ملفات ثقيلة في انتظار الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدمتنتظر الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم خيرالدين زطشي الكثير من التحديات والملفات خلفها سلفه محمد روراوة وعلى رأسها إعادة تنظيم وبعث الدوري المحلي ومحاربة الفساد المستشري في شتى مستويات المنافسة، فضلا عن منتخبات الشبان والمنتخب الأول المقبل على مباشرة تصفيات كأس أفريقيا 2019 واستكمال جولات مونديال 2018 بروسيا.العرب صابر بليدي [نُشر في 2017/03/25، العدد: 10582، ص(22)]الطموح يهزم الخبرة الجزائر - اعترف خيرالدين زطشي بعد انتخابه على رأس الاتحاد الجزائري لكرة القدم بصعوبة المهمة وثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه برفقة مكتبه الفيدرالي بالنظر إلى الجهود المطلوبة للنهوض بكرة القدم في الجزائر وتنقية محيط اللعبة من الشوائب السلبية التي علقت بها على مر السنوات الماضية. وأكد أن عملا جبارا ينتظر الطاقم الجديد المسيّر للهيئة، طالبا من جميع الفاعلين “الوقوف في صفّه وتقديم المساعدة اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة. لقد تحدّثت مع أعضاء مكتبي من قبل وهدفنا إعادة بناء الكرة الجزائرية من القاعدة. الفريق الأول جزء مهم من برنامج عملنا لأنه الواجهة الكروية للجزائر دون نسيان باقي المنتخبات الوطنية وحتى البطولة الهاوية”. وأضاف في الندوة الصحافية التي أعقبت انتخابه الاثنين الماضي بالأغلبية أن الطاقم الجديد سيعمل على “رفع مستوى الكرة الجزائرية والنهوض بها من جديد ومحاربة الفساد وكل ما يسيء إلى الكرة المحلية”. وأنه ينتظر “الدعم من كافة الفاعلين في اللعبة لأن العملية لن تكون بمجهودات شخص واحد فقط”، في إشارة إلى السلطات العمومية المطالبة بدعم كرة القدم ومساعدة النوادي على إرساء قواعد احتراف حقيقي ينسجم مع مقاييس الهيئات الدولية والقارية وطموحات البلاد في تطوير الرياضة المحلية. ولم يفوت المتحدث الفرصة للإشادة بدور سلفه محمد روراوة في ما قدمه للكرة الجزائرية والنتائج التي حققها مع النوادي المحلية والمنتخبات الوطنية فقال “أود أن أشكر كثيرا الرئيس السابق محمد روراوة وأعضاء مكتبه الفيدرالي على العمل الكبير الذي قاما به لمصلحة الكرة الجزائرية، والرجل يستحق أن أرفع له القبعة بعد كل الذي قام به في السنوات الماضية”. وتابع “أعلم أن مهمتنا ستكون صعبة وأولوياتنا الخضر وتعيين المدرب الأنسب الذي سيعرف خلال الأسبوعين القادمين، وأن مشاورات جارية لدراسة السير الذاتية الموجودة في مكتب الاتحاد، على أن يتم إرساء الرأي على ناخب يستجيب لمواصفات الكرة الجزائرية ومتطلبات العمل المستمر والإقامة الدائمة في الجزائر”. وتحدثت مصادر مطلعة عن مدرب من جنسية إسبانية مرشح لخلافة جورج ليكانز على رأس الإدارة الفنية للخضر، وسيتم الإعلان عنه قريبا لمباشرة عمله تأهبا لموعد يونيو المقبل، حيث يخوض رفاق رياض محرز أول مواجهة رسمية ضد منتخب الطوغو في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أفريقيا للأمم 2019. انطباع سلبي نفى الرئيس الجديد للاتحاد أن يكون حاملا لأيّ انطباع سلبي تجاه اللاعبين المستقدمين من الدوريات الأوروبية لحمل الألوان الوطنية بعدما شاع خبر الاستغناء عنهم لصالح الدوري المحلي مما حدا ببعضهم للتعبير عن استعداده لعدم حمل القميص مستقبلا. وقال “لست ضد وجود المحترفين في المنتخب ولا بد أن أعترف للعناصر المحترفة بالمجهودات التي بذلتها في المنتخب منذ مرحلة أم درمان إلى اليوم، ولست ضد المحترفين على الإطلاق ولكنني مع خيار إعادة الاعتبار للاعب الناشط في الدوري المحلي، وكل اللاعبين سيحصلون على فرصتهم مستقبلا وهدفنا تكوين منتخب وطني من أفضل العناصر في الدوري المحلي والدوريات الأوروبية”. وقال زطشي “أنا ابن منظومة كرة القدم وأعرف جيدا ما الذي يحصل فيها. مسؤولية مكافحة الفساد تعني جميع الفاعلين في الوسط الكروي وليس فقط المكتب الفيدرالي وحده. علينا جميعا أن نتعاون حتى نجد الحلول لهذه المشكلة وسنعمل على بناء منظومة كروية جديدة وتمتين قاعدتها جيدا بداية بالعفو عن كل المعاقبين في الحقل الرياضي”. ويرى مختصون أن زطشي الذي ورث وضعا ماليا مريحا للاتحاد ورث بالمقابل مشكلات واختلالات كبيرة في الكرة الجزائرية المحلية تتعلق بتعثر مشروع الاحتراف وغياب نصوص ومعالم واضحة في هذا المجال، فضلا عن غياب التكوين والهياكل واستشراء الفساد والعنف والتحكيم السيء.إعادة هيكلة الإدارة الفنية تشكل إحدى أولويات الرئيس الجديد مع تعيين مسؤول على رأس هذه الهيئة واستلم الرجل من سلفه محمد روراوة أكثر من 70 مليون دولار في حسابات الهيئة، وعبّر عن وفاء الطاقم الجديد لعقود التمويل والإشهار المبرمة في السابق إلى جانب استكمال المشاريع المسطرة في عهد روراوة كبناء فندق من خمس نجوم للاتحاد والتفكير في إنشاء أربعة مراكز تكوين وتدريب تتوزع على جهات الجمهورية لتلتحق بمركز سيدي موسى للمنتخبات الوطنية، فضلا عن نقل مواجهات المنتخب الأول عبر مختلف الملاعب في شرق البلاد وغربها. تشكل إعادة هيكلة المديرية الفنية إحدى أولويات الرئيس الجديد وتعيين مسؤول جديد على رأس هذه الهيئة توكل له مهمة اختيار مدربي المنتخبات. ورشحت مصادر مقربة من الرجل أن تتم الاستعانة بالمدرب الوطني السابق رابح سعدان لشغل المنصب إلى جانب عدد من قدماء لاعبي المنتخب للمساهمة بخبرتهم وكفاءتهم في النهوض بالكرة المحلية. ويراهن الرجل على اتباع منهج التكوين لتوسيع تجربة نادي بارادو الذي أسسه في منتصف الألفية واستطاع على مر سنوات قليلة الارتقاء في سلم الدوري إلى أن ضمن خلال الأيام القليلة الماضية الصعود إلى الدوري الممتاز وذلك بفضل الاعتماد على الإمكانيات المحلية وعنصر الاكتشاف والتكوين في المدرسة الكروية للنادي. مشروع مرتقب ويضع مشروع زطشي إعادة النظر في قانون الاحتراف مع ضرورة العودة إلى المؤسسات الرسمية لإيجاد التوافق والانسجام بين قوانين الجمهورية ونصوص الاتحاد الدولي للعبة في ما يتعلق بوضع هذا القانون والشركات الرياضية في البلاد وتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار فيها. كما تعد مظاهر العنف والفساد والرشوة والتحكيم من أبرز الملفات المؤرقة للهيئة الجديدة، كونها ملزمة ببحث وعلاج الوضع قبل وقوع المزيد من الانزلاقات وإيجاد آليات تشريعية ولوجيستية وبشرية تكفل إنقاذ الكرة الجزائرية من مأزق الفوضى وتدني المستوى. ويأمل خيرالدين زطشي في أن تخرج ورشة إصلاح المنظومة الكروية في الجزائر بنتائج عملية على المدى القريب من أجل طيّ صفحة سوء التسيير والإدارة للنوادي المحلية وتفعيل دورها بما يخدم تمويل المنتخبات الوطنية والمنتخب الوطني الأول تحديدا بلاعبين ينهون عهد الاستعانة بما تنتجه الدوريات الأوروبية. وفضلا عن إعادة الثقة للجماهير العريضة بعد نكسة الخروج المبكر من “كان” الغابون وتقلص حظوظ الخضر في التأهل لنهائيات كأس العام 2018 بروسيا، وهو الرهان الذي يشكل أول امتحانات الوافد الجديد إلى قصر دالي إبراهيم بأعالي العاصمة. وكان الرئيسان المنتهية ولايته والوافد الجديد قد تبادلا في اليوم الموالي مراسيم تسليم واستلام المهام، حيث ظهر محمد روراوة بعد غياب لأسابيع رفقة خيرالدين زطشي في مكتب الاتحاد بدالي إبراهيم ثم في مركز سيدي موسى أين استلم الرئيس الجديد كل الملفات المتعلقة بتسيير الاتحاد والنشاطات التي تنتظر كرة القدم الجزائرية، لا سيما الاستحقاقات الوطنية والدولية القادمة إلى جانب الوضعية المالية الحالية والعقود المتعلقة بالتسويق والتسيير. وفي خطوة لإنهاء ما أثير من خلافات بين الرئيس المنتهية ولايته والرئيس الجديد أثنى محمد روراوة على خيرالدين زطشي وأعرب عن ارتياحه لما آلت إليه أمور الاتحاد بعد انتخاب خلفه، وصرّح “على الأقل أنا متأكد أني تركتها في أيادٍ آمنة، وهذه أمانة عندكم”، وهو ما قابله زطشي بالقول “إن شاء الله سنكون في المستوى لخدمة الكرة الجزائرية”.
مشاركة :