في سباقات الفئة الثانية؛ وذلك من خلال انتصاره الساحق بسباق الفئة الثانية الملك إدوارد السابع ستيكس. موسم أول استثنائي الموسم الأول لسعيد بن سرور مع جودلفين كان استثنائياً بكافة المقاييس؛ حيث أشرف على تدريب المهر «لم ترى» فقاده للفوز بأفضل 3 سباقات لخيول ال3 سنوات بأوروبا وهي الديربي الإنجليزي 1995، وسباق الكينج جورج والكوين إليزابيث دايموند ستيكس بآسكوت وسباق بري دو لارك دو تريومف بمضمار لونشون بباريس.ويحتفظ مدرب جودلفين بسجل ناصع من الإنجازات الخالدة في البطولات الكبرى، التي توجتها المهرة الرائعة «كيب فيردي» بفوزها الساحق بسباق 1000 جينيس الإنجليزي عام 1998. انتصارات في كل مكان في أكتوبر 2008، حقق ابن سرور إنجازاً جديداً عندما أنجز الفوز الأول لجودلفين في سباقات الفئة الأولى بأستراليا، عندما قاد المهر «أول ذا غوود» للفوز بسباق الفئة الأولى كولفيلد كب، فيما حقق فوز أول بالساحة التركية في 2009 عندما تألق «باليوس» وكسب سباق الأناضول بمضمار فيليفندي. 5 مرات أفضل مدرب في العالم توج سعيد بن سرور 4 مرات بطلاً للمدربين في إنجلترا، كما فاز بسباق كأس أسكوت الذهبية 5 مرات والكنج جورج.وفاز بن سرور خمس مرات بلقب أفضل مدرب على مستوى العالم وذلك برعاية طيران الإمارات، كما فاز بلقب كأس دبي العالمي سبع مرات، أعوام 1999، 2000، 2002، 2003، 2006، 2014، و2015، كما توّج بلقب «بريدرزكب» ثلاث مرات أعوام 1999، 2001، و2009، وفاز ثماني مرات بلقب بطولة المدربين في كرنفال كأس دبي العالمي، واستطاع بواسطة الحصان «هنترز لايت» في عام 2013 أن يحقق الفوز المئتين في الفئة الأولى العالمية، وهو إنجاز لم يحققه أحد من قبل في تاريخ سباقات الخيل العالمية.فوز هائل بالبريدرز كبإنجازات سعيد بن سرور امتدت أيضاً لتشمل أعظم سباقات الخيل بالساحة الأمريكية وهي كأس البريدرز حيث قاد كلاً من «ديلامي» عام 1999 و«فانتاستيك لايت» عام 2001 للفوز بسباق بريدرز كب تيرف، فضلاً عن فوزه بلقب أعظم سباق بفرنسا وهو سباق الارك الفرنسي الذي أحرز لقبه بواسطة «سخي» عام 2001 و«مارينبارد» عام 2002 إضافة إلى فوز «لم ترى» بذات السباق.
مشاركة :