بدأت أمس، الأعمال التحضيرية للقمة العربية المقرر عقدها في منطقة البحر الميت الأربعاء، وعقد المندوبون الدائمون للدول الأعضاء في الجامعة العربية اجتماعاً ناقش جدول أعمال القمة ومشاريع القرارات التي ستعرض على اجتماع وزراء الخارجية غداً الإثنين، قبل أن تُرفع لإقرارها من الزعماء العرب. وأنهت السلطات الأردنية الترتيبات اللوجستية وتجهيزات القمة التي يتوقع أن تشهد حضوراً مميزاً للزعماء الذين سيشاركون فيها والذي قد يقترب من 15 زعيماً سيصدر عنهم بيان ختامي، «إعلان البحر الميت». وكشف وزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام محمد المومني في مؤتمر صحافي أمس، أن مبعوثاً للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وآخر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحضران القمة، إلى جانب عدد من الشخصيات التي ستحضر الجلسة الافتتاحية، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ورئيس البرلمان العربي، والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا، الذي سيحضر اجتماعات وزراء الخارجية العرب، ويعرض آخر مستجدات العملية السياسية في جنيف. وأشار المومني إلى أن خطر الإرهاب من «أهم الملفات التي تناقشها القمة»، وأضاف: الإرهاب يستبيح جزءاً كبيراً من أراضي دول عربية نعمل على مساندتها للتصدي لخطر الإرهاب والتطرف. وتحدث مصدر عربي لـ «الحياة» عن تفاصيل تتعلق بالمواضيع المعروضة على القمة ومواقف الأطراف المشاركة منها، مشيراً إلى «لقاءات ثنائية عدة يجري الترتيب لها منذ الآن لتحقيق مصالحات وتفاهمات عربية - عربية». وبعدما لاحظ أن وجود إدارة أميركية جديدة «دفع بملف القضية الفلسطينية إلى الواجهة مجدداً»، أشار إلى أن القمة «ستؤكد ضرورة التعامل مع المبادرة العربية للسلام كوحدة واحدة من دون تجزئتها أو إعادة ترتيب أولوياتها... وعدم منح إسرائيل مكافآت على أدوار لم تقم بها أصلاً... وتفادي دخول المبادرة العربية إلى دهاليز الإدارة الأميركية الجديدة، بما يدفع إسرائيل إلى الاستمرار في تعطيلها». وبالنسبة إلى الموقف العربي من موضوع نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، أوضح المصدر أن القادة العرب سيؤكدون «الثوابت العربية في هذا الشأن وسيظهرون موقفاً موحداً ثابتاً». وعن قضية مكافحة الإرهاب، أشار المصدر إلى «مشروعي قرارين كانا قُدما إلى القمة بخصوص الإرهاب»، لافتاً إلى أن التطورات على الساحتين الدولية والإقليمية «ستفرض على القمة اتخاذ مواقف جدية لمواجهة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش، واتخاذ المواقف التي تكفل التعامل مع قضية الإرهاب من جوانبها كافة لضمان عدم استفحالها، سواء بالنسبة إلى داعش أو غيره من التنظيمات التي تستخدم العنف والإرهاب والترويع كوسائل لتحقيق أغراضها». وعن الملف السوري، أكد المصدر أن سورية ستكون غائبة عن الاجتماعات حكومة ومعارضة، لكن مقاربة ملفها «ستكون على مستوى سياسي لدعم المفاوضات الحالية بقيادة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وهو مدعو إلى حضور القمة، وعلى مستوى إنساني واقتصادي لجهة دعم الدول العربية المستضيفة الاجئين السوريين». وفي شأن التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، أشار المصدر إلى «تفعيل أعمال اللجنة الرباعية التي ترأسها الإمارات وتأكيد الثوابت العربية في مساندة دول الخليج ضد محاولات التدخل الإيرانية المستمرة في شؤون دول الجوار». وعوّل وزير الدولة الأردني لشؤون رئاسة الوزراء ممدوح العبادي، في تصريحات إلى «الحياة»، على «التوازن» في علاقات بلاده بـ «الأشقاء العرب» بهدف «تقريب وجهات النظر» خلال القمة، مشدداً على أن عمّان «كانت دائماً عاصمة التوافق العربي». ودعا القمة العربية إلى أن «تستوحي شعارها من قمة الوفاق والاتفاق التي عقدت عام 1987، وهي القمة التي حضرها جميع الزعماء العرب، ومثّلت منطلقاً جديداً للعمل المشترك، وجسّدت معاني التضامن العربي». كما استذكر العبادي قمة عمّان عام 2001 والتي عقدت خلال أحداث «الانتفاضة الثانية» في القدس والضفة الغربية، وحضرها معظم الزعماء العرب.
مشاركة :