التصعيد الميداني في سوريا يزيد من التعقيدات التي تحيط بجولة المفاوضات، وتبدو إمكانية تحقيق اختراق جدي محدودة وفق محللين.العرب [نُشر في 2017/03/25]دي ميستورا يدعو إلى السيطرة على الوضع المقلق في سوريا جنيف- أوضح المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الجمعة ان المشاركين في مفاوضات السلام ملزمون ببحث العناوين الأربعة التي يتضمنها جدول الأعمال بغض النظر عن التراتبية، مؤكداً انه لا يتوقع "تحقيق المعجزات" في الجولة الراهنة. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي مساء الجمعة بعد لقائه للمرة الأولى وفدي الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات إنه ترك للوفود "حرية اختيار السلة التي ترغب بمناقشتها لكنها في نهاية المطاف ملزمة بالتطرق إلى السلال الأربعة" مضيفا "هذا هو الاتفاق". ومن المقرر أن تبحث الجولة الراهنة جدول اعمال "طموح" يتضمن اربعة عناوين رئيسية، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، على ان يتم نقاشها "بشكل متواز". وجاءت مواقف دي ميستورا اثر اعلان وفد الحكومة السورية الجمعة انه سيبدأ السبت بحث سلة مكافحة الإرهاب، فيما قال وفد الهيئة العليا للمفاوضات انه بدأ بحث مسألة الانتقال السياسي مع دي ميستورا. وقال المبعوث الدولي "لا أتوقع (تحقيق) المعجزات ولا أتوقع اختراقاً او حتى انهياراً ولكن البناء على ما حققناه في الجولة الرابعة والشروع في خطوات تطبيقية". وبدأت جولة المفاوضات الراهنة الخميس بمحادثات تمهيدية أجراها مساعد المبعوث الخاص، رمزي عز الدين رمزي، قبل عودة دي ميستورا من جولة خارجية شملت موسكو، ابز حلفاء دمشق، وانقرة والرياض الداعمتين للمعارضة. ويلتقي دي ميستورا السبت الوفدين مجدداً على أن يغادر الاثنين إلى عمان لاطلاع القمة العربية على الجهود المبذولة لتسوية النزاع السوري، ثم يعود الثلاثاء الى جنيف. وبعد لقائه دي ميستورا مساء، قال رئيس الوفد نصر الحريري للصحافيين ان المناقشات كانت "مثمرة.. وعرضنا أفكارنا حول هيكلية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي وكذلك جميع المؤسسات المرتبطة بها أثناء مرحلة الانتقال السياسي". من جهته، أشار رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري إلى الاتفاق مع دي ميستورا على ان "التطورات التي تحدث على الأرض.. استدعت ان نبدأ غدا (السبت) بسلة مكافحة الإرهاب". واوضح في الوقت ذاته ان البدء بنقاش مكافحة الارهاب "لا يعني أننا أهملنا بقية السلال" التي قال انه "يتم التعامل معها بالتوازي". ويزيد التصعيد الميداني من التعقيدات التي تحيط أساساً بجولة المفاوضات. وتبدو امكانية تحقيق اختراق جدي محدودة وفق محللين. وتشن فصائل مسلحة بينها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) هجومين منفصلين ضد مواقع القوات الحكومية في شرق دمشق وفي ريف حماة الشمالي (وسط)، وتدور منذ ايام معارك طاحنة بين الطرفين. واستعادت قوات النظام السوري الجمعة كل المواقع التي كانت سيطرت عليها فصائل معارضة الاحد في هجومها المفاجىء على شرق دمشق، وفق ما اعلن الاعلام السوري الرسمي. من جهة اخرى، وردا على سؤال حول اعداد فصائل عربية وكردية تدعمها واشنطن لبدء معركة الرقة، قال الجعفري ان "السبيل الوحيد لهزيمة داعش هو التنسيق والتعاون مع الجيش السوري". واضاف أن "التدخل العسكري الأميركي في أراضينا مباشرة، وتزويد بعض المجموعات بالأسلحة الأميركية، وتشجيعها على تحدي سلطة الحكومة السورية، هذه كلها لا تخدم مسألة مكافحة الإرهاب". وتخوض قوات سوريا الديمقراطية منذ أشهر اشتباكات عنيفة للسيطرة على الرقة بدعم من التحالف الدولي، وتمكنت من التقدم على جبهات عدة وقطع طرق إمداد رئيسية للجهاديين. واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة الذي تشكل بلاده جزءا من التحالف ان "معركة الرقة ستبدأ في الأيام المقبلة". وتعتبر دمشق ان "كل وجود عسكري أجنبي.. دون موافقة الحكومة السورية غير شرعي" وفق الجعفري.
مشاركة :