أسئلة فنّية بلا أجوبة

  • 3/25/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبداللطيف الزبيدي ما هي الأسباب إذا صحّ قول أهل المسرح العربيّ إنّ الكوميديا تعاني شحّ النصوص؟ سؤال بسيط كهذا، جوابه يطرح ألف مشكلة. من يستسهل الأمر، سيفحمنا بأن الوسط الفنيّ أصبح ضحلاً إلى حد العجز عن كتابة حفنة كلمات لائقة لأغنية، فكيف تطالبه بإبداع نصوص قمم الأجناس الأدبية؟أفضل السبل إلى فحص هذه الظاهرة، هو السؤال: هل العالم العربيّ اليوم بيئة مناسبة للإبداع؟ لا تتسرّع في اتهام هذا الطرح بأنه مغرض لأنه ينشر التشاؤم والإحباط. القضيّة أبعد حتى من جاذبيّة السوق السنويّة الرمضانيّة للإنتاج الفنيّ. جلّ المعروض في هذه التجارة أيضاً هزيل ضئيل. الناس يأكلون الغث غير السليم، عندما لا يوجد غير السقيم. مثل هذا لا يغني عن فحص أشمل للعلّة، فالهبوط ظاهر في كل المجالات الفنية.ذريعة الانهيارات السياسيّة العربية، في السنوات الأخيرة بخاصّة، ليست كافية لبناء التحليل المقنع، فالهبوط الفنيّ يعود إلى نصف قرن في أحسن الأحوال. ثم إن هذه النقطة بالذات تطرح مفارقة عجيبة: لم يشهد العرب حقبة كهذه مفعمة بالمهازل والمآسي، فماذا يريد المبدعون أكثر من أن تأتي الأسماك إلى شباكهم؟هل ينقذنا التحليل النفسيّ بأن محرّك الإبداع يحدث له، في ظروف معيّنة، ما يحدث للإنسان عندما يفاجأ بتسونامي أو وحش مفترس، فيفقد القدرة على الفعل. هل أصيب الإبداع العربيّ في الصميم، فردّد مع سعد زغلول: «مفيش فايدة، غطيني يا صفيّة»؟ ما الذي يمكن أن يعيد إليه طاقة الإرادة والطموح؟ إذا توهّمنا أن ظاهرة غياب الإبداع هيّنة فهذه استهانة لا تغتفر.من الضروريّ الاهتمام بأنواع العلاج الجانبيّة، فإن فيها كثيراً من العوامل المساعدة. لا بدّ من تخليص الوسط الفنيّ من سوقيّة تجنيد الفنانين للإنتاج الرمضانيّ التجاريّ. الأنكى هو أن أغلبه مبتذل يسيء إلى الشهر. سيقولون: إنه «أكل عيش» ومن سيضمن لقمة الفنان؟ تبقى القضية الأساسيّة: هل لدينا مبدعون، ولكنهم أدركوا أن الإبداع لا سوق له، فآثروا الهبوط مع الهابطين نزولاً؟ أم أن أرض الإبداع ابتلعت ماءها، فانقطع النهر عن الخرير والمسير؟هذه مسؤوليّة الفنانين بالدرجة الأولى، المبدعين العرب في المسرح والإنتاج الفنيّ. هم يلتقون في الشارقة كل عام، ونتمنى أن نرى لتلاقح الأفكار انعكاساً على التجارب مختلفاً وإنقاذيّاً، بحيث تتراكم التجارب وتطوّر الوسط الفنيّ، فينعكس هذا بدوره على المجتمعات، شكسبيريّاً (أعطني مسرحاً، أعطك شعباً عظيماً).لزوم ما يلزم: النتيجة الفنيّة: العالم العربيّ مسرح «غنيّ» بالتراجيكوميديا، فهل يغتنم الوسط الفنيّ الفرصة؟ abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :