وانتهى معرض الكتاب المقام في الرياض خلال الاسبوعين الماضيين, انتهت احتفالية جميلة لمدة أحد عشر يوما عاشت الرياض حالة عالية من ترف الثقافة.. لغة الارقام لا تجامل، ولا تقف عند النوع، بل هي تطرح الحقائق بقوة أمام المتلقي، وتؤكد له أن الآراء الانطباعية والانشائية تنتهي بمجرد حضور الرقم، خاصة إن صدر الرقم من الجهات الحكومية المختصة...,بعيداً عن باحثي الشهرة في فقرة احتسابية، أراد صاحبها أن يختصر الزمن، ويشكل وجوده صورة مختلفة عن نمطية المشهد الاحتسابي بثوب انيق وعقال وكبك، وكأننا أمام تكرار لثقافة العبث، ولكن بصورة أكثر اناقة في المظهر مع بقاء المضمون كما هو، ورغبة جامحة في حرق مراحل تكوين الحضور في مشهد منبري بات لا يحتمل تكرار الصور النمطية، وقد سقطت كثير من أوراق التوت عن كثير منهم... نعود لمعرض الكتاب التظاهرة الثقافية الجميلة، حيث الأرقام تؤكد ان نسبة زائرات المعرض من النساء تفوق الرجال بما يعادل 11%، وهي نسبة تعزز زيادة الحاصلات على الشهادة الجامعية بين الاناث مقابل الرجال, مما يعني معه أن المرأة تعمل على بناء مكونها العلمي والثقافي بجدية ومثابرة.. اللافت وحسب الارقام أن نسبة شراء الروايات كانت الأعلى,ولم تدخل كتب الطبخ في النسب العليا ...,ربما لوجود بدائل في بناء ثقافة الطبخ من مصادر رخيصة، بل وربما مجانية مثل السناب شات، او مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة..., وربما لاختلاف اهتمامات المرأة اليوم .. على هامش المعرض كانت هناك فعاليات ثقافية جميلة مثل بعض المحاضرا وتوقيع الاصدارا وحضور فني جميل رغم بساطته لضيف الشرف الشقيقة ماليزيا... بعض التفاصيل تضيف جمالاً للمشهد، وبعضها لا ترتقي لروعته..., ذلك الشاب وهو يقف بشموخ في منتصف السلم المؤدي للمعرض ويصر على ان تذهب السيدة القادمة مع زوجها أو أبيها أو أخيها من ممر النساء...هل يدرك انهما سيسيران جنبا لجنب داخل المعرض...؟؟ ربما نقبل هذا التنظيم لمن جاء او جاءت بمفردها، ولكن ليس لعائلة...؟؟ أيضا ارتفاع أسعار الكتب كان واضحا خاصة في بعض دور النشر,أما ضيق المكان فقد بات واضحا للجميع، والشاهد أن الأبواب تقفل بعد المغرب مما يعني معه ان العدد فاق القدرة الاستيعابية للمواقف، وبالتالي اكتظاظ المعرض بالمرتادين, خاصة وان المعرض بات تظاهرة ثقافية سنوية تضاهي تجارب عربية وعالمية سبقتنا بسنوات من حيث القوة الشرائية وعدد المرتادين، مما يعني معه ضرورة ان يكون معرض الكتاب بالرياض حدثاً ثقافياً عالمياً نستحقه، ويؤكده حرص كافة دور النشر العربية على المشاركة فيه، رغم ارتفاع إيجارات الاركان، ولكن ثقتهم في قوة الأرباح تدفعهم للمشاركة... اما أطرف التفاصيل فقد كانت برفقة الصديقة الكاتبة الغائبة عن المشهد الاعلامي حصة ال الشيخ عند سؤالنا عن احد الكتب، فذكر لنا البائع انه لم يتم فسح الكتاب في الرياض ولكنه موجود في جدة...,بعض التفاصيل مثيرة لعلامات الاستفهام، ولكنها لا تقلل من الجهد الكبير...
مشاركة :