الفساد السياسي و غياب الأمن يضربان التعليم

  • 3/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اختلت العملية التربوية في العراق خلال مسيرة ممتدة من سنوات الحصار عام 1990 وأضيفت إليها مشكلات جديدة بعد الاحتلال الأميركي في عام 2003. ولم تعد الشكوى تقتصر على عدم مواكبة التطور، الذي يشهده العالم، وشح الكتب والقرطاسية والمستلزمات الدراسية،. ونقصان أو تهالك الابنية، وما الى ذلك، بل هيمنة «الفساد» على المفاصل التربوية، وسيطرة الأحزاب الطائفية، أو الميليشيات، على الحياة الاجتماعية، اضافة الى استمرار عمليات القتل والتهجير، بلا حساب، فلا يكاد الطالب يستقر في مكان، حتى يفرض عليه الرحيل، مع عائلته، ليجد نفسه بلا مدرسة او صف دراسي، وربما حتى بلا ملابس!. تعايش مع الرعب ويرى خبراء ان اهتراء العملية التعليمية في العراق، هو انعكاس للأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، والتخريب الذي شمل جميع مناحي الحياة، ومنه تردي وانحدار مستوى التعليم، إلى الدرجة التي بات فيها الأستاذ يخشى الطالب التلميذ الذي له أقارب في الحكومة أو في احدى الميليشيات. فيما تنعدم المراقبة على المدرسين، حسب انتماءاتهم، وتغييرهم المناهج التدريسية وفق اعتقاداتهم، أو ما يتماشى مع رغبات الجهات المرتبطين بها، إضافة إلى عمليات التغريب والتهجير التي تسود البلاد. وبحسب المدير في الإشراف التربوي، سامي محمد حسن، ان المفاهيم تغيرت، وتغيرت القيم والعلاقات، قبل أن يطرأ أي تغيير على المناهج الدراسية والعلمية، التي كان يفترض أن تتطور في عهد الاحتلال، بعد 13 سنة قاسية من الحصار على العراق. ويضيف: «قد يقال ان الاحتلال رحل، لكنه أبقى بصمات واضحة مشوهة، على معظم مناحي الحياة، ومن بينها انفلات العلاقة بين الطالب والأستاذ، الذي أصبح مهددا بالاعتداء أو القتل إن هو أقدم على إعطاء درجات ضعيفة للتلميذ الكسول، أو حاول منعه من الغش في الامتحانات». جيل العنف ويرى بعض التربويين أن من الصعب التفاهم مع أبناء الجيل الذي تربى أصلا وسط العنف والفوضى، ولم يعد يحترم النظام والقوانين والضوابط المدرسية، ولم تعد تجدي معه أساليب التربية والإرشاد التي ربيت عليها الأجيال السابقة، فهو لا يفهم غير أسلوب الضرب والتهديد، لأنه قد يستخدمه حتى مع الأساتذة. وينتقد خريجو الكليات والمعاهد والمدارس الإعدادية، الحكومة العراقية، لعدم توفيرها درجات وظيفية تسمح لهم بالتعيين في دوائر ومؤسسات الدولة، معربين عن إصابتهم بالإحباط بعد تخرجهم، إذ كانوا يتوقعون أن تقوم الحكومة بتعيينهم. كمكافأة لما بذلوه من جهد خلال مدة الدراسة، لكنهم يفاجأون بأن الحكومة ليست لديها أية خطة لتعيين الخريجين.إلا أن وزير التربية محمد إقبال، لا يخفي تفاؤله، رغم قساوة الظروف، ويقول إن «الوزارة ستستعين بطواقم من ذوي الخبرة والاختصاص لإصلاح العملية التربوية وبناء المناهج على أسس علمية رصينة».

مشاركة :