قالت مصادر في قطاع الطاقة الفنزويلي "إن نقص البنزين في فنزويلا البلد العضو في "أوبك" تفاقم بفعل زيادة صادرات الوقود التي تسمح بها الحكومة للحلفاء الأجانب ونزوح موظفين مهمين من الشركة". وبحسب "رويترز"، فإن فنزويلا تبيع لمواطنيها البنزين بأقل سعر في العالم، فيما استمر تدفق إمدادات الوقود على الرغم من تعرض قطاع النفط المحلي إلى حالة من عدم الاستقرار واشتداد الأزمة الاقتصادية في ظل إدارة الرئيس نيكولاس مادورو التي جعلت البلاد تعاني نقصا في إمدادات كثير من السلع الأساسية". لكن ذلك الوضع تغير يوم الأربعاء عندما واجه مواطنو فنزويلا أول نقص في وقود السيارات في أنحاء البلاد منذ تعرض واحدة من أكبر مصافي العالم لانفجار قبل خمس سنوات، وقلصت حكومة الرئيس هوجو شافيز في ذلك الوقت الصادرات لتضمن توافر ما يكفي من الوقود في البلاد. ونتج نقص هذا الأسبوع بشكل أساسي عن مشكلات في مصافٍ ما بين حالات خلل فني وعمليات صيانة أدت إلى انخفاض إنتاج الوقود إلى النصف، وعلى عكس ما قبل خمس سنوات واصلت كراكاس تصدير الوقود إلى الحلفاء السياسيين بل وزادت حجم الشحنات الشهر الماضي على الرغم من التحذيرات داخل الشركة التي تديرها الحكومة من أن ذلك قد يتسبب في حدوث أزمة في الإمدادات المحلية. وأظهرت الوثائق الداخلية من شركة "بي.دي.في.إس.ايه" الحكومية للطاقة أنه كانت هناك حاجة إلى تحويل الشحنات التي كانت في الأصل خارجة من المصافي إلى السوق المحلية من أجل الوفاء بالتزامات التصدير. وورد في رسالة بالبريد الإلكتروني من مسؤول في قسم التسويق المحلي في الشركة لإحدى وحدات التجارة الدولية أنه "لو أن تلك الكميات الإضافية.. جرى تصديرها فستؤثر في الشحنات المقررة للسوق المحلية". وصدرت فنزويلا الشهر الماضي 88 ألف برميل يوميا من الوقود بما يعادل خمس حجم استهلاكها المحلي لكل من كوبا ونيكاراجوا ودول أخرى بحسب الوثائق الداخلية لـ "بي.دي.في.إس.ايه"، وتزيد تلك الكميات بمقدار 22 ألف برميل يوميا عن الكميات التي ظلت فنزويلا تشحنها لهذين البلدين بموجب اتفاقات أبرمها شافيز لتوسيع نفوذه الدبلوماسي من خلال تخفيض تكاليف الوقود لهما عن طريق إمدادات الخام والوقود الرخيصة. وصدرت أوامر زيادة الصادرات من مسؤولين تنفيذيين كبار في الشركة بحسب رسائل البريد الإلكتروني الداخلية، وتفاقمت الأزمة التي لحقت بنظام الوقود في البلاد بفعل رحيل موظفين كانوا يعملون في وحدة التجارة والإمدادات في الشركة حسبما قالت ثلاثة مصادر مقربة من الشركة. إلى ذلك، وعلى صعيد تفاقم الأزمات الاقتصادية في البلاد، طلب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من الأمم المتحدة أمس مساعدة بلاده في تخفيف نقص الدواء بعدما اشتد مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في الدولة المنتجة للنفط. وجعل ارتفاع التضخم والاقتصاد المتداعي أدوية تراوح من العقاقير البسيطة المضادة للالتهاب إلى العلاج الكيميائي بعيدة عن متناول معظم الفنزويليين، ولم يحدد مادورو نوع المساعدات التي طلبها على الرغم من أنه أكد أن الأمم المتحدة لديها معرفة بصناعة الأدوية. وقال مادورو "طلبت منهم الدعم لمواصلة تحقيق تقدم دائم في توفير الأدوية للمستشفيات"، ويقدر اتحاد الصناعات الدوائية في فنزويلا أن 85 في المائة من الأدوية غير متوافر لمواطني البلاد. ويرجع مادورو نقص الأدوية وتدهور الاقتصاد إلى "الحرب الاقتصادية" التي يشنها معارضوه السياسيون بمساعدة الولايات المتحدة. ويقول منتقدوه "إن المشكلات ناجمة عن الخلل في الأسعار وضوابط العملة، ما أدى إلى تدمير الصناعة الخاصة".Image: category: النفطAuthor: «الاقتصادية» من الرياضpublication date: الأحد, مارس 26, 2017 - 03:00
مشاركة :